شبكة أمريكية تتهم “Twitter” بإسكات عشرات الأصوات المناهضة للسيسي

- ‎فيتقارير

قالت شبكة “بزفيد” الأمريكية “BuzzFeed News” إن “تويتر” من خلال مكتبه بالشرق الأوسط علَّق عشرات القصص والتغريدات دون سبب خلال الاحتجاجات النادرة المناهضة لحكومة السيسي، حسبما أظهر بحث جديد مع الشبكة المتخصصة في الإعلام الرقمي والقصص الإلكترونية.

وأضافت تحت عنوان “تويتر.. أسكت أصوات المعارضة أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مصر”، أن موقع تويتر علَّق عشرات التغريدات التي تنتقد السيسي دون توضيح سبب فعلها، وذلك خلال مظاهرات نادرة مناهضة للحكومة الشهر الماضي، موضحة أن رواية “تويتر” التي قالت إن “الحسابات قد تم تعليقها عن طريق الخطأ لكنها لم توضحه”.

متخصص رقمي

وأكد “وائل إسكندر”، باحث مصري متخصص في الحقوق الرقمية، أن تويتر قام بتعليق الحسابات التي غردت كلمات باللغة العربية مثل “عاهرة” و”يقبل خلفيته”.

وقال إنه توصل إلى أن حوالي 60 حسابًا باللغة العربية – في المقام الأول أولئك الذين ينتمون إلى المصريين ولكن من بينهم المصريون الأمريكيون وغيرهم في الشتات- قالوا إن حساباتهم تم تعليقها مؤقتًا في وقت قريب من الاحتجاجات في الشهر الماضي. بناءً على لقطات شاركوها معه. وشدد إسكندر على أن حوالي 30 شخصًا منهم تم تعليقهم بدون سبب.

واعتبر “إسكندر” أن “المشهد المصري قمعي بالكامل، فلا يمكنك فعل أي شيء في الشارع”. وقال عبر الهاتف: “أي صحفي يكتب بموضوعية ليس لديه وظيفة، لا يوجد سوى منافذ ملائمة للحكومة”. وتابع “إن المكان الوحيد الذي يمكنك فيه التعبير عن رأيك هو وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يختلف الأشخاص أو يشتكون”.

وتابع: “عندما تقف منصات وسائل الإعلام الاجتماعية إلى جانب الحكومات التي ترغب في إغلاق الناس، فإنها تسهم في الاضطهاد”.

وتم هذا في الوقت الخاطئ عندما اندلعت مظاهرات نادرة ضد عبد الفتاح السيسي، في أواخر سبتمبر، في جميع أنحاء البلاد. استخدم المصريون Twitter و Facebook وغيرها من منصات وسائل التواصل الاجتماعي للتعليق على الاحتجاجات، على الرغم من أن هذه المنصات تخضع للمراقبة الشديدة في مصر، لم تكن هناك علامات على استخدام المتظاهرين بالفعل منصات وسائل الإعلام الاجتماعية العامة لتنظيم المظاهرات.

ويعقب إسكندر قائلا: إنه بدأ النظر في الإيقاف بعد أن قام فنان مصري شهير يدعى “جنزير”، برسمٍ كاريكاتوري يصور السيسي باعتباره لصًّا ملثمًا، وأنه قرأ تغريدة حول تعليق حسابه وحسابات عشرات المستخدمين الآخرين، ما يصل إلى 150 حسابًا، بناءً على تقدير إسكندر.

مثال متكرر

وأشارت “بزفيد” إلى أن المجموعة التي يشارك فيها وائل إسكندر، على الرغم من صغر حجمها، إلا أنها أول محاسبة لظاهرة أشار إليها العديد من مستخدمي تويتر المصريين، بأن تويتر قام بتعليق عشرات الحسابات لأسباب غير واضحة في وقت المظاهرات.

ولفتت إلى أن الاحتجاجات أثارت حملة قمع مكثفة من جانب السلطات المصرية، احتجز فيها الآلاف من الأشخاص أو قُبض عليهم، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان. لم يكن الكثير منهم ناشطين سياسيين أو منظمي احتجاج معروفين، بل كانوا مصريين عاديين.

واستعانت محررة التقرير برأي تيموثي قلدس، الزميل غير المقيم في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط الذي قال: “لقد رأينا الكثير من حسابات الناشطين مقيدة ومغلقة من قبل تويتر الشرق الأوسط بطريقة إشكالية للغاية في وقت هذه الاحتجاجات.”

ألفاظ نابية

وفي إطار بحثه عن أسباب أخرى مفهومة لحذف التغريدات وإيقاف الحسابات، طرح وائل إسكندر وجود عبارات كالسالف ذكرها يضاف إليها كلمة “عر..” باللغة العربية، على موقع تويتر الشرق الأوسط، وأن الحذف طال تلك الألفاظ، حتى المكتوب منها باللغة الإنجليزية، وأنه لمجرد كتابة عبارة من السباب السالفة بالإنجليزية تم تعليق حسابه مؤقتًا.

ولفتت “بزفيد” إلى أن قسم العلاقات الإعلامية في تويتر أشار إلى مجموعة من التغريدات من مكتبها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقال إن التعليق الجماعي للحسابات حدث عن طريق الخطأ واعتذر عما حدث، قائلًا إنه يتخذ خطوات لتصحيح المشكلة. لكنه لم يوضح بالتحديد سبب حدوث الخطأ أو من المسئول أو ما إذا كانت الشركة تتخذ إجراءً للتأكد من عدم حدوثه مرة أخرى.

إلا أن الباحث وائل إسكندر قال إن تويتر لم يرد عليه أبدًا بالنتائج التي توصل إليها، رغم أنه سعى للوصول إلى مسئولي تويتر عبر قنوات متعددة.