استنساخ للسيسي.. إسرائيل تذرف الدموع على الأكراد

- ‎فيتقارير

ظاهرًا التزم كيان العدو الصهيوني، على المستوى الرسمي، الصمت حيال المظاهرات التي شهدتها مصر، والداعية إلى إسقاط ورحيل جنرال تل أبيب السفيه عبد الفتاح السيسي، حليف الصهاينة الاستراتيجي، بينما اهتمت الصحافة الإسرائيلية في تغطيتها الإخبارية بشكل كبير بعملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا لتأمين حدودها، ومنع انفصال شمال سوريا، وإعلان دويلة تابعة للصهاينة تكون خنجرًا في خصر أردوغان.

وقال مسئول كبير سابق في جهاز الموساد الإسرائيلي، إن “إسرائيل يجب أن تكون واضحة فيما يتعلق بمصير الأكراد؛ لأن التغيرات الحاصلة في المنطقة، والسلوك الذي ينتهجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلاقة إسرائيل مع الأكراد، كل ذلك يتطلب من إسرائيل إبداء مزيد من اليقظة والحذر”.

أردوغان عدوهم!

وأضاف حاييم تومار، رئيس قسم الاستخبارات السابق في جهاز الموساد، في حوار مع صحيفة معاريف، أن “شيئًا ما أساسيًّا قد تغير في البيئة المحيطة بإسرائيل عقب انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، وتحديدا من المناطق الكردية، ولا شك أن انصراف الولايات المتحدة من المنطقة مقابل الإنجازات التي يحققها الطرف الثاني تترك بصماتها على تغير جوهري تشهده المنطقة”.

وأكد أن “عوامل تراجع الردع الأمريكي تنبع من أمرين أساسيين: ترامب يحسب كل خطوة يقوم بها بمعيار الانتخابات القادمة، مع وجود معارضة أمريكية داخلية كبيرة للتضحية بالجنود الأمريكيين في معارك ليست أمريكية، إضافة لذلك فإن ترامب لا يجد نفسه ملزما بمواقف محددة مسبقا، لأنه عرضة للتقلب في كل لحظة، ومن الصعوبة بمكان أن نفهم السياسة التي توجه ترامب.”

وضرب “توما” أمثلة على اهتزاز الوضع في الإدارة الأمريكية، بأنه “لدينا وزير خارجية أكبر دولة في العالم منفصل عن طبيعة اتخاذ القرارات المهمة في الدولة، ولا يوجد مستشار أمن قومي أمريكي منذ إقالة جون بولتون، ولدينا وزير دفاع تُجمع كل الآراء الأمريكية أنه شخصية شاحبة”.

وأشار إلى أن “النظر إلى الصمت الذي يخيم في الولايات المتحدة على الموضوع الإسرائيلي مثير للقلق، وكأن هناك كتفًا باردًا باتجاهنا منذ الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وترامب رجل عدواني، ومنذ أن ثبت لديه أن بنيامين نتنياهو غير قادر على تشكيل حكومة، اختار أن يجعله في معسكر الخاسرين”.

وفي 9 أكتوبر الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “YPG – PKK” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على “الممر الإرهابي”، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

السيسي حليفهم!

المتابعات الإسرائيلية الدقيقة للشئون المصرية الداخلية تشير إلى عدد من التهديدات التي تواجه حليفهم السفيه السيسي لعدة أسباب؛ أبرزها تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وسخط الشباب المصري على عصابة العسكر.

وخلال السنوات الماضية، أدركت الأوساط الصهيونية أن وصول السفيه السيسي إلى سدة الحكم هو الهدية الكبرى لأمن “إسرائيل”، وهو ما يجعلها في حالة صمت مما قد يحدث في حال تمت الإطاحة بالسفيه السيسي، إن لم يكن لها تدخل لوقف مثل خطوة كهذه قد تضر بمصالحها.

وترتبط عصابة انقلاب 30 يونيو بعلاقات تطبيعية علنية مع “إسرائيل”؛ حيث التقى السفيه السيسي رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عدة مرات خلال حكم الأخير، الذي استولى على الرئاسة عقب انقلاب عسكري دموي في 30 يونيو 2013.