ترامب يرفضه ويبحث عن عقار أمريكي.. سر رفض “صحة الانقلاب” اعتماد علاج ألماني لكورونا

- ‎فيتقارير

علاج فيروس كورونا يمثل لغزا، ليس فى دولة العسكر فحسب بل فى العالم كله، ففى الوقت الذى أعلنت فيه الصين عن عقار لعلاج الفيروس هو “فافيلافير”، وتم وضع تسعيرة رسمية له تعادل 230 دولارًا، وهو متاح الآن في جميع الصيدليات والمستشفيات بالصين، ترددت أنباء عن توصل كل من ألمانيا وروسيا وفرنسا إلى عقارات لعلاج الفيروس، لكن لم يتم اعتمادها حتى الآن.

وتتصارع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الفوز بعقار للمرض تحقق منه أرباحًا غير مسبوقة، وفق المنطق الرأسمالي، ويطالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باستماتة باعتماد عقار “كلوروكين” كعلاج رسمى للفيروس .

وفى دولة العسكر رغم الإعلان عن أن عقار الكلوركوين الذى يعالج الملاريا– وهو اختراع مصري تم اعتماده عام 1998- يعالج فيروس كورونا، إلا أن وزارة الصحة بحكومة الانقلاب تنفى بطريقة عجيبة واستفزازية التوصل لأية عقارات لعلاج كورونا؛ خضوعا لإملاءات منظمة الصحة العالمية التى تزعم أنه لا يوجد علاج لفيروس كورونا حتى الآن، وبالتالي يرفض نظام العسكر اعتماد أي علاج لفيروس كورونا، وكأنه يريد إبادة المصريين.

 

 200 ألف جرعة

كان مصدر مسئول بوزارة صحة الانقلاب قد كشف عن تصنيع مصر 200 ألف عبوة من عقار “الكلوركوين” الذي يُستخدم لعلاج الملاريا لعلاج مصابي فيروس كورونا، مؤكدا أن بعض التجارب السريرية في دول مثل أمريكا وفرنسا، أثبتت فعاليته في علاج مصابي كورونا.

وأعلن الدكتور عوض جبر رئيس شركة المهن الطبية– إحدى شركات مجموعة أكديما التابعة لوزارة صحة الانقلاب- أن الشركة ستنتهي خلال شهر مايو المقبل من توفير نحو 200 ألف جرعة من مستحضر كلوروكوين فوسفات الذي يستخدم لعلاج الملاريا، على أن يعقبها إنتاج جرعات إضافية، وذلك بعد نجاح تجاربه في علاج مصابي كورونا.

وقال جبر، في تصريحات صحفية، إنّ هيئة الغذاء والدواء الأمريكيةFDA ، وافقت على الاستخدام الطارئ لعقاري الـ”كلوروكين والهيدروكسى كلوركين”، في علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد.

في سياق متصل، أعلن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن الفريق البحثي الرئيسي المشكل من علماء كلية الطب والصيدلة والعلوم والمعهد القومي للأورام، لإجراء البحوث العلمية والمعملية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، ضمن خطة الجامعة الشاملة في هذا الشأن، توصل إلى الإقرار المبدئي لبروتوكول علاجي لاستخدامه مع المرضى المصابين بالفيروس.

 

بروتوكول علاجي

وقال الدكتور محمد الداروتي، الأستاذ بكلية طب قصر العينى وعضو الفريق البحثى لجامعة القاهرة، إن هناك نظاما معينا يجب السير من خلاله بعد إقرار الجامعة البروتوكول العلاجى لمواجهة فيروس كورونا، حيث يجب موافقة وزارة صحة الانقلاب على اعتماد البرتوكول أولا وبعدها مباشرة البدء والانطلاق نحو تجربة العلاج على المرضى بطريقة مدروسة.

وأضاف الداروتي، فى تصريحات صحفية، أنه عقب إقرار صحة الانقلاب البروتوكول سنبدأ تطبيقه مباشرة، وتحديد المرضى الذين يأخذون العلاج للوقوف على مدى وجود استفادة من تناول العلاج والتحليلات التى يجب إجراؤها لهم .

وأوضح أن بروتوكول العلاج يتضمن تناول نوعي دواءٍ موجودين بالفعل لمواجهة فيروس كورونا، وليس تناول لقاح يتم استخدامه كوقاية.

ولفت الداروتى إلى أن العلاج يتضمن استخدام عقارين أحدهما يعمل على تقليل تكاثر الفيروس، والآخر يحفز الجهاز المناعي المقاوم للفيروس، مشيرًا إلى أن تأثير العقارين فى مقاومة الفيروس يعتمد على طرق متعددة ومتكاملة، ما يسهم فى تخفيف وطأة الالتهابات الناجمة عن الاصابة، خاصة التهابات الرئة، حيث من المتوقع أن يسهم فى تحسن الحالة الصحية للمرضى.

