لحق بشيخه بعد أسبوعين وتمنى الموت بـ”الأباتشي”.. 16 عاما على اغتيال عبد العزيز الرنتيسي

- ‎فيعربي ودولي

يوافق اليوم الجمعة 17 أبريل، الذكرى السادسة عشر لاستشهاد قائد حماس وأسد فلسطين القائد المجاهد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ومرافقيه أحمد الغرة وأكرم نصار بعد استهداف سيارته بصواريخ من الطائرات المروحية بغزة، وللقائد الرنتيسي تاريخ طويل في تأسيس عسكري وتربوي لأبناء كتائب القسام شوكة جماعة الإخوان المسلمين في ظهر الاحتلال وأذنابه من خونة العرب.

تأثر الرنتيسي أثناء دراسته في مصر كثيرًا، بالشيخين محمود عيد وأحمد المحلاوي؛ حيث كانا يخطبان في مسجدي السلام بإستانلي والقائد إبراهيم بمحطة الرمل في الإسكندرية.

وقال في حديث ذات مرة: “كانت الخطب سياسية حماسية؛ فمحمود عيد كان يدعم القضية الفلسطينية، وكان يواجه السادات بعنف في ذلك الوقت؛ وهو ما ترك أثرًا في نفسي، فلما عدت من دراسة الماجستير بدأت أتحسس طريقي في الحركة الإسلامية مقتديًا بأسلوبه ونهجه”.

https://www.youtube.com/watch?v=1KQ8Rg2_Z2k

أفضل الأباتشي!

وأطلق نشطاء اليوم عدة هاشتاجات تخلد ذكرى القائد الراحل منها #الرنتيسي و#عبدالعزيز_الرنتيسي مع انتشار واسع لصورته وهو يحدث بندقيته أمام الجموع في إحدى آخر خطاباته، والتي قال فيها جملته المشهورة: “عدوكم لا يفهم إلا لغة البندقية”، حينها علم اليهود أنه لا يجب أن يبقى مثله على قيد الحياة وأن قيادته لأشبال فلسطين في القسام وغيرها سيكون خطر على مستقبل دولتهم فقتلوه.

واستدعى أحبته بعضا من أشعاره وكلماته، وكتب حساب “#تسقط_صفقة_القرن”  واحدة من جملة الخالدة “لا غرابة أن يثور المسلم ويغضب إذا مُست كرامته أو كرامة شعبه وأمته ففي عقيدته الموت دفاعاً عن النفس شهادة والموت دفاعاً عن الأهل شهادة والموت دفاعًا عن الأمة شهادة”.

وكتب “قيس أبو الحسن” عن اختياره موتته فاستدعى كلامه هو الآخر “جميعنا ننتطر اخر يوم بحياتنا.. لن يتغير شيء،

سواء كان بالأباتشي أو بالسكتة القلبية.. أنا أفضل الأباتشي  “I prefer it to be by apache”.

https://twitter.com/qaisAnabtawi/status/1251098908245319680

أما المحلل السياسي ياسر الزعاترة فاعتبر أن الرنتيسي مات موتة يتزين بها الرجال وكتب “في مثل هذا اليوم قبل 16 عاما؛ استشهد أيقونة فلسطين، وأروع أبطالها، د. عبد العزيز الرنتيسي.. بطل سخر من جبروت الاحتلال، ومضى يقارعه حتى كانت الخاتمة التي تليق بزينة الرجال.. قال إن الناس يموتون بطرق شتى، وهو يفضل أن يقضي بصاروخ، وقد كان.. سلام عليه وعلى جميع الشهداء إلى يوم الدين”.

وأشار عرفات أبو شمالة وآخرين إلى أن ذكراه ما زالت في قلوب القسام فخلدت ذكراه بصاروخ جديد يحمل الحرف الأول من اسمه  السنوات التي مرت على استشهاده “الرنتيسي ذكرى شهادة يخلده صاروخR160Ok ”

وعن إخلاصه ومسيرته كتب عبدالرحمن أبو شمالة “رحم الله من صاغوا الطريق المقدس.. ووجهوا البوصلة نحو القدس”.

