المخابرات تستدعي برهامي للافتراء على “الإخوان” في هوجة انفجار معهد الأورام

- ‎فيتقارير

ليس جديدًا على نائب رئيس ما يسمى بـ"الدعوة السلفية"، ياسر برهامي، أن يفتري على جماعة الإخوان المسلمين، أو يُفتي فتوى أمنية معلبة تصب في صالح الانقلاب عندما يستدعيه ضابط الأمن الوطني المكلف بمتابعته للقيام بمهمة يخدع فيها الوطن.

الجديد هذه المرة هو كذبُه الشامل الذي يفتقد لأدنى درجات الصدق، وكتمه للحق وهو يعلمه، فيُسقط واقعه على الإخوان فيتهمهم بخيانة العهود والتحالف مع الشيعة.

وهو كذب يراه مراقبون سريع الذوبان، فإذا ما لجأ المتابع للمواقف المحيطة فيجد واقع الإخوان في سوريا أمام شيعة سوريا وحلفائهم من شيعة لبنان والحرس الثوري الإيراني الذي مزق الشعب السوري، أو يلتفت يمينًا فتذهب الأنظار إلى اليمن حيث موقف الحوثيين المعادي لحزب الإصلاح (إخوان اليمن).

الجديد هذه المرة هو تزامن هجوم برهامي مع هجوم زملائه "الأمنجية" في الإعلام على الإخوان، واتهامهم بالمسئولية عن تفجير معهد الأورام كجزء من الإلهاء وصناعة الأعداء.

مزاعم برهامي

وفي أحدث مقالاته بعنوان "مذكرات"، زعم برهامي أنه ُصُدم من ردود فعل الإخوان، خاصة الرئيس الراحل محمد مرسي، بشأن محاولات التنسيق فى انتخابات مجلس الشعب الأولى في آخر 2011، متابعًا: "كان جواب الدكتور مرسي، رئيس الحزب فى ذلك الوقت، "لقد جئتم متأخرين جدًّا؛ لقد نَسَّقْنَا مع كل الأحزاب والقوى الليبرالية المتحالِفة معنا، ولا نستطيع أن نعدكم بشيء".

وزعم أن الإخوان خانوا حزب "النور" في الانتخابات، قائلًا: "وأتذكر أننى سميتُ فى وسط الحوار المهندس عبد المنعم الشحات، فى أهمية وجوده فى المجلس لمصلحة الجميع؛ فكان الرد بالموافقة على ذلك بالتأكيد، وأنهم هم مَن سينتخبونه (وهذا للأسف حدث عكسه تمامًا، بل تحالفوا على إسقاطه، بل تم التزوير بالطرق الخَفِيَّة التى لم نكن نعلمها لإفشاله فى انتخابات الإعادة".

وتحدث برهامي عمّا ادعى أنه حديث خاص دار بينه وبين مرسي، بعد خسارة الشحات لانتخابات البرلمان، قائلًا: «قلتُ للدكتور مرسى يومها: لا بد من الاتفاق على ميثاقٍ أخلاقى أثناء الانتخابات نلتزم به جميعًا؛ كان مِن أبرز بنوده: الإجماع على أن التزوير محرم شرعًا، وجريمة لا تجوز بحال ولا تأويل، كذلك تجنب التشويه للطرف المخالف وسرعة التواصل في حالة أي نزاع لإيقافه، لكن للأسف الشديد وجدنا نقضًا لهذا الميثاق الأخلاقي الذى نشرته جريدة الفتح، وجريدة الحرية والعدالة التزامًا مِن الطرفين بذلك".

وفى مقال آخر، تناول «برهامي» ما وصفه بـ«الارتباط الوثيق بين الفكر الإخوانى والشيعي»، زاعما أن "علاقة الجماعة بالشيعة كانت أحد أهم عوامل الاختلاف"، موضحًا: «كانت مسألة الموقف مِن الشيعة ومقاومة محاولة اختراق المجتمع المصري إحدى أهم نقاط الاختلاف مع جماعة الإخوان، في ظل حكم محمد مرسى، ورغم أنه قد تكلم معنا بإدراكه لمدى خطر الشيعة، بل كان يُصَرِّح بكفرهم، إلا أن الأمر الواقع فرض خلاف ذلك، فقد حاول الإخوان تسهيل حضور السياح الإيرانيين إلى مصر بكثافةٍ هائلةٍ".

ومن ضمن أكاذيب «برهامي»، أن «الإخوان» حاولت إنشاء ما يشبه الحرس الثوري، حيث قال: «ولقد كانت هناك محاولة من الإخوان لإيجاد بديل عن المؤسسة الرسمية المسئولة عن حماية الرئيس بما يشبه الحرس الثوري الذى تبيَّن أنه كان توجيهًا مِن القيادة الإيرانية".

