شاهد| تشكيل الحكومة التونسية.. هل يطيح بحزب “نداء تونس” خارج الحكم؟

- ‎فيعربي ودولي

بات الهدوء والاستقرار النسبيان في تونس على المحك، بعد اتجاه رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى تشكيل وزاري جديد يجمعه بحركة النهضة وحزب مشروع تونس، الأمر الذي يؤدي إلى فتح خط مواجهة حقيقية مع حزب النداء برئاسة الباجي قائد السبسي.

وبحسب تقرير بثته قناة “وطن” الفضائية، ففي الوقت الذي يعلن فيه يوسف الشاهد عن تعديلات وزارية مرتقبة، نجد راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة أكبر الأحزاب الإسلامية في تونس، يقول في تصريحات شديدة اللهجة لوسائل إعلام محلية: إن من يستطيع أن يكوّن حكومة دون حزبه فليفعل.

ورغم التكتم على أسماء حاملي الحقائب الوزارية المرتقبين، فإن تصريح الشاهد والغنوشي يلخصان المشهد السياسي القادم في البلاد، حيث بدأت التحالفات الحكومية المقبلة تظهر ملامحها، مع تأكيد مشاركة حزب مشروع تونس مع حركة النهضة صاحبة النصيب الأكبر في مقاعد البرلمان.

أعداء الأمس باتوا أصدقاء اليوم، وهو ما يعني أن يجد الحزب الحاكم حزب نداء تونس نفسه خارج الحكم، بالرغم من فوزه منذ انتخابات 2014 واعتلائه كرسي الرئيس طوال الفترة الماضية، وذلك لإعلان قطيعته مع حلفائه الإسلاميين.

العلاقة بين “نداء تونس” و”حركة النهضة” تشهد توترات سياسية منذ فترة، حيث تتمسك الحركة بحكومة الشاهد بينما يطالب النداء بإقالتها وتشكيل حكومة جديدة، من جانبهم احتشد أعضاء تنسيقية النداء، أمس الجمعة، أمام المقر العام للحزب ضد حافظ السبسي وسليم الرياحي؛ احتجاجًا على اتخاذهما قرارات انصهار بين “النداء” و”الوطني الحر” معًا في كتلة واحدة .

مساء نفس اليوم، التقى الفرقاء رئيس الوزراء الإيطالي جوزيه نيكونتي على طاولة واحدة، مع حافظ قايد السبسي ورضا بالحاج عن النداء، وراشد الغنوشي ورفيق عبد السلام عن النهضة، ومروان فلفال وبشرى بالحاج حميدة عن كتلة الائتلاف الوطني، وذلك في مقر إقامة السفير الإيطالي بالبلاد؛ للتباحث حول الوضع العام وكيفية التوافق فيما بينهم.

هكذا يرى محللون المشهد السياسي في تونس، فبعد أن اعتقد البعض أن الأزمة السياسية بصدد الحل بإجراء مفاوضات بين الحزبين الكبيرين النداء والنهضة فوجئ الجميع بتغيير التحالفات ومساندة النهضة للشاهد الذي اعتبره السبسي متمردًا وحاول إزاحته بمقتضى وثيقة قرطاج 2 التي لم تر النور.