بالشهود والأدلة.. تورط إسرائيل ومصر والإمارات في اغتيال “خاشقجي”

- ‎فيتقارير

تشهد قضية اختفاء الكاتب الصحفى السعودى جمال خاشقجى تطورات كل يوم ،وكانت القضية قد بدأت منذ دخوله قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول الثلاثاء 2 أكتوبر عند الساعة الواحدة ظهرًا لاستخراج بعض الأوراق اللازمة من أجل إتمام زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.

نقلت صحيفة جارديان البريطانية عن مسؤولين أتراك قولهم إن ترجيحهم مقتل خاشقجي يستند إلى قرائن محددة توصل إليها المحققون التابعون للشرطة والمخابرات التركية.

وأوضحت جارديان أن المحققين قاموا بتحليل تسجيلات خمسة أيام من كاميرات المراقبة التي صورت كل الداخلين والخارجين عبر بوابتي القنصلية السعودية.

وأضافت أن المحققين لاحظوا في تلك التسجيلات رجالا من داخل المبنى ينقلون صناديق إلى سيارة سوداء خلال الساعات التي أعقبت اختفاء خاشقجي. في إشارة من الصحيفة إلى احتمالية تقطيع جثة خاشقجي بطريقة وحشية بعد قتله.

قتل بالقنصلية

كانت وكالة رويترز قد نقلت السبت الماضي عن مصدرين تركيين أن التقييم الأولي للشرطة التركية يشير إلى أن خاشقجي تمت تصفيته داخل القنصلية، وقال أحدهما “نعتقد أن القتل متعمد، وأن الجثمان نقل إلى خارج القنصلية”.

أمّا موقع ميدل إيست آي البريطاني فذكر في تقرير له، أنّ خاشقجي تعرض للإهانة والتعذيب فورًا من قبل وفد أمني وصل من السعودية ويضم مسؤول كبير مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأضاف ميدل إيست آي أنّ خاشقجي تعرض لتعذيب شديد قبل قتله وتقطيع جثته لأجزاء، ومن ثم تم نقلها خارج مبنى القنصلية ووضعها في إحدى ضواحي إسطنبول.

وأفاد بأن الوفد الأمني السعودي حسب تقارير الأمن التركي والمطارات غادر تركيا في نفس اليوم على متن طائرة خاصة بعد تصوير مشاهد التعذيب والقتل حسب طلب ابن سلمان نفسه.

دور الموساد

من جانبه، قال الكاتب التركي إبراهيم قراغول، أنّ طريقة تصفية خاشقجي بعد دخوله سفارة بلاده بإسطنبول، تشبه طريقة إسرائيل في تعاملها مع خصومها.

وقال قراغول في تصريح له اليوم ، “إن عمليات الاحتجاز أو الاختطاف أو القتل هي أسلوب صريح للاستخبارات الإسرائيلية. فولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد يعملون –في الواقع– في كل مكان بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية”.

وتساءل عن الفريق المكون من 15 شخصًا تواجدوا بالسفارة خلال اختفاء خاشقجي، فيما لو كانوا كلهم سعوديين؟ أم كان بينهم إسرائيليون وإماراتيون ومصريون؟. مشيرًا إلى أن من المهم الكشف عن هذه الملابسات.

واعتبر قراغول أنّ الاستخبارات الأمريكية-الإسرائيلية هي التي تدير وتوجه أجهزة الاستخبارات في كل من السعودية والإمارات ومصر.

خطيبة خاشقجي

بدورها قالت خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي، إن “هناك حقيقة، وهي أن جمال دخل المبنى، ولا يوجد أي دليل على خروجه منه”.

جاء ذلك في مقال لها نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، حول خاشقجي، الذي انقطعت أخباره عقب دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر الجاري.

