استشهاد شاب فلسطيني يلهب ثورة “الأقصى”

- ‎فيعربي ودولي

  رانيا قناوي
قبل يوم من جمعة الغضب التي دعت إليها شخصيات وكيانات فلسطينية احتجاجا على الأوضاع المأساوية في المسجد الأقصى؛ استشهد شاب فلسطيني يدعى محمد حسن تنوح (20 عاما)، بعد ظهر اليوم الخميس، برصاص قوّة عسكرية من جيش الاحتلال قرب بلدة "تقوع" جنوب الضّفة الغربية المحتلة، بعد أن زعمت قوات الاحتلال أن الشاب حاول طعن عدد من الجنود، مشيرًا إلى أنّ الجنود قتلوه في المكان.

وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن فلسطينيًا حاول طعن مجندة قرب قرية تقوع القريبة من تجمع "غوش عتصيون" إلى الجنوب من بيت لحم، وذلك قبل استهدافه بالرصاص واستشهاده بالمكان.

مواجهات وتصعيد

واندلعت- عقب الجريمة- مواجهات في المكان بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال. فيما قرَّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الدفع بخمس كتائب عسكرية إضافية للضفة الغربية المحتلة، وذلك خشية حدوث مواجهات بمناطق مختلفة غدًا الجمعة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه جرى اتخاذ القرار بعد اجتماع لهيئة الأركان، وتقرر إبقاء خمس كتائب عسكرية تضم آلاف الجنود على أهبة الاستعداد، وسيتم الدفع بها إلى مناطق مختلفة من الضفة الغربية، غدًا الجمعة، حال تطورت الأوضاع على الأرض.

وأضافت الصحيفة أنه سيتم إلغاء استدعاء الكتائب خلال ساعات مساء الغد، ووفقًا لتقديرات الأوضاع الأمنية. وتتخوف الجهات الأمنية الإسرائيلية من تدهور الأوضاع غدًا الجمعة مع الدعوات لتظاهرات عارمة نصرة للمسجد الأقصى.

ودعت فصائل ومجموعات شبابية ونشطاء للمشاركة في فعاليات واسعة، غدا، تحت شعار #جمعة_الغضب، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلتين، للتصدي للإجراءات غير المسبوقة التي يقوم بها الاحتلال في القدس.

مواصلة الاعتصام

ولليوم الخامس على التوالي، يواصل المقدسيون وموظفو الأوقاف الإسلامية اعتصامهم أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك، رفضًا للدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبوابه.

ويأتي ذلك وسط دعوات فلسطينية للنفير العام، غدًا الجمعة، والخروج في الشوارع، وأداء الصلاة في الميادين والساحات العامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، نصرةً للقدس والمسجد الأقصى، الذي يتعرض لإجراءات إسرائيلية وحصار مشدد منذ الجمعة الماضية.

وقررت شرطة الاحتلال نشر أكثر من 5000 شرطي وجندي في أنحاء مدينة القدس غدًا، تأهبًا لمسيرات الغضب، فيما تخطط لوضع كاميرات مراقبة تكشف وجوه "المشتبهين" داخل الأقصى.

ويصر المقدسيون على أداء جميع صلواتهم عند بابي المجلس والأسباط، رغم إجراءات الاحتلال التعسفية، والانتشار المكثف لعناصر الشرطة والوحدات الخاصة، وكذلك قمعهم والاعتداء عليهم، مؤكدين استمرار اعتصامهم حتى إزالة البوابات الإلكترونية.

ورغم القمع المتواصل بحق المصلين المعتصمين، إلا أن أعدادهم تزداد يوميًا، بمشاركة شخصيات دينية ووطنية وأعضاء كنيست عرب، بالإضافة إلى مشاركة مسلمين من تركيا وأمريكا وجنوب آسيا وغيرها، والذين أعلنوا تضامنهم مع المقدسيين ورفضهم لتلك البوابات.

مستوطنون يدنسون "الأقصى"

ورغم التوتر الشديد الذي تشهده القدس والأقصى، إلا أن شرطة الاحتلال تواصل السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، وتدنيسه.

وبهذا الصدد، أفاد الدبس بأن ثلاث مجموعات من المستوطنين اقتحمت، منذ صباح اليوم، المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، وبحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.

وأشار إلى أن هؤلاء المستوطنين نظموا جولات في أنحاء متفرقة من باحات المسجد، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم ومعالمه.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية قد أصدرت، الأربعاء، قرارًا بإغلاق جميع المساجد في أحياء وقرى وبلدات القدس غدًا، والتوجه لأداء صلاة الجمعة أمام أبواب الأقصى، رفضًا للبوابات الإلكترونية.

كما دعت المرجعيات الدينية والقوى الوطنية للتوجه إلى المسجد الأقصى الجمعة، بدلًا من الصلاة في جوامع القرى والأحياء.

وأدى آلاف المصلين المقدسيين صلاتي الفجر والعشاء على عتبات البلدة القديمة وعند أبواب الأقصى، رفضًا لتلك البوابات.

حماس تدعو للتحرك

بدوره، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الليلة الماضية، قادة الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسئولياتهم، وعقد قمة طارئة، والتحرك العاجل للتصدي لـ"الإرهاب الصهيوني، والعدوان على الأقصى".

وحث هنية، في تصريح صحفي، جماهير الأمة العربية والإسلامية على التحرك العاجل والفاعل؛ نصرة للأقصى، مسرى النبي وأولى القبلتين، مشيرًا إلى أنه "يتعرض لخطر حقيقي يمس قدسيته ومكانته".

وأهاب بجماهير الشعب الفلسطيني النفير العام، يوم الجمعة، والتصدي بكل قوة لجريمة احتلال الأقصى، والاستفراد به.

وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني إزاء إجراءات الاحتلال الأخيرة بحق الأقصى، أوردت مصادر إسرائيلية، عصر الأربعاء، أنباء مشاورات بدأت بها الحكومة الإسرائيلية بشأن التراجع عن نصب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد.