فضحهم الميكروفون.. قناة العربية السعودية ترتمي في أحضان حفتر!

- ‎فيعربي ودولي

لو كتبت في مربع البحث على محرك (Google) لفظ “العبرية” وشاهدت ما يحدث ربما تصيبك الدهشة؛ لأن النتيجة الأولى ستكون قناة العربية السعودية؛ وذلك لتراكم مواقفها الصهيونية تجاه الربيع العربي من جهة، والوقوف أمام المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، وانحيازها الكامل لكيان العدو الصهيوني وجنرالات الثورة المضادة أمثال السفيه السيسي وحفتر من جهة ثانية.

وعلّقت إدارة الإعلام الخارجي في ليبيا، اليوم الإثنين، عمل قناة العربية السعودية بالبلاد، كما ألغت جميع التصاريح الممنوحة لمراسليها، إثر تصرف غير لائق نتج عن مذيعة القناة، ويظهر المقطع المتداول قيام مذيعة قناة العربية فجأة بسحب الميكروفون من أمام وزير الداخلية فتحي باشاغا أثناء عقده مؤتمرًا صحفيًّا، وفق ما نقلت “شبكة الرائد الإعلامية” الليبية.

زعيم حرب

وكان “باشاغا” يتحدث من تونس عن المعركة التي تخوضها حكومته ضد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عقب هجوم الأخير على طرابلس بدعم من الإمارات، وتابع باشاغا أن “أي خطر وتهديد لقوات حفتر لا يقبل أبدا، ويجعلنا ندفعها خارجا”، مشددًا على أنه “علينا أن نحمي شعبنا وعاصمتنا، وهذه ستكون استراتيجيتنا، وهي مصدر الخطر أينما كان”.

ويسيطر حفتر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، والملقب بـ”زعيم حرب”، وقواته على شرقي ليبيا، حيث شنَّ هجومًا مؤخرا للسيطرة على طرابلس، حيث أسفر القتال مع قوات حكومة الوفاق الليبية الشرعية عن مقتل نحو 300 شخص وإصابة غيرهم، كما شرَّد 32 ألف شخص من منازلهم.

وجاء تقدُّم قوات حفتر صوب طرابلس، بعد زيارة حفتر للسعودية ولقائه الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان. كما أن قوات شرقي ليبيا حصلت على أسلحة من الإمارات، وكانت مصر داعمًا آخر لها، وفق ما بينته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

تسبِّح بحمد التطبيع

وجدير بالذكر أنه منذ عام 2011، تشهد ليبيا، البلد الغني بالنفط، صراعا على الشرعية والسُّلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق في طرابلس غرب، وعصابة حفتر، الذي يدعمه مجلس النواب غير المعترف به دوليا المنعقد بمدينة طبرق شرق، وليس في ليبيا وحدها بل إن قناة العربية السعودية تسبِّح بحمد التطبيع، وتفضل الارتماء كثيرًا في أحضان ما يسمى بـ”إسرائيل”، بناءً على تعليمات أميرها الذي ينادي بمزاعم بني صهيون، فولدت فضيحة جديدة من سِفاح وحرام جاء في صورة فيلم وُصِف بالوثائقي يتحدث عن نكبة الشعب اليهودي في فلسطين، بديلًا عن نكبة الشعب الفلسطيني المحتلة أراضيه، في مفارقة صارخة.

ولقناة العربية السعودية سوابق في مساندة الاحتلال الأمريكي للعراق، ثم وقوفها في الاتجاه المعاكس للمقاومة اللبنانية في حرب 2006م، ولكن مع تعليمات “بن سلمان” الجديدة كانت الفضائح أكثر فجاجة، ففي 27 سبتمبر 2009، رصد مراقبون سقوط قناة العربية في تبني الروايات الصهيونية في اقتحام المسجد الأقصى بطريقة مستفزة لمشاعر العرب والمسلمين.

عندما اقتحمت مجموعات صهيونية متطرفة ساحات المسجد الأقصى، واعتدوا على المصلين فيه، ثم جاء الخبر تحت عنوان (قبيل عيد الغفران المقدّس عند اليهود.. إسرائيل تحتوي صدامات بين فلسطينيين ويهود حاولوا اقتحام الأقصى)، وفي المتن، قدم موقع العربية نت من قال: إنهم من مصابي الشرطة الصهاينة على المصابين الفلسطينيين الذي تصدوا للاقتحام، وقال في متن الخبر: “متحدث باسم الشرطة قال إن 9 من رجال الشرطة أصيبوا بجروح طفيفة، وقال مسعفون إنهم نقلوا 13 فلسطينيًا إلى مستشفى في القدس الشرقية للعلاج من إصابات بعد الاشتباك الذي وقع، فيما استعد اليهود للاحتفال بأقدس أيامهم!.

وقبل نهاية عام 2018، أعلنت قناة العربية فضيحتها على الملأ، وبثت فيلمًا وثائقيًّا من جزءين حمل اسم “النكبة عرضت فيه رواية “إسرائيل” الكاذبة حول احتلال فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني في الشتات، وأفردت مساحة كبيرة عبر فيلمها لمؤرخين “إسرائيليين” كبار؛ نشروا كل الأكاذيب الممكنة لتشويه حقيقة النكبة الفلسطينية.

وردد الراوي في الفيلم الرواية الصهيونية كاملة، وتحدث باستعطاف مدلّس بحسب ما تابعت “الحرية والعدالة” عمّا وصفه بـ”جرائم النازية بحق اليهود، وتوقيفهم في ألمانيا، ومعاداة السامية”، ويفاجأ المتابع للفيلم أنّ مصطلح “النكبة” يقصد به “نكبة اليهود” الذين اضطروا لإقامة وطن بديل لهم في فلسطين”!!” وليس النكبة الفلسطينية المعروفة.