عزل موظفين وشوية ورق.. برلمان العسكر يخدع الغلابة بخطة الترشيد

- ‎فيتقارير

“أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب”.. كلمات يقولها المثل الشعبي الدراج، للتعبير عن الازدواجية التي يمر بها الشعب المصري مع نظام الانقلاب العسكري، حينما تستيقظ صباحا وتقرأ خبرا يقول إن برلمان العسكر وضع خطة لترشيد النفقات خلال دور الانعقاد الرابع، والذى سيبدأ قبل الخميس الأول من أكتوبر، وتمثلت الخطة فى سبعة بنود، جاء أبرزها للحديث عن ترشيد النفقات من خلال إلغاء استعمال الورق، إلا فى أضيق الحدود.

إلا أنه ومع توقفك للحظات قبل استكمال الخبر، يأتي في ذهنك تبذير وإسراف برلمان العسكر خلال السنوات الماضية، والتي كشفتها مجموعة من الفضائح البرلمانية، حول شراء سيارات آخر موديل ماركة “مرسيدس” لرئيس البرلمان علي عبد العال، فضلا عن ملايين الجنيهات التي تم إنفاقها على إرسال نواب من البرلمان لتشجيع منتخب الكرة في كأس العالم، وتغطية إقامتهم في سفرياتهم للخارج، وصرف “عيديات” تقدر بملايين الجنيهات، فضلا عن مكافآت وبدلات التمثيل وغيرها.

الاستغناء عن الورق

علي عبدالعال رئيس البرلمانومع استمرار متابعتك للخبر تجد تنبيه علي عبد العال، رئيس برلمان العسكر، على أن استعمال الورق انتهى، وطلب من النواب الذين لا يجيدون استعمال اللاب توب أن يتدربوا على ذلك، ووفقا للمصادر فإن هناك العديد من النواب استجابوا لهذا النداء وتعلموا استخدام اللاب توب، من خلال مركز المعلومات في المجلس.

في الوقت الذي كشفت فيه مصادر من داخل البرلمان بأمانة المجلس لـ”الحرية والعدالة”، اليوم الثلاثاء، عن أن هناك مخططا في البرلمان منذ 2012 بأن يتم الاستغناء عن الورق، وقام بوضع هذا المخطط نواب الثورة خلال برلمانهم الذي انقلب عليه السيسي، وكان مخططا أن يتم الاستغناء عن الورق، والاعتماد على التقنية الإلكترونية، وهو ما تم التجهيز له بالفعل عام 2012.

وأضافت المصادر أنه بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي تم تأجيل المخطط، وبدأ في الظهور مرة أخرى، وهو ما استغله برلمان العسكر على أنه من قبيل تقليل النفقات والترشيد، وهو ما يكشف كذب برلمان العسكر ومتاجرتهم بقضية قديمة.

أجهزة كمبيوتر

وكشف برلمان العسكر عن أنه يسعى من خلال وزارة التعاون الدولي إلى الحصول على منح يتم من خلالها توريد أجهزة كمبيوتر للمجلس، بحيث يتم استغلالها فى تنفيذ خطة عدم استخدام الورق فى تعاملات الموظفين.

كما أشار إلى ترشيد استخدام البنزين، من خلال وضع gbs فى سيارات المجلس، ليتم مراقبة خط سير السائقين، والتأكد من عدم استخدام السيارة خارج خط السير.

في الوقت الذي تجاهل فيه مجلس علي عبد العال قضية السيارات الفارهة التي تم شراؤها لرئيس المجلس نفسه ووكلاء المجلس، والتي يزيد سعرها على 18 مليون جنيه عام 2015.

تسريح الموظفين

واستغل برلمان العسكر قضية تسريح الموظفين التي يسعى من خلالها نظام الانقلاب لفصل 2 مليون موظف إداري بالدولة؛ تلبية لمطالب صندوق النقد الدولي، وبدأ برلمان العسكر في تقليل عدد الموظفين بالمجلس من ثلاثة آلاف و200 موظف، إلى ألفين و700، من خلال خطة المعاش المبكر، والتي من المتوقع أن تؤدى إلى تقليل عدد الموظفين هذا العام، إلى “ألفين” و500 موظف.

كما قرر المجلس استخدام اللمبات الموفرة، رغم خدعة نظام الانقلاب في قضية التوفير في الكهرباء، التي تزعم أنها تأتي من خلال هذه اللمبات، رغم ثبوت كذب هذه المعلومة علميا، فضلا عن ارتفاع سعر هذه اللمبات، ما يكلف الدولة أموالا طائلة.

وأشار برلمان العسكر إلى بدلات السفر، حيث وضع علي عبد العال بعض الضوابط، منها أن النائب الذى يسافر في أول مرة يأخذ بدل سفر، أما حال تكرار سفره فلا يمنح البدل، ويسافر على نفقته الخاصة، الأمر الذي يكشف فساد هذا البرلمان الذي كان يوفر نفقات سفر النواب للخارج على نفقة المجلس في غير ما نص عليه القانون، حيث كان يتحمل البرلمان فسح وتنزه نواب البرلمان بأسرهم، فضلا عن أنه قدم عشرات السفريات للصحفيين الذين يقومون بتغطية البرلمان على نفقة الدولة.

“إحنا فقرا أوي”

«إحنا فقرا أوي أوي».. كلمات نطق بها السيسي، فكشفت بوضوح عن أنه يعيش بمعزل عن دولته التي يختار فيها رموزها بنفسه، بعد أن يطمئن لولائهم المطلق للسلطة الجديدة، التي باتت في واد والجماهير التي ترزح تحت عباءة الجوع في واد آخر.

ونطق السيسي تلك الكلمات في الوقت الذي يركب فيه رئيس البرلمان سيارة قيمتها ستة ملايين جنيه، هي الأحدث والأغلى في عالم السيارات المصفحة. كما سيحظى وكيلا للمجلس بسيارتي «مرسيدس» من الموديل نفسه، فيما صدّق المجلس الأعلى للقضاء قبل أسابيع على شراء سيارات من الماركة نفسها لرؤساء الهيئات القضائية. وفي الوقت الذي فرض فيه السيسي خطة تقشف تطبقها الحكومة على الفقراء، الذين وصفهم السيسي بأنهم نور عينيه، ليجد الشعب نفسه في مهب الريح، لا غذاء ولا دواء.