التحالف السعودي الإماراتي يعلن وقف القتال في اليمن.. هل تضع الحرب أوزارها؟

- ‎فيعربي ودولي

هل دقت ساعة انتهاء الحرب في اليمن أم أنه من المبكر الحديث عن ذلك؟ سؤال فرضه إعلان التحالف السعودي الإماراتي بقيادة السعودية وقف العمليات العسكرية في اليمن؛ لدعم مبادرة الأمم المتحدة التي دعت لوقف القتال بالنظر إلى مخاطر تفشي فيروس كورونا.

خطوة سيبدأ تنفيذها بحسب المعلن يوم الخميس، أعقبها تسليم الحوثيين وثيقة لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن يبسطون فيها رؤيتهم لوقف نهائي للقتال بناء على ما يصفونه بالحلول المكتملة ، مشددين على رفضهم ما يعتبرونها حلولا مجتزأة.

وقد أعلن التحالف السعودي الإماراتي وقف إطلاق النار من جانب واحد ضد الحوثيين في اليمن لمدة أسبوعين قابلين للتجديد، ابتداء من منتصف يوم غد الخميس بتوقيت مكة المكرمة.

وحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”،مساء أمس، فإن وقف إطلاق النار ضد الحوثيين في اليمن سيبدأ لأسبوعين بداية من ظهر الخميس بتوقيت السعودية.  وقال المتحدث باسم التحالف إن وقف إطلاق النار يستهدف تشجيع الحوثيين على دخول محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة ، ومنع انتشار فيروس كورونا.

وتنص وثيقة الحل الشامل لإنهاء الحرب في اليمن التي تقدم بها الحوثيون على أن يوافق الطرفان على قيادة التحالف السعودي الإماراتي وقيادة الجمهورية اليمنية على إنهاء الحرب، ووقف إطلاق النار، وإنهاء كل الأعمال العسكرية البرية والبحرية والجوية.

كما تنص الوثيقة على إنهاء الوجود الأجنبي في جميع أراضي اليمن وجزره وموانئه وأجوائه، وإنهاء أي وجود عسكري يمني في الأراضي السعودية؛ فهل تنتهي أخيرا حرب اليمن العبثية؟

تنقل وكالة رويترز عن 3 مصادر أن التحالف السعودي الإماراتي سيعلن وقف العمليات العسكرية في اليمن لدعم مبادرة الأمم المتحدة الخاصة بوقف إطلاق النار في العالم بسبب جائحة كورونا.

ويتوقع أن يبدأ سريان وقف إطلاق النار المرتقب من صباح الخميس، وفق المصادر التي نقلت عنها “رويترز”.  الحوثيون من جهتهم وعلى لسان القيادي محمد على الحوثي، أكدوا أنهم سلموا المبعوث الأممي “مارتن جريفيث” رؤيتهم لوقف نهائي لقتال بناء على حلول مكتملة بالحلول المجتزأة أو الترقيعية غير مقبولة بحسب القيادي الحوثي.

قد يعد هذا قبولا غير مكتمل لمبادرة التحالف المرتقبة؛ فالملفات العالقة ونقاط الخلاف بين الجانبين أكبر من أن تحسم في ساعات؛ فهل سيرفض الحوثيون الخطوة السعودية الإماراتية ما يعني استمرار القتال؟

يقول الناطق باسم الحوثيين، إن الرؤية التي قدمتها جماعته للأمم المتحدة تؤسس لحوار سياسي وفق لمرحلة انتقالية جديدة، وتنص على وقف شامل للحرب وإنهاء كامل للحصار.

تبدو الفرصة سانحة لجميع الأطراف إن صح منها العزم على حقن الدماء، بيد أن تجربة اليمنيين مع الهدن في سنوات حربهم الخمس الماضية لم تكن مبشرة فما الجديد؟

لعل الجديد والمفارقة في آن معا أن يكون للوباء العالمي فضل محتمل في حقن الدماء؛ فقد تصاعدت من قوى عالمية والأمم المتحدة لوقف القتال في اليمن على وقع جائحة كورونا؛ خشية أن يضيف الفيروس لليمنيين معاناة أخرى زيادة على فصول مأساتهم التي تصدرت مآسي العالم.

ومع هذه الملابسات الراهنة، يبدو أن الجميع بات مكتويا بنار الحرب ليس الجوعى والمرضى من الشعب اليمني فحسب بل أطراف القتال العبثي أنفسهم، فيعود كل منهم إلى جردة حسابه فلا يجد من وراء سنوات الدمار الخمس السالفة مغنما قد تحقق بل تركت الحرب بلدا منهكا فقيرا مريضا لن يسعد بحكمه أو باقتسام النفوذ عليه أحد.