2500 حالة يوميًّا.. الطلاق يهدد المجتمع المصري بالانهيار في عهد العسكر

- ‎فيتقارير

تتزايد مشكلات المجتمع المصري منذ الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب الشهيد محمد مرسي في 3 يوليو 2013 وتكشف هذه المشكلات عن جهل وغباء وعدم خبرة في كل المجالات وأن العسكر يقود البلاد نحو الغرق في مستنقع لا أول له ولا آخر.

من أهم المشكلات التي تهدد بانهيار المجتمع تزايد حالات الطلاق وتفكك الأسر بصورة غير مسبوقة؛ حيث تقع حالة طلاق كل دقيقيتن ونصف.

وكشفت تقرير مركز معلومات رئاسة وزراء الانقلاب خلال عام 2018، عن أرقام مفزعة حيث وصلت حالات الطلاق إلى مليون حالة بواقع حالة واحدة كل دقيقتَين ونصف، كما وصلت نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات إلى 15 مليون حالة، وهذا يعني أن حالات الطلاق، تتعدى في اليوم الواحد 2500 حالة، فيما يقدر عدد المطلقات بأكثر من 5.6 مليون على يد مأذون، ونتج عن ذلك تشريد ما يقرب من 7 ملايين طفل.

وحسب إحصاءات محاكم الأحوال الشخصية، تخطت حالات الخلع 250 ألف حالة، أي بزيادة 89 ألف حالة مقارنة بـ2017، وطبقًا للأبحاث والدراسات تواجه المرأة المطلقة تحديات عدة بعد طلاقها بتحملها مسئوليات أولادها وحدها، لهروب الأب من تحمل المسئولية.

وفي العام الجاري 2019 ارتفعت معدلات الطلاق مقارنةً بالأعوام السابقة ووصلت عدد شهادات الطلاق على مستوى الجمهورية إلى 211 ألفًا و521 شهادة مقابل 198 ألفًا و269 شهادة عام 2018، وهو ما يرفع معدل الطلاق من 2.1 لكل ألف من السكان عام 2018 إلى 2.2 لكل ألف من السكان عام 2019، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

أزمة قيم

من جانبها ترى الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية أن ارتفاع معدلات الطلاق خلال السنوات الماضية والعزوف عن الزواج يكشف عن أزمة قيم تواجه المجتمع المصري ومنها عدم فهم “الزواج” واعتباره للاستمتاع فقط وليس لبناء أسرة تكون نواة للمجتمع بدون تضحية وتعاون، بالإضافة إلى تراجع دور الجهات المعنية بالأمر كالإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية والثقافية.

وقالت: إن العامل الاقتصادي ليس صاحب التأثير الأول بل غياب القيم والمفاهيم السليمة وأساليب التنشئة وقوة التحمل وأنانية الطرفين وعدم تحمل المسئولية كلها أسلاب أدت إلى زيادة ظاهرة الطلاق والعزوف عن الزواج.

وأشارت سوسن فايد إلى أن هناك اختراقا ثقافيا أدى إلى التفكك الأسري، موضحة ان الغرب عاني في الفترات الماضية من التفكك الأسري لكنه الآن تدارك الأمر وبدأ تصحيح أخطائه.

واعتبرت ان تصدير وانتشار المفاهيم المطلقة والاستقلالية ما هو إلا جزء من “حروب الجيل الرابع” وهي أخطر أنواع الحروب التي نواجهها لأنها مهددة للسلم الاجتماعي مؤكدة أن هناك صفحات متخصصة ومنصات موجودة بالفعل على ساحة الإعلام والميديا هدفها تفكيك المجتمع وتنفيذ أجندة سياسية، في غياب تام وخمول للمؤسسات المعنية بذلك لعدم وجود خطط فعلية للمواجهة على المدى البعيد والوعي بكيفية مواجهة حروب الجيل الرابع.

قضاء السيسي

وأرجع المستشار رجب عزوز، المحامي بالنقض والخبير في شئون الأسرة، ارتفاع معدلات الطلاق بالمحاكم إلى أن “قانون الخلع”، يسر على الزوجة اللجوء إلى المحاكم للتطليق فازدادت معدلات الطلاق لدي محاكم الأسرة خاصة التطليق خلعًا، مؤكدا أن أغلب القضايا المرفوعة من الزوجات ضد الأزواج بالتطليق خلعًا تنتهي بالطلاق.

وقال عزوز فى تصريحات صحفية: رغم أن المشرع أوجب على القاضي أن يتدخل بالصلح بين الطرفين وبذل المساعي اللازمة في هذا الخصوص، إلا أن القضاء لا يلتزم بهذا الواجب ويكتفي بعبارة “عرضت المحكمة الصلح على الزوجة المدعية ورفضت”؛ الأمر الذي يعد ما هو إلا تأدية والتزامًا بما أوجبه المشرع.

وأكد أنه لو تدخلت المحكمة طبقًا للواجب والحكمة التي توخاها المشرع لاستطاعت أن تنهي عشرات آلاف القضايا صلحًا بين الزوجين.

وأضاف عزوز أن تفشي ظاهرة الخلافات بين الزوجين، والتي تصل إلى 80% من قضايا الطلاق المطروحة بالمحاكم تكون بين الأزواج الشباب، ويرجع ذلك إلى الظروف الاقتصادية للزوجين، وعدم تحمل الزوج واجبات الحياة الزوجية جديد العهد بها، بالإضافة إلى أن الزوجة تعيش ظروفًا اقتصادية اجتماعية أدنى بكثير مما كانت تحلم به أو كانت تعيشه حينما كانت تعيش مع والديها.

وأشار إلى أن ازدياد فرص عمل المرأة أو خروجها للعمل واستقلالها اقتصاديًا عن الاعتماد على الزوج في النفقة أدى الى تزايد حالات الطلاق، لافتًا إلى أنه إذا حدث أدنى خلاف تلجأ المرأة إلى المحاكم، بالإضافة إلى تراجع دور الأسرة من الطرفين “الزوج والزوجة” في التدخل والسعي للصلح بين الزوجين المتخاصمين بدلًا من تأجيج الخلاف بينهما.

ضيق العيش

ويقول الدكتور عطية لاشين، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر: إن ارتفاع معدلات الطلاق يرجع لأسباب متعددة منها، استهانة الناس بأمر الطلاق واستخدامه في غير ما شرع له.

وأضاف لاشين – في تصريحات صحفية – أن ضيق العيش وقلة الرزق وندرة الموارد أحد الاسباب، مشيرا إلى أن الرجل قد يعجز عن توفير متطلبات البيت فتطلب الزوجة الطلاق.

ولفت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي شجعت على الطلاق بحثًا عن أحلام غير واقعية، وقد يفاجأ الزوج بطلب الزوجة الطلاق دون تقصير ولا إهمال منه، ولكن تحت تأثير الشيطان الذي تعرفت عليه عن طريق الإنترنت.

وحذر من أن ظاهرة الطلاق تهدد أمن المجتمع وأمن البيوت وتهدد بتشريد الأولاد.