نهاية درامية لمسيرة “آل الشيخ” في مصر بعد سلسلة أزمات

- ‎فيأخبار

في مفاجأة غير متوقعة، وبعد سباب جماهير النادي الأهلي لتركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة بالمملكة العربية السعودية، ورئيس نادي “بيراميدز” المصري، يبدو أن آل الشيخ ورغم اعتقال عدد من شباب الأولتراس، لم يكن مقتنعا بمحاولة استرضائه، حيث أعلن الانسحاب من الاستثمار الرياضي في مصر.

وكشف إعلامي الانقلاب في قناة “بيراميذز” مدحت شلبي، مصير لاعبي بيراميدز والعاملين بالقناة الجديدة التي لم يمر على افتتاحها سوى شهرين.

ونقلت القناة الخبر الخاص بالانسحاب قناة “بيراميدز” عبر حسابها على موقع “تويتر”، حيث أكدت قرار رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، ليصبح المسؤول السعودي حديث قطاع واسع من المصريين.

يأتي ذلك في الوقت الذي هدد تركي أل الشيخ منذ أسبوع عبد الفتاح السيسي، بالانسحاب من الاستثمار الرياضي في مصر، بعد تعادل فريقه في مباراة بالدوري العام، وطالب بحكام أجانب، وهو ما تم تلبيته، إلا أن تركي آل الشيخ قرر الانسحاب بشكل مفاجئ.

جدل وإثارة للمشاكل

وتصدر اسم تركي آل الشيخ الكلمات الأكثر بحثا على نطاق محرك البحث الشهير “جوجل” في مصر، عقب القرار الذي كشف عنه الإعلامي المصري مدحت شلبي عبر برنامجه “مساء بيراميدز”، إذ لفت إلى أنه “قرر الانسحاب من الاستثمار الرياضي” بفريق بيراميدز “نهائيا”.

وكان تركي آل الشيخ كتب في حسابه على “تويتر”، مساء الإثنين: “أفكر جديا في الانسحاب من الاستثمار في الرياضة في مصر.. هجوم غريب من كل جهة وكل يوم حكاية.. ليه الصداع؟”.

وجاءت كلمات تركي آل الشيخ عقب حالة من الجدل أثيرت حوله في مصر، خاصة بعد استحواذه على فريق الأسيوطي، وتحويل اسمه إلى “بيراميدز”، وتدشين قناة تحمل نفس الاسم تحت شعار “غير مبادئك”، وذلك مع انطلاق الموسم الحالي 2018/ 2019 للدوري الممتاز لكرة القدم.

وذكرت قناة “بيراميدز” في حسابها على موقع “تويتر” أن النادي “سيبقى تحت تصرف الثلاثي حسام البدري وهادي خشبة وأحمد حسن” وهم من لاعبي النادي الأهلي ومنتخب مصر السابقين، مضيفة أنه “سيجلب عقود احتراف للاعبي الفريق وعقود للعاملين بالقناة”.

هتافات الأهلاوية

وكانت القشة التي قصمت ظهر “آل الشيخ” هتافات جمهور الأهلي ،السبت الماضي، هتافات مهينة ضد رجل الأعمال السعودي، والتي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة، وذلك على خلفية أزمة مباراة السوبر المصري السعودي، وطلب إدارة الأهلي تأجيل بعض المباريات كي يتمكن من المشاركة في اللقاء الذي كان مقررا في أكتوبر المقبل، ليقرر الاتحاد السعودي بعدها إعفاء الأهلي من خوض المباراة.

ومن بين الهتافات التي رددها جمهور الأهلي: “سوبر إيه يا عم.. كأس أفريقيا أهم”، حيث يواصل الفريق الأحمر خطواته بنجاح نحو البطولة المحببة لعشاقه، إذ بلغ الدور نصف النهائي. وسبق أن شغل تركي آل الشيخ منصب الرئيس الشرفي للنادي الأهلي لكن سرعان ما انتهى الأمر في ظل إدارة متخبطة من الرئيس الحالي لمجلس الإدارة محمود الخطيب.

آمال ماهر

وسبق إعلان تركي آل الشيخ ، الانسحاب من الاستثمار الرياضي في مصر،أزمة لم يكد يمر عليها 4 أيام أيام،حيث كشفت تقارير إعلامية ، إن قوات الأمن مدفوعة من “تركى أل شيخ” قد اقتحمت شقة المطربة أمال ماهر، وشمّعتها بالشمع الأحمر.

وكشفت تقارير إخبارية ، في الوقت الذي لم تعلن داخلية الانقلاب عن سبب اقتحام شقة ماهر، ربط رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين اقتحام الشقة والخلافات بين المطربة المصرية، وتركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية.

وكان اقتحام الشقة جاء بعد ساعات من رسائل غريبة نشرها آل الشيخ، وصفها متابعون بأنها “غامضة”، وردت عليها ماهر، فيما بدا أنها رسائل وجهها كل منهما إلى الآخر، إذ كتب آل الشيخ رسالتين قال في إحداهما “عيد الميلاد الذي لم يتم.. هديته غداً”، وأضاف في منشور آخر “أحياناً عدم الخروج لا يكفي”.

