«الاختيار».. عبد الله الشريف يستبق دراما التضليل في رمضان بمقطع إجرامي من سيناء

- ‎فيتقارير

تسبب اليوتيوبر الشهير عبد الله الشريف، في حلقة أمس الخميس، على قناته الخاصة بموقع يوتيوب، في صدمة مروعة للمشاهد، وهو يرى أحد ضباط الجيش يمثل بجثة شاب لم يبلغ العشرين بعد قتله بالرصاص، ثم يقوم الضابط مبتسمًا بقطع إصبع الضحية وأخذه تذكارًا، كما كانت تفعل القبائل الهمجية في غابر الزمان.

الشاب القتيل، وغالبا ما يكون مختفيًا قسريا، تم طمس وجهه تماما حتى لا تتعرف عليه عائلته، وقامت القوة التي قتله بإضرام النيران في جثته حتى تختفي معالمه تمامًا، ثم دفنوا ما تبقى من جثمانه وأهالوا عليه الرمال.

ساومهم فرفضوا!

وقال “الشريف”: إنه أرسل المقطع منذ عدة أسابيع إلى وزارة الداخلية، مساومًا بين عرضه وفضحهم وبين الإفراج عن معتقلين سياسيين من رافضي الانقلاب، إلا أن الداخلية ردت عليه مستخفة بالجريمة غير آبهة بردود أفعال المصريين، بل وهددت “الشريف” بزج اسمه في فضيحة يتم الإعداد لها.

وفي هذه الأثناء يقوم الممثل “أمير كرارة” بتصوير مسلسله “الاختيار”، والمقرر عرضه فى موسم دراما المخابرات في شهر رمضان المقبل، والذى يتناول فيه حياة أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذى قتل فى كمين “مربع البرث”، بمدينة رفح المصرية عام 2017، وتلعب المخابرات على وتر الجوانب الاجتماعية والإنسانية في حياة الضابط القتيل.

المسلسل بطولة سيناريو وحوار باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمي، فى رابع تعاون بينهما فى الدراما بعد ثلاثية “كلبش” التي قدموها سويا، ومن إنتاج شركة المخابرات العامة “سينرجى”، وبطولة أمير كرارة في دور “منسى”، وأحمد العوضي بشخصية النقيب منشق “هشام عشماوي”، ودينا فؤاد، وإسلام جمال، مع ظهور العديد من الممثلين كضيوف شرف مثل آسر ياسين، ومحمد إمام، ومحمد رجب، وصلاح عبد الله، وإياد نصار، وهو ما يكشف أن ميزانية العمل تتخطى ملايين الدولارات.

وانتهى أمير كرارة من تصوير العديد من المشاهد فى مناطق الإسماعيلية وديكور المنزل بيت المنسى، وأنشاص والتل الكبير، وعدد من مواقع التصوير، بجانب التصوير فى الصحراء، على أن ينتقل بعدها لديكورات أخرى خلال الأيام المقبلة، ومن المقرر التصوير فى لبنان خلال الفترة المقبلة.

ويأتي المقطع الذي عرضه “الشريف” متزامنا مرة أخرى مع مجازر سلطات الانقلاب بحق المدنيين في محافظة شمال سيناء، والتي راح ضحيتها مئات المصريين وغالبيتهم من الأطفال والنساء، بعد تعرض المنازل جنوب مدينة الشيخ زويد للقصف الجوي من قبل طائرات حربية مصرية وإسرائيلية، دون أي إشارة إلى إجراء تحقيقات في الحوادث سابقة الذكر.

وهو ما يشير، حسب أبناء سيناء، إلى رغبة لدى سلطات الانقلاب في تهجير ما تبقى من سكان المحافظة خلال الفترة المقبلة، بعد الغطاء الذي أعطاه جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي للجيش، بحديثه عن عدم وجود تهجير بسيناء على الرغم من كل الحقائق التي تؤكد ذلك.

قتلوه وكرموه!

يشار إلى أن عشرات المدنيين قتلوا على مدار السنوات الست الماضية، برصاص الجيش المصري وقذائفه، دون إجراء أي تحقيق أو اهتمام من الجهات المختصة، والتي كان أحدثها استهداف سيارة مواطنين من عائلة “العوايضة” في منطقة تفاحة بمدينة بئر العبد أثناء عودتهم من قطف ثمار الزيتون، فيما لم تعقب عصابة الانقلاب على الحادثة.

وكذلك الحال مع كافة المجازر وحالات القتلى التي وقعت بحق المدنيين، ما يدفع سكان محافظة شمال سيناء إلى دوام المطالبة بإعطاء حقوقهم كمواطنين مصريين، وفي مقدمتهم الحق في الحياة، ومحاسبة المخطئين بحقهم.

وفي واقعة غريبة جرت تفاصيلها مع الشاب القتيل “عمار يوسف الزريعي” وهو عشريني من شمال سيناء، صنّفه الجيش إرهابيا شديد الخطورة، واعتقله من منزله أواخر عام 2014، وبعد أيام فوجئ الأهالي بجثته مرمية على قارعة الطريق.

لكن المفارقة أنه بعد عدة شهور من مقتله “على يد قوات الجيش”، كرمته عصابة الانقلاب رسميا بوصفه شهيدا روى بدمائه أرض سيناء، وتقول عائلة الزريعي إن الجيش قتل ابنها ومشى في تشييع جنازته، في إشارة إلى التناقض التام بين واقعتي الاعتقال والتكريم.

ولم يكن عمار يوسف الزريعي أول ضحية في عائلته، حيث قُتل قبله والده المسن المصاب بالسرطان في عمليات للجيش بسيناء، وهجرت والدة عمار منزلها مجبرة، بعدما بترت ساقها في قصف للجيش دمّر أجزاء كبيرة من المنزل، ليضاف إلى عشرات البيوت التي غادرها سكانها هربا من نيران قصف طائرات ومدافع السفيه السيسي خادم صفقة القرن.