شائعات العلاج

فى المقابل، نفت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب إنتاج علاج لفيروس كورونا المستجد، زاعمة أن ما تم تداوله عن التوصل لعقار لعلاج كورونا مجرد شائعات.

وأكد خالد مجاهد، مستشار وزيرة صحة الانقلاب والمتحدث الرسمي للوزارة، عدم صحة ما تمَّ تداوله على بعض المواقع الإلكترونية، بشأن استخدام مستحضر كلوروكين فوسفات كعلاج لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، زاعما أن هذا عارٍ تمامًا من الصحة.

وقال مجاهد: إنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية لم يثبت حتى الآن اعتماد دواء فعال لعلاج فيروس كورونا المستجد، مشيرًا إلى أنه يتم تطبيق بروتوكول علاجي للحالات المصابة، تم وضعه من خلال اللجنة العلمية المختصة في هذا الشأن، وفق تعبيره .

وزعم أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه كل من يستخدم اسم وزارة صحة الانقلاب للإدلاء بأي تصريحات غير مسئولة تسبب البلبلة لدى المواطنين، خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، بحسب تصريحاته .

وأهابت وزارة الصحة والسكان بجميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، تحري الدقة فيما يتم نشره، والرجوع إلى المصادر الرسمية، لعدم نشر معلومات غير صحيحة قد تسبب إثارة البلبلة لدى الرأي العام.

صراع عالمى

أما فى الدول التى تملك قراراتها وسيادتها، فهناك محاولات من باحثين من حوالي 47 دولة التحقت بمسار التجارب على علاج جديد لفيروس كورونا، بينها الصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا، والتي تتصارع من أجل التوصل إلى علاج للقضاء على الفيروس الغامض، وأثبتت بعض التجارب فعالية عقار الملاريا في علاج مصابي كورونا.

ورغم نجاح عقار “بلاكونيل” الذي استخدمته فرنسا في علاج مصابي كورونا، إلا أن المستشفيات السويدية توقفت عن تجاربها في إعطاء دواء الكلوروكوين للمصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أن تسبب بظهور أعراض شديدة الوطأة عليهم، كالصداع الحاد، وفقد البصر، وتشنجات مؤلمة.

وأعلنت وزارة الصحة الأمريكية، في بيان لها نهاية مارس الماضي، أنه يمكن وصف عقارى الكلوروكين والهيدروكسى كلوركين للمراهقين والبالغين المصابين بكوفيد 19، كعلاج مناسب، عندما لا تكون التجربة السريرية متاحة أو مجدية.

ويعطى عقار هيدروكسي كلوروكوين (Hydroxychloroquine) ، بالأساس لمنع ولعلاج الملاريا (Malaria)، ولكنه ليس فعالا ضد جميع أنواع الملاريا.

وفي مارس المنصرم أعلنت شركة “سانوفي” الدوائية الفرنسية عن تجربتها في استخدام عقار “بلاكونيل” مع مرضى فيروس كورونا، والذي حقق نتائج واعدة، وبمجرد نشر هذه التجربة سارع البعض إلى الصيدليات ليسحب الدواء تحسبًا لإعلانه علاجا لفيروس كورونا المستجد.

 

الأكاديمية الروسية

وأجرى البروفسور “ديدييه راوول” دراسته على 24 مريضا بفيروس كورونا، وتبين أن الفيروس اختفى من أجسام معظم المرضى بعد 6 أيام من تناولهم عقار “بلاكونيل”، المكون من جزئيات من “هيدركسي كلوروكين”.

وبعد دراسة البروفسور راوول، أبدت مجموعة “سانوفي” الدوائية الفرنسية، خلال تغريدة لها على تويتر، استعدادها لتقديم ملايين الجرعات من بلاكونيل للسلطات الفرنسية، بعدما حقق نتائج واعدة في معالجة مرضى فيروس كورونا.

ومن بين محاولات البحث عن علاج لكورونا، ما أعلن عنه علماء من معهد البيولوجيا الكيميائية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، إذ أبدوا جاهزيتهم لتطوير علاج لفيروس كورونا، يعتمد على دماء الناجين من الفيروس خلال 30 يومًا.

وبحسب “وكالة أبناء “تاس”، فإنّ الدواء التجريبي سيكون جزءًا مدعمًا بـالأجسام المضادة للفيروسات في الدم البشري، سيتم استخراجه من بلازما المرضى الذين تعافوا من الفيروس.