نبوءة ساويرس تحققت.. انهيارات البورصة مستمرة ونظام الانقلاب في ورطة

- ‎فيأخبار

جاءت الانهيارات المتتالية للبورصة المصرية لتحقق توقعات رجل الأعمال نجيب ساويرس التي أطلقها قبل 4 أشهر بأن أسواق الأسهم في مصر ستنهار كونها مبالغاً في تقييمها، لافتا إلى أن المستثمرين سيتوجهون إلى أسواق الذهب للاستثمار فيها لتجنب مخاطر البورصات.

وتراجعت البورصة المصرية بصورة حادة خلال تعاملات اليوم الأربعاء لتتفاقم خسائرها التي بلغت نحو 74 مليار جنيه (4.12 مليار دولار) من قيمتها السوقية وسط حالة من الفزع دفعت صغار المستثمرين لبيع أسهمهم مواكبين اتجاه المؤسسات المصرية وفي مقابل مشتريات من المستثمرين الأجانب.

وتصاعدت مؤخرا التحذيرات بشأن أسواق الأسهم العالمية، بعد أن شهدت حالة من التقلبات الملحوظة منذ بداية العام الجاري بعد ارتفاعات قياسية سجلتها في عام 2017.

وجاءت انهيارات البورصة بالتزامن مع إعلان معهد التمويل الدولي، عن سحب الأجانب 6.2 مليارات دولار من سوق الدين السيادي في مصر خلال 4 أشهر، في الفترة بين أبريل ويوليو 2018، الأمر الذي يكشف وضع مصر المتهاوي في أسواق السندات العالمية، مما ألقى بظلاله على التعاملات في البورصة.

سندات دولية

وقال المعهد في تقرير إن حكومة الانقلاب باعت سندات دولية بقيمة 6.5 مليارات دولار في وقت سابق من العام الجاري، في إطار جهود سد العجز في الموازنة، لكنها ألغت عطاءات سندات الخزانة ثلاث مرات خلال الشهر الجاري، بسبب طلب أسعار فائدة غير واقعية.

وتوقع المعهد في تقريره أن تنخفض استثمارات محفظة الأجانب بمصر (البورصة وأدوات الدين) إلى 9.5 مليارات دولار خلال العام المالي 2018 ـ 2019، وتنخفض إلى 6.2 مليارات دولار في 2019 ـ 2020، مقابل 18.4 مليار دولار في العام المالي 2017 ـ 2018.

وحذر خبراء الاقتصاد من “خطورة” استثمارات الأجانب في أدوات الدين المصرية، لأنها مرشحة للتسييل عند أي توترات، أو أي حاجة إلى السيولة من جانب المستثمرين الأجانب، وهذا ما بدأ يحدث بالفعل.

مستويات مهمة

وقال هشام حسن مدير الاستثمار بشركة “رويال” لتداول الأوراق المالية، إن مؤشر البورصة الرئيسي كسر مستويات هامة منذ جلسة الأحد المنقضي تأثرات بأحداث “تلاعبات البورصة” وفشل بعدها في التماسك عند مسويات الـ 14700 نقطة بسبب الضغوط البيعية التى يواجهها.

وأشار إلى أن المؤشر لديه مستهدفات عند 14000 ثم 13700 نقطة كمستوي ثاني ، إلا أن كافة المؤشرات تؤكد أن الوضع سيبقى على هذه الوتيرة لأسابيع ما لم تظهر تغيرات سواء من قبل حكومة الانقلاب على سياستها بشأن الطروحات المقررة للشركات، أو ما يطرأ من تغيرات فيما يتعلق بالقضايا المالية.

وتسير البورصة بوتيرة تراجع حادة منذ جلسة الأحد الماضي تأثرًا بأحداث “تلاعبات البورصة”، وقضت محكمة جنايات القاهرة السبت الماضي بالقاء القبض على عددًا من الأسماء المتربطة بأسهم مدرجة بالبورصة، على رأسها ياسر الملواني الذي يشغل عضو مجلس الإدارة بشركتي “هيرمس” و”جهينة” وعضو مجلس إدارة مستقل بشركة “بالم هيلز”، إضافة إلى عمرو القاضي مدير علاقات المستثمرين بشركة القلعة.

ونقلت وكالة رويترز عن رانيا يعقوب رئيسة مجلس إدارة ثري واي لتداول الأوراق المالية الهبوط الحاد إلى الشح الشديد في السيولة بالسوق وتخوف المستثمرين من أزمة الأسواق الناشئة، مشيرة إلى أن تلك الأزمة ستستمر طالما لم يحدث جديد على الساحة الدولية أو تجد الحكومة مخرجا من تلك الأزمة.

ولفتت إلى أن قرارات البنك المركزي فيما يتعلق بسعر الفائدة ستحدد ما إذا كانت الأزمة ستستمر أم لا، وقالت يعقوب: “الأنظار تتجه إلى اجتماع المركزي المصري المقبل بشأن أسعار الفائدة ليرى الجميع كيف سيتصرف المركزي في ظل محدودية الخيارات أمامه”.