“المدن الجامعية” مكانًا للحجر الصحي للمصريين.. هل يُخفي العسكر كارثة “كورونا”؟

- ‎فيتقارير

لا يعلم الكثير من منظمات حقوق الإنسان المجتمع المدنى والطبى الأعداد الحقيقية لإصابات المصريين بطاعون العصر “كورونا”؛ حيث إن الناقل الأول والأخير للتقارير هي وزارة الصحة والمخابرات الحربية لدولة الانقلاب.

وعلى هذا التوجس، بدأت وزارة تعليم الانقلاب العالي فى تجهيز “المدن الجامعية” كمكان للحجر الصحى للمصابين، بعدما تفقد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي صباح الإثنين، عددًا من من المنشآت والمستشفيات الجامعية بجامعتي عين شمس والقاهرة.

وزير الانقلاب تفقد المدن في إطار متابعة عملية تجهيز المدن الجامعية ورفع كفاءتها لتصبح مستشفيات عزل حال الاحتياج إليها ضمن خطة الطوارئ التي أعلنت عنها المستشفيات الجامعية، وتجهيزها لاستقبال مصابي فيروس كورونا المستجد.

أحدث حصيلة لإصابات ووفيات كورونا الجديدة

وأعلنت وزارة الصحة والسكان، الإثنين، شفاء 12 شخصا من مصابي فيروس كورونا المستجد، ليرتفع إجمالي المتعافين إلى 259 حالة، فيما تم تسجيل 149 حالة جديدة، بالإضافة إلى 7 وفيات.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة خالد مجاهد، إنه تم تسجيل 149 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليا للفيروس، جميعهم مصريون، من بينهم عائدون من الخارج، إضافة إلى المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها سابقا، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تجريها الوزارة وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.

وأوضح أيضا أنه تم تسجيل 7 حالات وفاة جديدة، وفق بيان نُشر على صفحته الرسمية على “فيسبوك”.

وبهذا، فإن إجمالي عدد الإصابات الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا حتى الإثنين، هو 1322 حالة، من بينهم 259 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و85 حالة وفاة.

على نفس الشاكلة

وعلى مايبدو فإن الواقع أليم،فقد بدأت مديريات التربية والتعليم فى المحافظات، بالتنسيق مع الجهات التنفيذية والوحدات المحلية، في تجهيز عدد كبير من المدارس في كل محافظة، لتصبح جاهزة لاستضافة مصابي كورونا في حال اكتمال المستشفيات، ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتخذها الدولة للوقاية من فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.

وفي القليوبية أعلنت مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، وضع مجموعة من مدارس المحافظة على خريطة الاستعداد لتحويلها إلى حجر صحي إذا اقتضي الأمر، للمساهمة في احتواء فيروس كورونا المستجد، موضحة أنه كان قد تم التنسيق على إعداد 24 مدرسة على مستوى المحافظة بواقع مدرستين بكل إدارة تعليمية، إلا أنه تم رفع العدد ليكون 40 مدرسة.

سوهاج

وفي سوهاج بدأت مديرية التربية والتعليم تحديد المدارس التي سوف يتم استضافة مصابى كورونا بها في حالة امتلاء المستشفيات بالمصابين؛ حيث قامت المديرية بإرسال إشارة إلى الإدارات لترشيح مدرستين بكل إدارة تعليمة على مستوى المحافظة بإجمالى 11 إدارة لتصبح مدارس الاستضافة على مستوى المحافظة 22 مدرسة.

دمياط

وفي دمياط أكد مسئولى الوزارة أنه تم تجهيز20 استراحة بالإدارات التعليمية العشرة بكل سبل الإعاشة وتم تطهيرها وتعقيمها لتفعيل المدارس المختارة كمكان للإيواء موزعة على مستوى المحافظة حال وجود أزمة وذلك لاستمرار دور التربية والتعليم الذي لا يقتصر على النواحى التعليمية فقط بل يستمر لإدارة الأزمة.

