لقد علمتني رابعة

- ‎فيمقالات

 

بقلم: د. أكرم كساب

 

(1): أن أطهر الناس قلبا وأنقى الناس أفئدة، وأفضل الناس عطاء للوطن هم الإسلامييون، الذين يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع.

 

(2): أن المعدن الأصيل يظهر في الشدائد، وأن هذا المعدن ليس قاصرا على الإسلامييين؛ بل فيهم كما في غيرهم، وكم من يساري كان موقفه في رابعة خير من موقف ذي لحية منقلب، وكم من متبرجة كان موقفها من القتلى والجرحى خير من ذات نقاب..

 

(3): أن الناس كما أنهم على دين ملوكهم فهم كذلك على دين إعلامهم، فإن فسق الإعلام أوشك الفسق أن يعم الناس، وإن فجر الإعلاميون أوشك الفجر أن يعم الناس، وما صورة عكاشة ولميس وخيري ووائل عنا ببعيد.

 

(4): أن أسوأ الغابات هي غابات البشر، إنها تلك الغابات التي يأكل فيها القوي الضعيف، ويحرق فيها الجيش أبناء الشعب دون شفقة أو رحم، حين يستحل المجرم القتل دون منفعة أو مصلحة… وإنما هو يتلذذ من اجل القتل.

 

(5): أن الشجاعة ليست قاصرة على فئة بعينها، لكنها معدن نفيس تراها في المرأة الكبيرة والشيخ العجوز والطفل الصغير…

 

(6) أن الحذر لا ينجو من قدر قدره الله، وأن صاحب العمر يعيش مهما تكالبت عليه مخالب الموت، فكم من أناس ماتوا بعد عودتهم من رابعة {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: 87]، وكم من أناس حاط بهم الموت في رابعة والنهضة من كل مكان لكن لما قدر الله لهم الحياة بقوا (لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها).

 

(7): أن من خان المؤتمن لا يؤتمن، ومن كذب ودلس على الرعية لن يصلح له مستقبل، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81].

 

(8): أن السكوت عند سفك الدماء جريمة، والتواري في مواقف الشجاعة خيانة، والبعد عن ساحة المعركة وقت الحاجة كالتولي من الزحف.. وأن الحياد عند وضوح القاتل ومعرفة المظلوم المقتول هو مشاركة في الظلم والقتل.

 

(9): أن القاتل قاتل، والمفوض قاتل، والمحرض قاتل، والمؤيد قاتل، والمباشر للقتل قاتل، والراضي بهذا أو ذاك قاتل.

 

(10): أن الأصوات الحنجورية التي غرها صيحات الشباب المتحمس، هي مع الشباب ما وجدت مكانا لها، وأمنت على نفسها، فإذا قضي الأمر تبرأت من كل شيء وكأنها لم تكن محمسة ولا حاضرة..

 

(11): فقه الأولويات فالوقوف في الميادين في مواجهة الظلمة خير من صيام نافلة وقيام ليل…

 

(12): أن الغرب غرب والشرق شرق؛ فالغرب لا يريد إلا شرقا ذليلا تابعا، لا يريده إلا ليبراليا علمانيا محاربا للإسلام…

 

(13): أن الديمقراطية التي تأتي بغير الإسلاميين فتلك بغية الغرب، أما الديمقراطية التي تأتي بالإسلاميين فتلك إذا نتيجة (ضيزى) غير مقبولة..

 

(14): أن بعض الشيوخ وبعض العمم يعلو صوتها ما أمنت على نفسها وتحققت سلامتها، ولكن حين يجد الجد وتأتي التكاليف فأفضل الطرق (عليك نفسك) و(أسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك) بحق وبغير حق.

 

(15): أن فساد الناس ليس في إعلام ماجن، وفن هابط وحسب، لكنه كذلك في عمة مزيفة يرتديها مرتزق، ولحية طويلة يروج صاحبها لمغتصب غاشم..

 

(16): أنه لا دولة بغير دين، ولا دين بغير دولة، فإما أن ترفع المصحف شعارا، وإما أن يكون الصليب حاضرا، والكنيسة لك بالمرصاد…

 

(17): أنه لا دعوة بغير قوة، وأن القوة ليست مجرد سلاح يرفع، بل القوة قوة علمية وقوة شعبية وقوة إعلامية، وقوة عددية، كما أنها قوة ساعد وإخوة وعقيدة.

 

(18): أن العقيدة ليس متونا تحفظ، وأن التضحية للدين ليست مجرد كلام ينمق، وأن بعض من أكثروا الحديث عن الولاء والبراء لو ظهر ابن تيمية او ابن حنبل أو الطحاوي لبصقوا في وجوههم.

 

(19): أن النصر ليس في تولي سدة الحكم، ولكن النصر في الثبات على المبدأ، والتضحية من أجل القيم، وأن أصحاب الأخدود ليس مجرد قصة مضت لكننها تتكر في كل زمن يكثر فيه الطغاة، ولحظتها يقابل الطغيان غلام العقيدة وكل صاحب تضحية وفداء.

 

(20): أن الجعجعة لا تصنع نصرا، ولا تفتح حصنا، ولا ترد عدوا، ولكن الذي يصنع النصر توكل حقيقي، يصاحبه الأخذ بالأسباب.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها