داخلية الانقلاب تستحضر “شماعة الإخوان” في أزمة دفن جثة طبيبة الدقهلية

- ‎فيتقارير

في ظل حملة إلكترونية وصحفية تديرها جهات استخباراتية ضد الإخوان، وتعليقًا على حادث أمس برفض أهالي قرية شبرا البهو بمركز أجا بمحافظة الدقهلية دفن جثة طبيبة من أبناء قريتهم، زعمت داخلية الانقلاب، في بيان صدر مساء أمس السبت، أن "جماعة الإخوان حرضت على عدم دفن الطبيبة ضحية فيروس كورونا، وتم اعتقال 23 حرضوا على ذلك".

البيان الذي تضمن الاتهام أثار سخرية تكررت منذ انقلاب 3 يوليو وإلى الآن، عندما بدأ السيسي والعسكر يتهمون الإخوان بقتل بعضهم أمام الحرس الجمهوري.

ونشر رؤساء تحرير صحفٍ أنباء مشابهة عن شماتة الإخوان في انتشار وباء كورونا في مصر، وقال مراقبون إن السيسي لن يهتم أبدا بمواجهة كورونا، ولكنه متفرع وأجهزته الأمنية الداخلية والشئون المعنوية والأمن الوطني والمتواجدة حتى بأوقاف الانقلاب لمواجهة الإخوان والحرب على الدين.

اتهامات متكررة

وقبل يومين زعمت أذرع الانقلاب- نسبة إلى مصدر أمني- أن الإخوان يروجون لإصابة بعض طلبة كلية الشرطة بفيروس “كورونا”، وقال بعدم صحة ذلك.

ولم تتوقف فبركات الداخلية عند هذا الحد في تحميل الإخوان- المعتقلين بسجونها والمطاردين في الداخل والخارج– جريمة الإنكار والتعتيم للوباء المتفشي في مصر، بحسب تقارير صحف بريطانية كتقرير الجارديان ومنشورات مراسل نيويورك تايمز السابق بالقاهرة.

بل زعمت داخلية الانقلاب "إجهاض مخططٍ لإحداث أزمة مستغلين انتشار فيروس كورونا، بـ"ضبط كميات كبيرة من الكمامات والمستلزمات الطبية، حيث قامت عناصر إخوانية بمحافظة الدقهلية بتجميعها من الأسواق بهدف إحداث أزمة".

وقال المصدر، إن تلك المزاعم تأتى في إطار ما دأبت عليه أذرع تلك الجماعة الإرهابية من "ترديدات"؛ بهدف محاولة التشكيك في قدرة أجهزة الدولة على مكافحة تداعيات فيروس كورونا “المستجد”.

تعليقات النشطاء

الإعلامي مصطفى عاشور علّق على الشماعة الجديدة للداخلية، فقال: "قلنا إن من يديرون البلد يستخفون بالشارع المصري.. بيان لوزارة الداخلية بيقولك الإخوان وراء عدم دفن الطبيبة في قربة شبرا البهو.. كده اللي طلع البيان لا مؤاخذة، وميعرفش إن القرية مفيهاش حد من الإخوان.. وعلى فكرة لو كان فيها إخوان كانوا أول ناس حملوا الجثمان وأكرموا الميت كعادتهم".

أما عضو تحالف دعم الشرعية، المهندس إيهاب شيحة، فكتب "من منع البعض عملية دفن الطبيبة التي فقدت حياتها أثناء قيامها بعلاج مصابي كورونا.. ثم القبض على الناس وحبسهم.. ثم بيان الداخلية باتهام الإخوان بتحريض الناس هو نتاج 60 عاما من التجهيل والإفقار والإمراض وشرذمة المجتمع التى تمارسها سلطة عسكر لم تحارب يوما إلا الشعب".