الدقهلية

وفي الدقهلية أكدت مديرية التربية والتعليم بالدقهلية، أنه تم تجهيز 43 استراحة بجميع الإدارات التعليمية مجهزة بكافة سبل الإعاشة وتم تطهيرها وتعقيمها لتفعيل المدارس المختارة كمكان للإيواء موزعة على مستوى المحافظة حال وجود أزمة، وذلك لاستمرار دور التربية والتعليم الذي لا يقتصر على النواحي التعليمية فقط بل يستمر لإدارة الأزمة.

الإسماعيلية

وفى الإسماعيلية، قال مصدر، بمديرية التربية والتعليم بالمحافظة: إن المديرية على هبة الاستعداد للمشاركة فى تجهيز عدد كبير من المدارس فى المراكز والمدن، لتكون جاهزة للحجر الصحى، فى حالة الحاجة لذلك، مشيرًا إلى انه تم تعقيم جميع مدارس المحافظة، وتم تحديد المدارس التى تصلح لتكون حجرا صحىا من حيث مكان التهوية وعدد السكان المحيد بها.

الأرقام غير معلنة

بدروه، كشف عضو بهيئة الصحة والسلامة المصرية أن الأعداد التى يتم إعلانها في مصر قد تكون غير صحيحة.

وأضاف العضو الذي رفض الإفصاح عن اسمه أن تجهيز الحكومة المصرية وتبعاتها فى المحافظات تنم على أن هناك أمرًا ما “كارثيا”، وأن الحكومة تحاول بشتى الطرق إخفاء جزء كبير من الحقيقة عن أعين المصريين، وهو ما يعد كارثة محققة.

توافقه الرأي الدكتورة هالة عبد الستار-النقابية السابقة والتي قالت: نحن ننتظر إعلان الحقائق عن تفشى فيروس كورونا في مصر، وأن الاستعدادات جيدة بالنسبة لمصر، لكنها تكشف عن عدم وضوح الرؤية فى عدد الإصابات وحجم المتوفين بها.

نقص فى الأساسيات

فى المقابل، كشف فيروس كورونا الجديد نقصًا كبيرًا حاصلاً في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة فى حكومة الانقلاب، لا سيما في الصعيد، وهو نقص طويل الأمد يمنع تلك المستشفيات من استقبال المرضى

تواجه المستشفيات الحكومية والجامعية، المنتشرة بعدد من المحافظات، أزمة حادة في نقص أجهزة التنفس الاصطناعي، وهو ما يهدد حياة المرضى، خصوصا المصابين حاليًا بفيروس كورونا الجديد. وهي الأزمة التي بدأت في محافظات الصعيد، وتتزايد في عدد من محافظات الوجه البحري حاليا بالترافق مع زيادة أعداد المصابين بكورونا. من جهتهم، ناشد عدد من الأطباء ومديري المستشفيات وزارة الصحة ووكلاء الوزارات بالمحافظات، العمل على توفير تلك الأجهزة.

في هذا الإطار، كشف مسئول بوزارة الصحة أنّ بعض المستشفيات ووكلاء الوزارات بمحافظات الوجه البحري، طالبوا رجال الأعمال بالتبرع لشراء تلك الأجهزة، بسبب الحاجة الماسّة إليها، في ظل انتشار فيروس كورونا الجديد، موضحاً أنّ تلك الأجهزة تنقل الأوكسجين إلى رئتي المرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية حادة من خلال أنبوب يجري إدخاله في الحلق، فضلاً عن استخدامها في العمليات التي تستدعي التخدير الكلي، وأنّ سعر جهاز التنفس الاصطناعي الواحد يراوح بين 300 ألف جنيه، و700 ألف جنيه، بحسب المواصفات والدولة التي يستورد منها.

وأضاف:المستشفيات تعاني بالفعل من نقص حاد في أجهزة التنفس الاصطناعي، مشيرًا إلى أنّ هناك بعض الأجهزة متوفرة في عدد من المستشفيات في المدن بمحافظات الوجه البحري، لكنّها لا تقوم بدورها على أكمل وجه، كونها قديمة وبعضها متهالك، كما أنّ الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد كشفت عن عدم وجود أجهزة تنفس داخل مخازن المستشفيات.