بعد إفلات “راجح”.. هل يُحوَّل الكمسري القاتل إلى محكمة الطفل؟

- ‎فيتقارير

واقعة مقتل الشاب محمود البنا، الشهير بشهيد الشهامة، أثارت اهتمام الرأي العام، وانتشر بشأنها الكثير من السخط والغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان ذلك التلاعب في شهادة ميلاد القاتل محمد راجح ليفلت من عقوبة الإعدام، لأن عمره الحقيقي أكبر من 18 عاما، فهل يفلت الكمسري القاتل الذي أمر الضحايا بالقفز من باب القطار؟.

وقبل أيام شيّع أهالى منطقة أم بيومى، فى شبرا الخيمة، جثمان الشاب محمد عيد ضحية قطار طنطا، فى الساعات الأولى من صباح اليوم، وخرجت الجنازة من مسجد خاتم المرسلين، وسط ترديد هتافات “لا إله إلا الله” و”عاوزين حقه”، فى الطريق إلى مقابر العائلة حتى وارى جسده التراب.

وفي أول لقاء بينهما، منذ الأزمة التي شغلت الرأي العام المصري مؤخرا، على خلفية الواقعة المعروفة إعلاميًّا بـ”شهيد التذكرة”، تجاهل جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي الحديث عن تلك الأزمة وغيرها من حوادث القطارات التي وقعت في الأيام الماضية، خلال لقائه وزير النقل، كامل الوزير، الذي وصفه السفيه أثناء تكليفه بتولي تلك الوزارة بأنه من أفضل رجال الجيش.

الورق ورقنا!

ولتهدئة الشارع المصري الذي فاض به الكيل من عنصرية وغطرسة العسكر، أمر نائب عام الانقلاب المستشار حمادة الصاوي، بإحالة المتهم مجدي إبراهيم محمد، رئيس كمسري حادث قطار طنطا، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة لارتكابه جناية جرح أفضت إلى الموت، في الواقعة الشهيرة بمقتل الشاب محمد عيد تحت عجلات القطار 934.

الحديث عن إفلات كمسري القطار من العقوبة، لا ينفصل عن الحديث بخصوص عمر القاتل الحقيقي في قضية شهيد الشهامة، والذي عجز أن يثبته محامي المجني عليه في المحكمة، ويقدم ما يفيد التلاعب بعمره الحقيقي للقاضي، وذلك لأسباب كثيرة أهمها أن المتلاعبين هم أصحاب شعار “الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا”، أي أنهم متنفّذون في مفاصل الدولة، حتى إن التلاعب وصل إلى شهادة ميلاد القاتل، التي تثبت أن عمره الحالي أكبر من 18 عامًا، بفضل جده اللواء في الشرطة وعمه الضابط.

تحقيقات نيابة الانقلاب في قضية رئيس قطار طنطا رقم 934 الذي تسبب في وفاة وإصابة اثنين من الباعة الجائلين قبل أيام عدة، اعتبرت جريمة الجرح المفضي للموت نتيجة حتمية لتصرف رئيس القطار بتخيير المجني عليهما بين النزول من القطار أثناء سيره أو تسليمهما للشرطة في المحطة التالية، بعد اكتشافه عدم شرائهما التذاكر.

مسرح الموت الذي يرتبه جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي للمصريين كان هذه المرة داخل أحد القطارات، حيث الركاب يمارسون طقوس السفر المعتادة بين النوم والأكل والقراءة وتأمل اللا شيء، والعربات تشق عتمة القضبان الممتدة بين الإسكندرية والأقصر، وأثناء الانشغال والعتمة خُيّر شابان يشقان طريق الحياة بين دفع ثمن تذكرة الركوب أو الموت.

مع الصباح، وصل القطار رقم 934 من الإسكندرية إلى الأقصر، حاملا جميع الركاب عدا الشابين الضحية، لأنهما اختارا مواجهة الموت على دفع قيمة التذكرة التي تبلغ قيمتها سبعين جنيها، فهما لم يكونا عند لحظة التخيير والاختيار قادرين على امتلاك ثمن الحياة.

تسييس القضية !

هكذا ببساطة مات مواطن وأصيب آخر لأن الكمسري لخّص سياسة سلطة الانقلاب، التي رسخها السفيه السيسي بقوله “هتدفع يعني هتدفع”، والتي نفذها وزير النقل في حكومة الانقلاب الفريق كامل الوزير، بالتأكيد على جميع العاملين في السكة الحديد بالتشدد تجاه الركاب، وهكذا خيّر الكمسري الشابين بين دفع المال أو القفز من القطار، فانقادا إلى الحل الأخير لأنهما فقيران، ولأن الموت من وجهة نظرهما أهون من ملاقاة عناصر الشرطة.

يقول الناشط أسامة محمود: “والله لو جمعت الظلم والطغيان من المحيط إلى الخليج بل من العالم بأسره لن يساوي ربع الظلم والطغيان الموجود في مصر.. ترمي بشابين من القطار فيصاب أحدهما ويقتل الآخر من أجل تذكرة؟ كيف يصبر المصريون على كل هذا الظلم والطغيان؟ لا أدري إن كان هذا صبرا أم خنوعا.. لكن هذا والله كثير”.

ويقول الدكتور محمد الصغير، المستشار السابق لوزارة الأوقاف: “صحفي من “اليوم السابع” يشارك في دم #شهيد_التذكرة بدم بارد، من خلال محاورة أهله ليكتب على ألسنتهم أنهم يرفضون تسييس القضية مع أنها جريمة على كافة الأصعدة؛ والسؤال أليس توفير فرص عمل ودخل للشباب أولى من مؤتمرات شباب شرم الشيخ، وبناء المزيد من قصور الرئاسة؟”.