تركيا تقلل من شأن العقوبات الأوروبية وتواصل التنقيب في شرق المتوسط

- ‎فيعربي ودولي

تزامن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء استلام تركيا لمنظومة «S400» الصاروخية للدفاع الجوي، مع إعلان وزير الخارجية التركي إرسال سفينة تنقيب رابعة إلى شرق البحر المتوسط، فبعد سفينة "الفاتح" التي توجهت إلى غرب قبرص التي تساندها أوروبا والسيسي، أرسلت تركيا سفينة "ياووز" الأسبوع الماضي إلى شرق الجزيرة، لتبدأ مرحلة جديدة في "أزمة التنقيب"، أعقبه الرد من الاتحاد الأوروبي بتدابير ضد تركيا على المستوى السياسي والاقتصادي.

ويكشف أبعاد القرار الإعلامي أحمد منصور فيقول: "وزراء خارجية الإتحاد الأوروبى يعلنون تجميد الإتصالات رفيعة المستوى مع تركيا وخفض المساعدات المالية ووقف الإجتماعات الوزارية بسبب تنقيب تركيا عن الغاز فى شرق المتوسط".

فيما يعتبر وزير الخارجية التركي أن العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي هزيلة، قائلا: "ولن نتأثر منها، وسنرسل قريبا إلى البحر الأبيض سفينة رابعة للتنقيب".

وأضاف تشاووش أوغلو (حول قرارات الاتحاد الأوروبي بحق تركيا)، "الأوروبيون يدركون بأن القرارات ليست قابلة للتطبيق".

وفي الوقت الذي قالت فيه مراسلة الجزيرة بواشنطن وجد وقفي أن الرئيس ترمب يبدي تفهما كبيرا لشراء #تركيا صواريخ اس٤٠٠ الروسية ويقول إن أنقرة اضطرت الى ذلك لرفض ادارة اوباما طلبا تركيا سابقا بيعها صواريخ باتريوت، ويوضح بأن شراء الصواريخ الروسية سيحول دون بيع تركيا طائرات إف ٣٥ ويصف ذلك بأنه أمر غير منصف، مؤكدا محاولة الطرفين العمل على حل ما".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "تركيا طلبت أكثر من 100 طائرة F35 ولن نمنحها المزيد لشرائها منظومة دفاعية روسية، ووضع تركيا معقد للغاية ونحن نتحدث مع المسئولين الأتراك".

الرد الأمريكي مرتبط بالإجراءات الأوروبية بعدما تحدى الرئيس التركي أردوغان في خطابه الإثنين الماضي، بقوله: "إننا لا نستطيع الحصول على منظومة صواريخ S400.. لقد هبطت الطائرة الثامنة اليوم وأفرغت حمولتها الخاصة بهذه المنظومة.. في 2020 ستكون تركيا واحدة من دول معدودة في العالم تمتلك نظاما دفاعيا جويا متطورا.. هدفنا الآن أن نصبح شركاء مع روسيا في إنتاج هذه المنظومة".

العقوبات الأوروبية

وتعارض قبرص الرومية واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، أعمال تركيا في التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.، فيما تؤكد أنقرة، أن السفن التركية تنقب في الجرف القاري للبلاد، وستواصل ذلك.

وعليه، تضمّنت العقوبات "اقتطاع جزء من الأموال التي يقدّمها الاتحاد لتركيا قبل انضمامها للكيان الأوروبي، ومراجعة أنشطة البنك الاستثماري الأوروبي للإقراض في تركيا"، فضلاً عن تعليق المحادثات الجارية بين تركيا والاتحاد بخصوص اتفاقية الطيران، وعدم عقد مجلس الشراكة واجتماعات أُخرى رفيعة المستوى تتم عادة في إطار الحوار بين الاتحاد وتركيا".

وحذر الاتحاد من أنه "في حال مواصلة تركيا أعمال التنقيب عن الهيدروكربون، فإن الاتحاد سيعمل على وضع خيارات لمزيد من التدابير"، مدعيا عدم شرعية عمليات التنقيب شرق المتوسط.

كما صادق الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين، على مقترح خفض المساعدات التي تقدم للدول قبل الانضمام للاتحاد، ومنها لتركيا في ما يتعلق بعام 2020، ووفقاً لهذا التخفيض سيتم اقتطاع 146 مليون يورو من المساعدات، وطلب الاتحاد من البنك الأوروبي للاستثمار مراجعة شروط تمويله لتركيا.

تحليل تركي

يقول المحلل التركي سامي كوهين لصحيفة ملليت القريبة من جنرالات العسكر: إن تركيا عازمة على مواصلة عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق المتوسط على الرغم من ردود الأفعال السلبية الخارجية بما في ذلك روسيا وأمريكا؛ حيث تعتبر هذه البلدان عمليات التنقيب التي تقوم بها تركيا "انتهاكًا لسيادة الدولة القبرصية"، وتطالب أنقرة بوقف هذه العمليات.

وعن أسباب الانحياز لقبرص الجنوبية هو اعتراف المجتمع الدولي بها ممثلًا لـ"جمهورية قبرص"، في حين أن قبرص التركية لا تحظى باعتراف دولي، ولذلك لا يحق لها منح رخصة تنقيب، على حد زعم الدول المذكورة.

وهناك سبب آخر لحصول قبرص الجنوبية على الدعم، وهو عضويتها في الاتحاد الأوروبي، ما يوفر لها تضامن الدول الأعضاء في الاتحاد معها.

وأضاف أنه في مواجهة عزم وقوة تركيا، من غير المنتظر إقدام قبرص الجنوبية على تحركات قد تؤدي لاندلاع اشتباك مسلح، إلا في حال قيامها بعمل جنوني أو وقوع حادث.

ورأى أن الاتحاد الأوروبي نجاحه مشكوك فيه لأنه سيتحفظ إزاء مواجهة شاملة مع تركيا.