وزير تعليم الانقلاب يفاجئ الجميع بإعلان فشل المنظومة الجديدة

- ‎فيتقارير

في تراجع واضح وإعلان عن فشل منظومة الجنرال عبدالفتاح السيسي الجديدة للتعليم، أعلن الدكتور طارق شوقي وزير التعليم بحكومة الانقلاب أن عملية تطوير التعليم تحتاج إلى 130 مليار جنيه و12 عاما لتطبيقها مؤكدا أن هذه السنة تجريبية على جميع المراحل.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمه ما يسمى بالمجلس الأعلى للإعلام بين الوزير وعدد من رؤساء تحرير الصحف والمواقع الموالية للنظام أمس الإثنين 08 أكتوبر 2018م، وقال الوزير إنه يجري حاليا التغيير في نظام الثانوي بشكل جزئي بسبب فكرة “رعب الامتحانات”؛ حيث نريد ألا يصبحوا مضطرين لذلك، وعقب إجراء ذلك التغيير، سيعود الأمور بالإيجاب على المراحل السابقة لأولى ثانوي”.

وفي تراجع عن مواقفه السابقة يضيف وزير التعليم موجها حديثه لأولياء الأمور: “انتظروا.. هذه السنة نجرب فيها، نعلم أن لدينا مشاكل لها أكثر من 50 عامًا، وناقشنا مشكلة الكثافات وإتاحة ذلك في مرحلة رياض الأطفال، فضلا عن وجود مباني متهالكة، وحتى نحل كل تلك المشاكل محتاجين وقت ونفسنا نحل الأزمة، لكن الأمر يحتاج لتمويل ضخم، فمصر في حاجة ل260 ألف فصل، والمنظومة بأكملها تحتاج لتمويل بقيمة 130 مليار جنيه لحل كل الأزمات». وعن تدريب المعلمين، أجاب عن سؤال لـ”المصري اليوم”، قائلًا: «دربنا المعلمين وقلنا إنها الموجة الأولى من التدريب، وسنجري بعده تدريبا رقميا، ولكن التدريب مستمر حتى نوفمبر من عام 2019”.

يشار إلى أن ما تسمى المنظومة الجديدة هي مجرد “شعارات وتصريحات” ولم يشهد المصريون أي جديد عن السنوات الماضية رغم الأموال الضخمة والمليارات التي تم إنفاقها على هذا الفنكوش الجديد. وحتى اليوم لم يتسلم كثير من التلاميد كتب المدرسة وتقول الوزارة إنها تجري تحقيقات مع 34 مسئولا حول هذه الأزمة.

وبشأن التابلت والذي يعتبر العمود الفقري لما تسمى بالمنظومة الجديدة فلم يتم حتى اليوم ورغم مرور 3 أسابيع على بدء الدراسة توزيع أي تابلت على الطلاب، وكان الوزير قد صرح بأنه سيتم تسليم التابلت للوزارة أواخر شهر أكتوبر الجاري.

احتجاجات أولياء أمور

من جانبه، أكد برنامج حرية تعبير العمال والحركات الاجتماعية، التابع للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان المصرية، أن شهر سبتمبر الذي يعد شهر الاحتجاجات السنوية المتكررة للطلبة وأولياء الأمور مع العودة إلى المدارس، شهد هذا العام تغيراً كبيراً في الاحتجاجات لجهة عددها وأسبابها والوسائل المستخدمة.

وأضاف التقرير الصادر، أمس الاثنين، أنه إذا كان معظم احتجاجات أولياء الأمور في السنين السابقة تعود إلى زيادة مصروفات المدارس، فإن غالبية الاحتجاجات هذا العام جاءت بسبب عدم توفر مدارس تستوعب الطلاب من الأساس، أو عدم الانتهاء من الترميم السنوي للمدارس، أو دمج المدارس وتكدس الطلاب في الفصول.

وأكد التقرير زيادة عدد احتجاجات شهر سبتمبر الماضي مقارنة بأغسطس الذي سبقه، إذ رصد البرنامج خلال شهر سبتمبر 60 احتجاجاً، من بينها 18 احتجاجا عماليا ومهنيا، و42 احتجاجاً اجتماعياً، وتعود الزيادة إلى أن موسم عودة المدارس يخص ما يزيد عن 20 مليون طالب وأسرهم. ووفق التقرير، لا يزال عدد كبير من المحتجين يلجأ إلى الانتحار للهروب من الأوضاع الاقتصادية الصعبة. ورصد برنامج حرية تعبير العمال والحركات الاجتماعية 11 حالة انتحار، وهو ذات معدل الشهور السابقة تقريباً.

الفقي يطالب بإلغاء المجانية في الجامعات

من جانبه يطالب الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، بإلغاء مجانية التعليم الجامعي وإتاحته فقط للمتفوقين، مضيفا: “التعليم الجامعي مكلف، ولذلك لا يجب أن يتاح إلا للمتفوقين، والجامعات أفرزت ملايين العاطلين بسبب التعليم المجاني”.

وأضاف “الفقي”، في مداخلة هاتفية برنامج “رأي عام” مع عمرو عبدالحميد، على قناة “TeN”، أن انهيار التعليم في مصر أدى لتراجع دورنا القيادي في الإقليم، وهناك مقاومة شديدة للأطروحات الجديدة لتطوير التعليم في مصر.

ويتابع الفقي أنه لا بديل عن إصلاح التعليم لأنه مفتاح التقدم والطريق للمستقبل، مدعيا أن الخلاف حول منظومة التعليم الجديدة خلافات مصالح، والوزير أمامه طريق صعب، ولكنه يسير بشكل صحيح. ويزعم أن تضارب المصالح وراء الخلافات حول المنظومة الجديدة للتعليم، وأن التعليم ما قبل الجامعي كالماء والهواء للناس، ولا يجب أن يكون التعليم الجامعي للجميع.