دكتورة ليلى سويف، امرأة فوق الستين تعاني من الحساسية، ومقيمة من الأمس على بلاط زنزانة رطبة في ذروة الشتاء داخل قسم شرطة متكدس، وأمس الخميس اصطحبها الجلادون إلى نيابة أمن العسكر، فهل هي على موعد لتلفيق قضية جديدة لها في تلك الظروف الوبائية الكورونية التي يمر بها العالم؟.
والدكتورة ليلى مصطفى سويف ولدت في لندن في 1 مايو 1956، هي أستاذة في قسم الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة، وهي من مؤسسي كلٍّ من: مجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات، والجمعية المصرية لمناهضة التعذيب، وهي ابنة الأستاذ الدكتور مصطفى سويف، أستاذ وعالم علم النفس بجامعة القاهرة، وابنة المرحومة الأستاذة فاطمة موسى أستاذة اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وزوجة الناشط الحقوقي الراحل أحمد سيف الإسلام، المحامي بمكتب هشام مبارك للمساعدة القانونية.
وابنها علاء، ناشط سياسي، زوج السيدة منال بهي الدين حسن، وابنتها منى باحثة بكلية العلوم جامعة القاهرة، أنشأت مجموعة “لا للمحاكمات العسكرية”، وتعمل جاهدة لمساندة الأسر التى بها معتقل أو مسجون بناء على المحاكم العسكرية بعد الثورة.
ضد الوباء
وفي الوقت الذي أغلقت فيه نيابات الانقلاب أبوابها والسجون أسوارها، نزلت الدكتورة ليلى سويف من أجل المطالبة بالإفراج عن المعتقلين في ظل تفشي وباء كورونا.
وتجري نيابة قصر النيل تحقيقات مع ليلى سويف، وأهداف سويف، ومنى سيف، ورباب مهدى، على ذمة المحضر رقم 19019 لسنة 2020، وما زالت التحقيقات مستمرة معهم، وفقا لمحاميهم.
ووجهت نيابة الانقلاب عدة اتهامات جاهزة للموقفات، منها التحريض على تنظيم تظاهرة بقصد تعطيل مصالح المواطنين، والتأثير على سير المرافق العامة، وقطع الطرق والمواصلات، وتعطيل حركة المرور، ونشر وإذاعة أخبار كاذبة!.
وقالت نيابة الانقلاب، إنه “كان من شأن ذلك تكدير السلم العام وإثارة الفزع بين الناس وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة بالتواجد بقارعة الطريق العام، حاملة لافتات تفيد مضمونها إهمال مكافحة فيروس كورونا فى السجون بما يهدد من بداخلها”، كما أسندت نيابة الانقلاب لهن اتهامات حيازة مطبوعات تتضمن الأخبار الكاذبة، محل الاتهام الثانى حال كونها معدة لإطْلاع الغير عليها!.
تقول صاحبة حساب الثورة مأنتخة: “بعد دفع كفالتها والتعنت في الإفراج عنها حولوا دكتوره ليلي سويف لنيابة أمن الدولة في التجمع، مما يعني أنهم حطوها في قضية تانية، سقف وساختهم ملوش حدود فُجر بين والله”.
ويقول حساب صوت الزنزانة: “داخلين على ٢٤ ساعة بعد دفع كفالة إخلاء سبيل منى سيف ود.ليلى سويف، ود.أهداب سويف، ود.رباب المهدي، ولسه مخرجوش. وفي تطور غريب، د.ليلى اتاخدت من قسم قصر النيل على نيابة أمن الدولة فجأة بدون أسباب، ولسه مفيش معلومات عنها.. كل ده عشان قالوا #خرجوا_المساجين”.
ارحموا السجناء
وتقول الإعلامية مي عزام: “ماذا تفعل أم تخاف على ابنها ومن معه من العدوى داخل السجن؟ سارت فى كل المسارات القانونية، خاطبت المسئولين فى السجن، وأرسلت رسالة إلى محامى الشعب ماذا فى يد ليلى سويف إلا أن تخرج مع من تبقى من أسرتها ترفع لافتة مكتوبا فيها نفس الكلام!.. ارحموا أمهات السجناء افرجوا عن ليلى سويف”.
وتنتمي ليلى سويف إلى أسرة أكاديمية؛ فهي الابنة الوسطى للدكتور مصطفى سويف أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، والدكتورة فاطمة موسى أستاذة اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة القاهرة.
ولدت في مايو 1956 بالعاصمة البريطانية لندن، أثناء دراسة والدتها الدكتورة فاطمة موسى للدكتوراه بإنجلترا، وعادت إلى القاهرة وعمرها عامان، ثم سافرت مجددا مع أسرتها إلى إنجلترا وهي في السابعة وقضت هناك عاما آخر.
ظهر حب ليلى سويف للرياضيات منذ سن باكرة، ولاحظ والدها الدكتور مصطفى سويف ذلك فشجعها عليه، مما حدا بها إلى الاتجاه لدراسة الرياضيات البحتة في المرحلة الجامعية، ثم درست بجامعة پواتييه الفرنسية وحصلت على درجة دكتوراه الفلسفة في مجال الرياضيات سنة 1989، وكان عنوان رسالتها للدكتوراه “نقل الخواص لمعادلة الامتدادات”، وتعمل ليلى سويف حالياً أستاذة للرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة.
بدأت ليلى سويف العمل السياسي وهي في السادسة عشرة من عمرها (سنة 1972)، في مظاهرة خرجت من جامعة القاهرة بعد إلقاء القبض على عدد من الطلبة في ديسمبر 1971، تقول ليلى سويف عن هذه الأحداث: “وبعد كل ما أذاعه الرئيس الراحل السادات أن عام 1972 سيكون عام الحسم، ولعدم تحقق هذا فقد خرج الطلبة في مظاهرة معترضين، فمرت المظاهرة على مدرستي في أثناء تحركها لميدان التحرير بالقاهرة، وكانت مظاهرة ضخمة”.
في أواخر سنة 2003، شاركت ليلى سويف مع مجموعة من أساتذة الجامعة في تأسيس مجموعة العمل من أجل استقلال الجامعات (المعروفة إعلاميا بحركة 9 مارس)، وفي سنة 2004 عقد أول مؤتمر للحركة بعد صراع طويل خاضته الحركة مع إدارة جامعة القاهرة.
عقب أحداث إضراب الأحد 6 أبريل 2008 وقمع أجهزة الأمن لأهالي مدينة المحلة الكبرى، دعت الدكتورة ليلى سويف- مع عدد من الأساتذة الجامعيين- المصريين إلى حملة تضامن لمساندة أهالي المحلة بهدف “إفشال محاولات الأجهزة الأمنية لعزل المدينة، وفك الحصار المادي والمعنوي المفروض عليها”.
ويحسب لها العديد من المواقف السياسية في الحركة الوطنية المصرية المعاصرة التي شاركها في كثير منها زوجها الحقوقي الراحل أحمد سيف الإسلام، المدير السابق لمركز هشام مبارك للقانون، ودفع سيف الإسلام ثمنها بالسجن لخمس سنوات في الثمانينيات، بتهمة الاشتراك في تنظيم يساري.
وفي نوفمبر 2011، بدأت ليلى سيف إضرابًا عن الطعام احتجاجا على إلقاء الشرطة العسكرية القبض على ابنها علاء وزميل له بغرض تقديمهما لمحاكمة عسكرية.