وعلق حساب "مخلص لأفكار": "الداخلية المصرية تتهم الإخوان المسلمين بتحريض أهالي #شبرا_البهو على عدم دفن الطبيبة المتوفاة بسبب كورونا.. وسمعني سلام الهبد ضيع البلد".

وقال مراقبون، إن حكومة الانقلاب تحاول صرف الأنظار عن فشلها في التعامل مع وباء كورونا، موضحين أنها ورّدت الوباء للمصريين بالإنكار والتعتيم، والسماح للسياح الصينيين والإيطاليين بإغراق مصر بالفيروس المستجد بعد التأخير بوقف رحلات الطيران.

ومن هذا التشتيت للرأي العام اتهام وزير الأوقاف الانقلابي محمد مختار جمعة، في 10 مارس الماضي، للإخوان المسلمين بنشر فيروس كورونا بين أفراد الجيش والشرطة.

وزعم، عبر الموقع الرسمي للوزارة، أنه "دعا بعض أعضاء الجماعة الضالة المصابين من عناصر الجماعة  بفيروس كورونا لنشره بين رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وغيرهم من أبناء المجتمع الأبرياء، بما ينم عن أقصى درجات اختلال توازن الجماعة العقلي والنفسي والإنساني".

وتلقف برلمان العسكر التصريح بالاحتفاء بتصريحه، فقال وكيل لجنة الشباب والرياضة محمود حسين إنه يدعم تصريح جمعة.

وعلق مساعد وزير الأوقاف السابق د. محمد الصغير، قائلا على "تويتر": "مختار جمعة مخبر الأوقاف نطق بما يخجل منه من كان له بقية من عقل أو أثارة من رشد، حيث حَمَّل الإخوان المسلمين مسئولية نشر كورونا وإصابة الناس بالعدوى! .. تُرى هل سيجد لأعاصير وسيول اليوم مكانًا على شماعة الإخوان؟.. إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت".

مؤامرة البيان المنسوب

وحاك الانقلاب مؤامرة ضد الإخوان الذين كشفوا عن فشله في معالجة أزمة كورونا، بعدما صاغوا بيانًا ولفّقوه للإخوان يدّعون ترحيبهم بإصابة المصريين بكورونا.

وفي بيان من الجماعة صدر عنها في 22 مارس ونشرته بوابة الحرية والعدالة، أكَّدت جماعة الإخوان المسلمين عدم صحة رسالة مكذوبة نشرتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي ونسبتها للجماعة، وتضمّنت افتراءات عديدة على الجماعة.

وأشارت الجماعة إلى أنها لا تسعى إلى تسجيل نقاط انتصار ضد سلطة الانقلاب في مثل هذه الجائحة، رغم خصومتها معنا، بل تفعل كل ما في وسعها لكي تخرج البلاد سالمة، ويسلم شعبها بجميع أفراده من هذا الوباء الذي يستهدف سفينة الوطن بكل ألوان طيفها.

وقالت الجماعة، في بيان لها، إن “هذه الرسالة المزعومة تخالف بالكلية نهج الجماعة الذي عبَّرت عنها في رسالتها الصادرة اليوم السبت ٢٦ رجب ١٤٤١هجريًّا الموافق ٢١ مارس ٢٠٢٠م، تحت عنوان: “رسالة مواساة لكل المضارين من بني البشر بجائحة “كورونا”، والتي قالت فيها: “.. إن دعوة الإخوان المسلمين ورسالتها التي أجمع ما توصف بها أنها إسلامية خالصة، وهم يريدون الخير للعالم كله ويعلمون أن من آكد واجباتهم المشاركة في السلام العالمي، وبناء الحياة الصحيحة للناس، ورعاية البر والإحسان بين بني البشر جميعا، واحترام النفس الإنسانية ورعاية حرمتها.”

https://www.fj-p.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%8F%D9%83%D8%B0%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8B%D8%A7-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%88%D8%A8%D9%8B%D8%A7-%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%86%D8%B9%D9%85/