الأمر الذي ردت عليه ماهر في تدوينتين نشرتهما عبر صفحتها على موقع تويتر وقالت: أحياناً عدم الخروج لا يكفي! الباب أغلق للأبد. وأضافت في منشور لاحق “إذا عزمت فتوكل فالهدية مردودة”.

دوري مرجان أحمد مرجان

كما جاء هروب تركى أل الشيخ من مصر، بعدما وصف المدير الفني لنادي المقاولون العرب علاء نبيل الدورى المصرى بأنه أصبح “دوري مرجان أحمد مرجان” ليفتح ملف الأزمات المتلاحقة التي شهدها الدوري خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد دخول المستشار تركي أل الشيخ للمنظومة الرياضية.

الأهلي والزمالك

كما وصلت مشاحناته بين الأهلى بقيادة محمود الخطيب، بعد وصف آل الشيخ للخطيب بأنه حرامي وأن مجلس إدارة الأهلي عصابة، وأنه أنفق 260 مليون جنيه على انتخابات النادى الأهلى، وتبعت ذلك ملاسنات بين الطرفين في ظل تجاهل مجلس الخطيب الرد على الإهانة.

الأمر الذى دفع مرتضى منصور –رئيس نادى الزمالك للدخول بين “البصلة وقشرتها” والاستحواذ على ملايين “أل الشيخ” بدعم صفقات النادى الأبيض ،مرورا بشراء استوديو الفراعين لتخصيصه للزمالك، فضلا عن مزاعم بناء استاد عالمى بالتجمع الخامس.

احتكار إعلامي

ودخل مستشار الرياضة السعودى من أوسع الأبواب، فقبل انطلاق الدوري المصري لكرة القدم قبل نحو شهرين، فوجئ الجميع بتحولات خطيرة فى حلبة الإعلام الرياضي، خاصة تلك التى تعبث بها أصابع المخابرات العسكرية ،حيث شهدت إغلاق قنوات رياضية شهيرة منها “دى أم سى”، وانطلاق قناة” بيراميدز” بين يوم وليلة.

وتزايدت الشكوك حول الأموال التى أُنفقت خلال الأشهر القليلة الماضية فى سوق الانتقالات الداخلية والخارجية للدورى المصرى لكرة القدم، والتى كان بطلها المستشار السعودى، بعدما سجل ناديه الجديد أعلى معدلات شراء للاعبين.

فبعيدا عن اللاعبين الأحانب، كلفت تلك الصفقات المحلية خزائن بيراميدز الذي يتعامل بالدولار أكثر من ربع مليار جنيه، وتحديدًا 250 مليونا و500 ألف جنيه.

وسبق لتركى أل الشيخ الإستخفاف بالمصريين ، حيث تناقل نشطاء عبر الإنترنت، مقطع فيديو لرئيس هيئة الرياضة السعودية ، يقول إنه قال للسيسي أنه يتمنى إصابة محمد صلاح والتخلص منه قبل كأس العالم التى انتهت قبل شهر.

انتهاء الدور السعودي

وأثار توسع تركي آل الشيخ، موفد محمد بن سلمان لمصر، في منح الأموال للأندية المصرية، وإقامة مشاريع رياضية، شكوكًا كبيرة حول استخدام هذه الأموال لممارسة دور ممنهج لزيادة النفوذ السعودي في مصر.

وتوسّع “أل شيخ” بتوصية سعوديّة في الاستثمار في قطاع الرياضة فى مصر عبر ضخّ ملايين الدولارات فى عدد من المشاريع الرياضيّة العملاقة، والتى جاء على رأسها إعلانه فى20 مارس الماضى عن خطة عمل بين السعودية ومصر لدعم قدراتها على تنظيم كأس العالم في السنوات المُقبلة.

ولعب آل الشيخ دورا في تمويل عدد من المشروعات الرياضية قبل أن تتوقف كمشروع “ستاد القرن” للنادي الأهلي ، بجانب بناء مدينة رياضية كاملة لنادى الزمالك، أعلن عنها رئيس الزمالك مرتضى منصور في تصريحات صحفية بتاريخ 31 ديسمبر، بعد اجتماعه مع “آل الشيخ”.

وتشير توقعات مراقبين إلى أن توسع السعودية فى المنح المالية والاستثمارات في قطاع الرياضة هي محاولة بشكل غير مباشر لزيادة النفوذ السياسي السعودي في مصر باستخدام تدفق المال الخليجي.

بدوره، يقول الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسيّة والاستراتيجيّة هاني الأعصر في تصريح للمونيتور، إنّ الاستثمارات الماليّة السعوديّة في القطاع الرياضيّ هي وسيلة لمدّ نفوذها، وتعزيز تأثيرها على مصر.

وأوضح أنّ منح الأموال وإقامة مشاريع رياضيّة من جانب السعوديّة للأندية المصرية، تحوّل من مجرّد حبّ لأندية مصر وعلى رأسها الأهلى والزمالك، كما كان يفعل بعض أمراء الخليج في الماضي إلى سطوة حقيقيّة على قرارات الرياضة المصريّة، وممارسة دور ممنهج لزيادة النفوذ السعوديّ في مصر.فهل إنتهى دور تركى أل شيخ ويجب أن يغادر مصر فورا على أقرب طائرة سعودية!