وأضافت أن خاشقجي قال لها إن إيذاء الناس واحتجازهم وتوقيفهم في البعثات الدبلوماسية أمر مخالف للقوانين الدولية، وإن تركيا لم تشهد في تاريخها حادثة من هذا القبيل. وأشارت إلى أنها بدأت تشعر بالخوف والقلق بعد مضي ثلاث ساعات على انتظارها في الخارج.

دولة عميقة

من جانبه، استنكر النائب البرلماني التركي عن حزب العدالة والتنمية، ياسين أقطاي، تحريف بعض وسائل الإعلام في السعودية، تصريحات منسوبة له في قضية اختفاء خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول.

تصريحات “أكطاي” تم تأويلها على أن الدولة العميقة في تركيا هي التي تقف وراء الأمر، وتريد بذلك خلق قطيعة في العلاقات التركية السعودية.

النائب الرلماني التركي، رد على هذه التأويلات المحرفة لفحوى تصريحاته، عبر تغريدة بحسابه على موقع تويتر قائلا: “لا يوجد في تركيا دولة عميقة، إنما تركيا دولة واحدة، ونوصي السعودية التخلص من الدولة العميقة فيها التي يشتبه أنها تقف وراء هذا العمل، وهذا كان قصدي من الكلام، وهذا واضح في إجابتي التي لا لبس فيها”.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية، أمس الثلاثاء، أنه “سيتم تفتيش” القنصلية السعودية بإسطنبول ضمن التحقيقات الجارية بخصوص اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.

والإثنين، طالب الرئيس رجب طيب أردوغان، مسؤولي القنصلية السعودية في إسطنبول، بإثبات خروج خاشقجي منها، وتقديم تسجيلات مصورة تؤكد مغادرته.

كانت الخارجية التركية قد استدعت لأول مرة سفير الرياض لدى أنقرة، الأربعاء الماضي، أي بعد يوم من اختفاء خاشقجي، قبل أن تستدعيه للمرة الثانية أمس أول الأحد للسبب ذاته.

قلق الأمم المتحدة

ودعت الأمم المتحدة، السعودية للتعاون مع تركيا بخصوص اختفاء خاشقجي، عقب زيارته قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع الشهر الجاري.

وفي تصريح لها أعربت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، عن قلقها الشديد إزاء اختفاء خاشقجي في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول.

وقالت: “في حال ثبوت صحة الأنباء الواردة في الصحافة بخصوص مقتل خاشقجي، فإن ذلك يعتبر بالفعل تطورا مثيرا للصدمة”.

ودعت شامداساني السعودية وتركيا للتعاون من أجل تحقيق “سريع وحيادي ومستقل”، بخصوص اختفاء خاشقجي، مطالبة بإعلان نتائج التحقيق.

كما أشارت إلى وجود أسئلة عديدة حول ما حدث بعد دخول خاشقجي القنصلية، مشددًة على المفوضية لا تمتلك أي معلومات بشأن ما حدث للصحفي السعودي.ومستدركة: “ولكن هناك العديد من التكهنات، وهذا مثير للقلق”.

تسجيل صوتي

وبثت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عبر موقعها الإلكتروني، تسجيلا صوتيا لخاشقجي، قالت إنه جرى قبل 3 أيام من اختفائه إثر زيارة للقنصلية السعودية بإسطنبول، وأكد فيه خاشقجي أنه لا ينوي العودة إلى بلاده خاصة بعد توقيف أحد أصدقائه، تحدث عن وجهة نظره بشكل نقدي رغم أنه ليس معارضا.

ونوهت “بي بي سي” إلى أنها لا تبث في العادة محادثة خارج التسجيل على الهواء، لكنها اضطرت إلى ذلك بشكل استثنائي، في ضوء الظروف الحالية.

وقبل بدء الحوار الذي كان حول “عملية السلام في الشرق الأوسط”، سأل المحاور خاشقجي عما إذا كان يعتقد أنه سيعود إلى السعودية.

ورد خاشقجي: “أسافر كثيرا، وأعيش حاليا بين إسطنبول والعاصمة وواشنطن.. ولا أفكر” (في العودة إلى السعودية).