لماذا يتهم السيسي المصريين بالعشوائية ويتعمد إهانتهم؟

- ‎فيتقارير

كتب رانيا قناوي:

 

تناولت شبكة "سي إن إن" الامريكية، خطاب قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي الأخير عن الزيادة السكانية، بعد أن اعتبر أن أكبر المخاطر التي تواجهها مصر في تاريخها، هما الإرهاب والزيادة السكانية.

 

وعلقت "سي إن إن" الأمريكية على خطاب السيسي المتلفز، أمس الاثنين، بعنوان استوحته من كلام السيسي، وعبر عن كبره ونظرته الاستعلائية على المصريين،  إذ رأى السيسي أن الزيادة السكانية تعد بمثابة تحدي أمام الدولة يماثل خطر الإرهاب، وأكد أن كل ولى أمر مسؤول عن أبنائه ومدى قدرته على إعاشتهم. معتبراً إلى أن الحد من النمو السكاني سيؤثر إيجاباً على مختلف المجالات، كما أكد على مواجهة مختلف التحديات في عملية مشتركة بين الدولة والشعب، وأن مواجهة تحدي النمو السكاني يتطلب تضافر كل جهود الدولة بجانب منظمات المجتمع المدني والمواطنين، والتركيز على دور التوعية بين الناس لتحقيق نتائج جيدة.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي أصبح خطاب قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، الذي يخرج به على المصريين شبه يوميا، بمثابة التعويذة التي يشل بها السيسي عقل الشعب المصري ويزلزل بها إيمانهم بحق الحياة، والتي تأتي أغلبها لمعايرة المصريين بالفقر والعشوائية.

 

وأضاف السيسي خلال كلمته بمؤتمر الشباب بالإسكندرية: "الزيادة السكانية تقلل فرص مصر في أن تتقدم للأمام.. حينما أرى مواطناً لديه عدة أطفال ولا يستطيع أن يعولهم أقول له انتبه لأنك مسؤول أمام الله تعالى قبل أن تكون مسؤولا أمام وطنك عن هؤلاء الأطفال.. هل لديك القدرات المالية التي تتيح لك أن تنفق عليهم إنفاقاً مناسباً وفي حال عدم استطاعتك فإنك بذلك تظلم هؤلاء الأطفال وأنت بذلك تضيع أولادك لأنك لست قادراً على الانفاق عليهم،" منوهاً إلى "ضرورة" تنظيم الإنجاب بما يتناسب مع الإمكانيات.

وتابع السيسي: "لقد تحدثت في هذا الأمر على استحياء ولكن اليوم أتحدث لكم بصوت أكبر لو فعلاً نرغب بتوفير موارد للتعليم وتوفير وظائف مناسبة للشباب والصحة يجب أن يتم ضبط النمو السكاني."

 

السيسي يتعمد الإهانة

ويتعمد السيسي في كل خطاباته إهانة المصريين، من خلال إملاء أوامره عليهم، أو التعبير عن غضبه تجاه أي قضية يتحدث فيها أي مصري سواء كانت تمس الغلابة، بسبب ارتفاع الأسعار، أو الحديث عن حالة القمع التي يعيشها المصريون.

 

ودائما ما يتحدث السيسي بغضب تجاه أي مصري أمامه، وهو ما حدث حينما انفعل السيسي على أحد أعضاء برلمان العسكر، بسبب مطالبة الأخير بإرجاء الزيادات المتوقعة في أسعار الوقود.

 

وبالرغم من أن النائب لم يزد على قوله إن المواطن البسيط هو الذي يدفع فاتورة هذه الزيادات في حين لا يتأثر رجال الأعمال بهذه الزيادات، لكن السيسي رد عليه منفعلا: "أنت مين؟" وعندما رد النائب بتعريف نفسه بأنه عضو مجلس نواب قال السيسي: "نواب ايه؟"، ما أهان معه مجلس نوابه بالكامل، دون أن يمتعض أحد من الجالسين بل صفقوا له.

 

وأضاف موبخا النائب: "أنت دارس الموضوع اللي بتتكلم فيه ده؟ أنت دارسه؟ ايه ده؟ أنتو دارسين الكلام اللي بتقولوه ده؟".

 

افتعال عشوائية المصريين

كما يحاول السيسي دائما أن يصور الشعب المصري بالعشوائي، من خلال اعتراضه بقوة على أي شاب يحاول أن يسأله أو يقاطعه، حيث اعترض السيسي، على أحد الشباب بزعم أنه خالف بروتوكول مؤتمر الشباب الرابع بالإسكندرية، وقام بمقاطعة منظمة جلسة "رؤية مصر 2030" الإعلامية دينا عبد الكريم، لعرض بعض المشكلات التي يواجهها الشباب.

 

وقال السيسي: "عايزين نحافظ على الشكل العام للجلسة إحنا بنظم كلامنا وبنفتح الحوار بشكل مرتب علشان لو كل واحد عايز يقول كلمة في دماغه بدون تنظيم هيبقى غير مقبول فكـروا قبل ما تتكلموا زى ما أنا اتعودت معاكوا".