برهامي وصك الانقلاب

ويقف برهامي، مخبر الأمن الوطني، كي يؤيد السيسي والعصابة، فأيد النزول للتصويت في "الاستفتاء" الأخير الذي وصفه سياسيون بـ"الاستمناء"، كما شارك في لجان إعادة "انتخاب" السيسي، وأفتى بضرورة النزول خلف المنقلب، وقال: "اللي ماينزلش الانتخابات يبقي واقف في صف الأعداء"، ولهذا منحته أوقاف الإسكندرية صك البراءة من الإخوان عدة مرات، وقالت في إحدى المرات: "ياسر برهامي لم يخالف تعليمات الخطابة و«ماشي كويس"!.

وقد وصفه مؤسس الدعوة السلفية في مصر والكويت، الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، بـ”محلل الانقلاب”، عقب إعلان حزب النور السلفي عن موافقته على الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في مصر، الرئيس محمد مرسي، وكذلك عقب التعديلات الدستورية التي خرجت عن لجنة الخمسين، وحشده لتمريرها والتصويت عليها بـ”نعم".

وقارن "عبد الخالق" بين نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، وبين بلعام بن باعوراء (حبر من أحبار اليهود)، قائلا: “هل كان بلعام أشد إفسادا في قومه بني إسرائيل، أم ياسر برهامي العالم السلفي في الأمة المصرية وأمة الإسلام؟ فبلعام أفتى قومه عندما غُزُوا وانتصر عليهم أعداؤهم أن يسرحوا بناتهم في جيش أعدائهم وبذلك يهزمونهم، وأما ياسر برهامي فيتباهى بحشد الشعب المصري للتظاهر في 30/6، وإذا جُمع في هذا الحشد عدد أكبر من الذين صوتوا لمرسى فإنه تسقط ولاية مرسى، ويتقدم الجيش لتولى السلطة”.

إفلاس حقيبة الافتراءات

وأعد زميلنا "سيد توكل" عدة تقارير عبر "بوابة الحرية والعدالة"، عن انحياز ياسر برهامي المكشوف للانقلاب، بل وعمالته الواضحة للأمن الوطني، معتبرا أن برهامي اقترف على الإخوان كل الكذب تقريبا، وأفلس رصيده من الافتراء، فوصفهم بأنهم “أهل بدعة”، متهمًا الإخوان بأنهم في سبيل إرضاء الغرب يقبلون بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، والشذوذ الجنسي الذي يحرمه الإسلام!.

وأضاف أن برهامى سقط في بئر الخيانة من قبل ثورة 25 يناير، حينما كان يدعو للصبر على المخلوع مبارك، وأثناء الثورة حينما حرم خروج الناس على ولي أمر المسلمين، إلا أنه لم يجد غضاضة في أن ينفذ الأوامر الأمنية ويؤسس حزب “النور” ليكون ذراعًا دينية للعسكر في مواجهة الإخوان المسلمين، وافتعل حزبه المعارك الوهمية مع الرئيس المنتخب محمد مرسي، وأيد حركة تمرد المخابراتية وجبهة الإنقاذ التي هيمن عليها العلمانيين الذين طالما هاجمهم أيام المخلوع مبارك.

ويأتي افتراء اتهام الإخوان بقبول “الشذوذ”، في سياق أقواله المريبة، والتي كان منها تحريم لبس المرأة للصندل بدون جوارب، ومن أقواله التي تناقضت حتى مع الفطرة الإنسانية وطبيعة المصريين، إباحته للرجل ترك زوجته في حال تعرضها للاغتصاب للحفاظ على حياته، وهو ما واجه موجة حادة من السخرية التي اعتادها.

ودافع برهامي عن مواقف الخيانة التي تورطت فيها ما تسمى بـ“الدعوة السلفية” وحزب “النور”، بعدما فاحت رائحتهم، قائلاً: “نحن لم نبع دينَنا بدنيا غيرِنا كما يزعم الكاذبون”، زاعماً أن قيادات الإخوان تخلت عن المعتصمين في “رابعة” يوم مجزرة الفض 14 أغسطس 2013، بقوله: ”قد تَوَلَّى القادةُ وفَرُّوا قبْل يومها، وفي آخر النهار مِن يومها”.

تضليل وجهل

وفي تغريدة له، اعتبر د.إبراهيم الزعفراني أن كتابات ياسر برهامي "تتضمن خلطًا ينم عن جهل أو تضليل"، ومنها وصفه توجه الإخوان فى فترة ما قبل تولى أ. مصطفى مشهور، بالتوجه (اليبرو إسلامى)، معلقا بأن ذلك "تعبير غامض تتعدد تفسيراته"، ثم ذكر أن الدعوة السلفية وصفت الإخوان وقتها بأنهم (خير فيه دخن)، وعلق على ذلك قائلا: تعبير أشد غموضا مما سبقه، فهل هذا الدخن هو فى (باب المعاصى) صغائر أم كبائر؟ أم فى (باب العبادات)؟ أم في (باب العقائد) من فساد أو شرك؟".

ورأى الزعفراني أن الإخوان حسموا قضية التكفير بكتاب (دعاة لا قضاة)، بجعله مرجعا دائما للجماعة في هذا الشأن، وفصل كل من يخالف ذلك.