 

عرفوا كيف تكون المقاومة

واستدعى الصحفي أدهم أبو سلمية من غزة يوم استشهاده فكتب: “كان ذلك قبل 16 عامًا، كنا نقف لصلاة العشاء في مسجد الرباط، حين جاء أحدهم للمسجد وهو يبكي ويكبر ويقول (اغتالوا الرنتيسي).. سقط إمام مسجدنا أبو بكر على الأرض من شدة البكاء، فقد كان رفيقه في رحلة الإبعاد لمرج الزهور.. لقد بكت #فلسطين هذا الأسد، وما زالت ذكراه حاضرة”.

وأشارت سوسن إلى ما استفادته من الشهيد “علمنا الرنتيسي.. بأن لا طريق آخر غير البندقية والكفاح، بأنه لا فرق بين فلسطين وفلسطين.. ولا فرق بين يافا وغزة والخليل والجليل.. قال لنا الرنتيسي.. بأن كتائب القسام ستزلزلهم في تل أبيب.. علمنا.. بأن من يسير على هذه الدرب لا يموت أبدًا، فإما شهيدًا أو شهيدًا”.

https://twitter.com/Sawsan_a1995/status/1251038584599187456

الرنتيسي أحد قياديي جماعة “الإخوان المسلمين” الـ7 في قطاع غزة “الشيخ أحمد ياسين وعبد الفتاح دخان ومحمد شمعة وإبراهيم اليازوري وصلاح شحادة وعيسى النشار”، وعندما حدثت حادثة المقطورة، تلك الحادثة التي صدمت فيها مقطورة صهيونية سيارة لعمال فلسطينيين، فقتلت وأصابت جميع من في السيارة، واعتبرت هذه الحادثة عملًا متعمدًا بهدف القتل، ما أثار الشارع الفلسطيني، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، ومنهم الرنتيسي، على إثر ذلك وتدارسوا الأمر، واتخذوا قرارًا يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال، وتم اتخاذ ذلك القرار في 9 من ديسمبر 1987.

وتقرر الإعلان عن حركة المقاومة الإسلامية كعنوان للعمل الانتفاضي، الذي يمثل الحركة الإسلامية في فلسطين، وصدر البيان الأول موقعًا بـ”ح.م.س” هذا البيان التاريخي الذي أعلن بداية الانتفاضة.

ووُلد في قرية يبنا بفلسطين، بين عسقلان ويافا، في ٢٣ أكتوبر ١٩٤٧، ولجأت أسرته بعد حرب ١٩٤٨ إلى قطاع غزة، واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمره وقتها ستة شهور، ونشأ بين تسعة إخوة وأختين.

 

مسيرة مجاهد

التحق في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة “غوث”، واضطر للعمل أيضًا وهو في هذا العمر ليسهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمر بظروف صعبة، وأنهى دراسته الثانوية عام ١٩٦٥.

وحصل على منحة دراسية في مصر على حساب وكالة غوث للاجئين “أونروا”، وتخرج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام ١٩٧٢، ونال منها لاحقًا درجة الماجستير في طب الأطفال.

عمل طبيبًا مقيمًا في مستشفى ناصر “المركز الطبي الرئيسي في خان يونس بقطاع غزة” عام ١٩٧٦.

وأضاف: “بعد اشتداد الانتفاضة، قام الاحتلال في 17 ديسمبر 1992، بإبعاد 416 ناشطًا فلسطينيا غالبيتهم من حركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور بجنوب لبنان، منهم الرنتيسي، والذي برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور؛ لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم، وتعبيرًا عن رفضهم لقرار الإبعاد الإسرائيلي.

بلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها الرنتيسي في سجون الصهاينة سبع سنوات، بالإضافة إلى سنة قضاها مبعدًا في مرج الزهور بأقصى جنوب لبنان عام 1992، وكان أول قيادي في حماس يعتقل بتاريخ 15-1-1988، وأمضى مدة ثلاثة أسابيع في المعتقل ثم أفرج عنه ليعاد اعتقاله بتاريخ 5-3-1988.