اليخت هو الحل.. أين يهرب السيسي لو اندلعت الثورة ضده؟

- ‎فيتقارير

في ليلة نجاح أولى الثورات العربية في إسقاط واحدٍ من أعتى الحكام رسوخًا على عرشه، خرج مواطن في أحد أهم شوارع العاصمة التونسية ليلاً منتشياً بالنصر الذي أثلج قلوب الملايين، ليصيح بشكل هستيري “المجرم هرب.. بن علي هرب”، عشية هروب زين العابدين بن علي إلى السعودية، بعدها هرب المخلوع مبارك إلى شرم الشيخ، أو قام المجلس العسكري بتهريبه، وحاول الليبي معمر القذافي الهروب فتم حصاره وقتله، وحاول اليمني علي صالح الهروب فتمت ملاحقته وقتله هو الآخر، فأين يهرب الباقون الآن.

بعد إطلاق النار عليه في أحد القصور الملكية بات ولي العهد الأمير“ محمد بن سلمان” يقضي معظم وقته في اليخت الذي اشتراه بما يقارب نصف مليار دولار، وتضاعف القلق والرعب الذي يعيشه في الشهور الأخيرة مما أدى به لأن يبقى كل وقته في اليخت في البحر الأحمر ما بين جدة ونيوم، وإذا اضطر لحضور حفلات أو مناسبات أو مقابلة زوار خارجيين يقابلهم في جدة لأنه لا يريد أن يبتعد كثيرا عن البحر من شدة الرعب.

ويشعر السفيه السيسي بنفس مخاوف بن سلمان، وأخذت ظاهرة ثورة جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي تتسع ضد السفيه وتطالبه بالرحيل؛ إذ بدت كأنها أشبه بملامح ثورة 25 يناير، التي انتهت بالإطاحة بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، ويطالب ناشطون وسياسيون ومراقبون برحيل جنرال الخراب؛ على خلفية تدهور الأوضاع الاجتماعية والصحية والأمنية والاقتصادية في البلاد منذ الغدر بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في مصر.

الخوف والثقة

ولم يعد “ابن سلمان” يثق بأبناء البلد للحراسة المباشرة ويعتمد حاليا على مرتزقة مدربين خارجيا وعلى تنسيق مع الموساد وترك مهمة الحرس الملكي لحماية المباني والمنشآت التابعة للملك وولي العهد والأسرة، ويستعين بهم بشكل مباشر فقط إذا نزل من البحر لحضور الحفلات والمناسبات.

كان موقع “المونيتور” قد أكد أنه في حال موت الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، سيكون المرشح لخلافته ابنه، ولكن توليه المنصب سيفتح الباب واسعاً على تنازع على السلطة يمكن أن يكون عنيفاً، وقال: “خلال نصف القرن الماضي، لم يكن استقرار السعودية موضع شك فعلي، خاصة بعد أن قام الملك فيصل بإخراج شقيقه الفاسد من العرش عام 1964، وكان خط الخلافة داخل العائلة السعودية واضحاً وليس موضع تنازع”.

وفي حديث سابق مع شبكة “بي بي إس” الأمريكية، استبعد السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أن يقوم الشعب المصري بثورة ضده، مثلما حدث مع المخلوع محمد حسني مبارك، إلا أن عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني كاسنيا سيفاتلوفا، كذبت في مقال لها بصحيفة معاريف أوهام السفيه السيسي، وقالت إن سيناريو 2011 قابل للتكرار مجددا ضد السيسي، لكنه هذه المرة قد يكون أكثر دموية.

هروب السيسي

التخوف الأول لدى السفيه السيسي وفقا لمراقبين، هو من حدوث عملية انقلاب عسكري عليه، خصوصا وأن مؤشرات عدة تؤكد أن عدة محاولات عسكرية لم يكتب لها النجاح جرت بالفعل على السفيه السيسي، يدعمها أطراف داخل الدولة وداخل أجهزة مخابراتية، لذلك قال السفيه مهددا  الجيش:” “أنا بقول الكلام ده عشان أنا شايف لا مؤاخذة في كلام كده، لا.. احذروا .. اللي حصل من 7 أو تمن سنين مش هايتكرر تاني، واللي مانجحش ساعتها مش هينجح دلوقتي، إنتم باين عليكم ما تعرفونيش صحيح.. أنا مش راجل سياسي…”.

ومع تزايد الأحاديث عن محاولة انقلابية كانت تدبر ضد السفيه السيسي، نشر موقع “الخليج الجديد” تصريحات على لسان من وصفه بالمصدر عسكري المطلع، أكد فيها أنه تم اعتقال 23 قيادة عسكرية في الجيش المصري، من الموالين لرئيس الأركان الأسبق الفريق «سامي عنان»، المحتجز على خلفية إعلانه الترشح في مسرحية الانتخابات الرئاسية التي جرت في مارس الماضي.

وحتى يبعد عن نفسه شبهات الاغتيال يحاول السفيه السيسي دائما إقران الجيش بشخصه، حيث أكد في أكثر من تصريح أمس أن الاقتراب من مصر سيكون مستحيلا وأن من يقترب لمصر يجب أن يقتله أولا ويقتل الجيش ثم يفعل ما يرد، وفقا لتصريحاته.

من جهته يقول الصحفي البريطاني المخضرم، ديفيد هيرست : “لا يوجد الآن سوى السيسي بما لديه من نفوذ المخابرات الحربية، وبما خلفه من قائمة طويلة ومتنامية من ضحاياه، بما في ذلك بعض كبار المتنفذين من ضباط الجيش السابقين”، ويرى مراقبون أن الملاذات الآمنة المتاحة للسفيه السيسي حال قيام انقلاب عسكري أو ثورة شعبية، إما السعودية بجوار بن علي، أو الإمارات الداعم الرئيسي بجوار دحلان، أو يتوجه مباشرة إلى مقر قيادة الانقلاب في تل أبيب.