تكريم السيسي لـ”نجيب” بطعم الخيانة

- ‎فيأخبار

كتب محمد مصباح:


أثار إطلاق اسم الرئيس الراحل، محمد نجيب، على القاعدة العسكرية، بمدينة الحمام، غرب مصر، جدلاً في الأوساط السياسية، من حيث استخدام النظام العسكري الانقلابي اسم الرئيس الذي انقلبوا عليه، وتوفي تحت الإقامة الجبرية بمنزله، لأنه أراد عودة الجيش لثكناته وترك السياسة.

 

فيما يرجح مراقبون أن السيسي فاقد الشرعية، يبحث عن شرعية مفقودة، ليلة ذكرى 23 يوليو، ولعل أبرز ما يكشف التمسح ومحاولة الالتصاق بـ"ثورة يوليو" – إن سلمنا بانها ثورة – حديث السيسي عن القاعدة باسم محمد نجيب قائد الثورة، ثم تذكر الخطبة أن قائد الثورة هو جمال عبد الناصر!!.

 

العودة للثكنات

ولعل مسار الرئيس محمد نجيب الذي حكم مصر لمدة عام، وانتهى بعساكر يوليو بالانقلاب عليه، يكشف إلى أي مدى كيف ظلم الرجل لثباته على موقفه، بالتمسك بالديمقراطية وضرورة عودة الجيش إلى ثكناته، وقد لخص نجيب ذلك بقولته المشهورة "23 يوليو، كان للثورة أعداء، وكنا نحن أشدهم خطورة، كان كل ضابط من ضباط الثورة يريد أن يملك"!!.

 

كما وصف الناشط يحيى القزاز دوافع السيسي وراء القاعدة، بقوله عبر حسابه على الفيس بوك: "المدعو السيسي بيتهيألوا بيضحك علينا، ويحاول استرضاء كل الطوائف: قاعدة محمد نجيب، حاملتي طائرات جمال عبد الناصر والسادات، إحنا مش عيال صغيرة".

 

ماذا فعل قادة السيسي في نجيب؟

وبعد سلسلة من السجالات بين قادة انقلاب يوليو 1952 ومحمد نجيب لتمسكه بخيار الديمقراطية، وبعد انتقاده لبنود اتفاقية الجلاء التي وقعها عسكر عبد الناصر، وفي يوم 14 نوفمبر، توجه محمد نجيب إلى مكتبه، فوجد عدداً من ضباط البوليس الحربي، أمام قصر عابدين.

 

ولما اتصل بجمال عبدالناصر مستفسرًا عما وراء ذلك حضر إليه، بعد فترة قصيرة، عبد الحكيم عامر، وحسن إبراهيم، ليبلغاه أن مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءه من منصبه.

 

وذهب الاثنان معه إلى حيث حُددت إقامته، في فيلا صغيرة، كانت تملكها السيدة زينب الوكيل، بضاحية المرج، شمال القاهرة. وصدر في اليوم نفسه، قرار بإعفائه من جميع المناصب، التي كان يشغلها، كما تقرر أن يبقى منصب رئاسة الجمهورية شاغراً. وأن يستمر مجلس قيادة الثورة في تولي كافة سلطاته، بقيادة جمال عبد الناصر.