أمام بوابات السجن لا معنى للإنسانية ولا مكان للرحمة التي انتزعت من نفوس القائمين على السجن. فالأشاوس يرفضون أن يزور الأهل أبناءهم المعتقلين، فلم يكتفوا بأن يغيبوهم عن العالم خلف القضبان بدون جريمة؛ بل تمعنوا في الإجرام، فمنعوهم من احتضان أبنائهم والاطمئنان عليهم.
وأمام سجن العقرب مشهد جديد للوعة أهالي المعتقلين في هزلية “النائب العام المساعد” لمحاولة التقاط ابتسامة من أبنائهم المعتقلين، أو اختطاف تلويحة باليد، أو حتى قبلة في الهواء. إلا أن تلك الأمنيات البسيطة تتسرب وسط بجاحة الحراس وقلوبهم الحديدية التي فاقت في قسوتها القضبان التي شيدوها لتخفي وراءها الأحرار.
المشهد ترويه شروق سلام، إحدى الذاهبات لزيارة أحد أقاربها في القضية ١٢٣ عسكرية حسم ٢، عبر تدوينة كتبتها على صفحتها بموقع “فيس بوك” قالت فيه: “الأهالي واقفين من الساعة ٨ الصبح وطالعين من محافظاتهم من الفجر عشان بس يلمحوا ولادهم أو يندهوا عليهم ويسمعوهم في عربية الترحيلات.. تقوم تيجى المأمورية يسبقها مدرعة مشغله سارينة بصوت عال جدا الأهالي تفضل تجرى ورا العربيات تنده على أولادها وصوت السرينة مغطى على صوتهم وصوت ولادهم داخل عربيّات الترحيلات. يدخلوا لمعسكر الجبل الأحمر جلسة التجديد تتمنع الأهالي من الدخول يفضلوا واقفين ساعتين منتظرين انتهاء الجلسة وخروج المأمورية”.
وأضافت “تنتهي الجلسة وبينما الأهالى منتظرة أمام باب المعسكر المأمورية في هدوء وبدون تشغيل السارينة المزعجة تخرج من باب تاني خالص بعيد عن الأهالي. الناس تلمح العربيات تهرول جرى في وسط الشارع وزحام العربيات اللي كانت هتدوسهم على ما يوصلوا للباب تكون المأمورية اختفت. منع من الزيارة ما يقارب السنتين أفظع أنواع الانتهاكات وحبس انفرادي لأغلب المتهمين في سجن العقرب ١ و ٢ وأطفال متهمه بوقائع قتل وتفجير ومأساة ما بعدها مأساة.