“أرابيان بيزنس”: انهيار أسعار النفط يعيد الاقتصاد السعودي إلى الوراء

- ‎فيتقارير

أفادت تقارير بأن كلا من المملكة العربية السعودية وروسيا قد واصلتا نزاعهما النفطي، على الرغم من التصريحات السابقة التي تفيد بأنه يتم اتخاذ إجراءات لموازنة أسواق النفط، بحسب موقع “ميدل إيست آي”.

وأظهرت بيانات الشحن التي حللتها “رويترز”، أن النزاع بين رئيسي منتجي النفط يتعلق بحصة السوق، خاصة في آسيا، وليس بالأسعار المستقبلية.

وفى الأسبوع الماضي، أعلنت السعودية وروسيا عن استعدادهما لاتخاذ إجراءات، إذا لزم الأمر، لتحقيق توازن السوق من خلال خفض الإنتاج المشترك مع بقية الدول المنتجة فى “أوبك+” اعتبارًا من مايو المقبل.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في شركة تجارية قوله: “إن المعركة لا تزال مستمرة إلى ما هو أبعد من التصريحات التعاونية”.

وذكر الموقع الإخباري أن روسيا تعتمد على الأسواق الآسيوية كوجهة لنفطها، منذ إقامة خط أنابيب “إيسبو” الذى يصل بين الحقول الروسية والأسواق الآسيوية عبر ميناء “كوزمينو”، وأيضًا عبر خط أنابيب مع الصين أكبر مستهلك آسيوي.

وقال موقع “أرابيان بيزنس” الاقتصادي، في تقرير له ترجمته “الحرية والعدالة”، إن الانهيار في أسواق النفط سيعيد عقارب الساعة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية إلى الوراء، مما يعرضها لأكبر تراجع منذ عقدين من الزمن.

وتستعد أكبر مصدر للنفط الخام في العالم لتأثير ثان من جراء النفط وتخفيضات الإنتاج غير المسبوقة التي تفاوضت عليها أوبك وحلفاؤها، وهي أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم.

وكلاهما سوف يخفض الإيرادات الحكومية، وبالتالي يعرقل الانتعاش الاقتصادي الهش، بعد أن تم تداول خام برنت عند أقل من 19 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء- ربع المستوى الذي تحتاجه المملكة العربية السعودية لتحقيق التوازن في ميزانيتها- مما يترك للمسئولين خيارات محدودة لتعويض التأثير الاقتصادي دون إلحاق الضرر بالمالية العامة.

وقالت مونيكا مالك، كبير الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري: “لقد غير هذا كل شيء.. استند الكثير من الانتعاش الأخير إلى حقيقة أن سعر النفط كان أعلى من 50-60 دولارا، مما يوفر الدعم للنشاط الاقتصادي، وهذا قد تم القضاء عليه للتو”.

ابن سلمان في مأزق

ويضع انهيار أسعار النفط ولي العهد محمد بن سلمان في موقف حرج، بعد أن أعلن عن خطة رئيسية للتحول الاقتصادي، واتخذ إجراءات لتطوير قطاعات جديدة مثل الترفيه ورفع الإيرادات غير النفطية بالضرائب والرسوم، إلا أن الاقتصاد لا يزال يعتمد على النفط الخام، وتهدد صدمة الأسعار العديد من مكاسب الحكومة، مما يجعل من الصعب تمويل المشاريع والاستثمارات، في حين كان من المفترض أن يأتي أكثر من 60% من الإيرادات هذا العام من النفط.

وقارن ريكاردو هاوسمان، الخبير الاقتصادي في جامعة هارفارد، الوضع الذي تواجهه المملكة العربية السعودية بـ”الحرب التي تخاض على جبهتين على الأقل”، وفقا لعرض قدمه مؤخرا للمسئولين السعوديين، اطلعت عليه بلومبرج، وحدد الجبهتين بالوباء وأزمة النفط.

وتابع هاوسمان “كل صدمة في حد ذاتها ضخمة”، “كلاهما في نفس الوقت يجعل الأمور أكثر تعقيداً بكثير.”

وحسب التقرير، لا يؤثر انهيار سعر خام غرب تكساس الوسيط تأثيرا مباشرا يُذكر على المملكة العربية السعودية، حيث إنها لا تبيع سوى نحو عشرة بالمائة من نفطها إلى الولايات المتحدة، ويرتبط مصير المملكة ارتباطا وثيقا بسعر خام برنت القياسي العالمي، الذي ينخفض أيضا، ويرجع ذلك جزئيا إلى انخفاض الأسعار في الولايات المتحدة.

وقال يوجين واينبرغ، الاستشاري الاقتصادي: “كان هبوط الأسعار بالأمس مهمًا جدًا من الناحية النفسية، مضيفا “هناك احتمال أن يغير ذلك المفاهيم إلى الأبد”.

ويعزو انخفاض الأسعار جزئيا إلى ارتفاع الإمدادات خلال حرب مريرة في أسعار النفط بين المملكة العربية السعودية وروسيا، ولكن وراء ذلك توقعات بفترة طويلة من انخفاض الطلب، وقد زادت تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أنه سينظر في منع استيراد النفط الخام من المملكة العربية السعودية من المخاوف.

اتساع عجز الموازنة

وقال محمد أبو باشا، رئيس قسم تحليل الاقتصاد الكلي في بنك الاستثمار “المجموعة المالية هيرميس” في القاهرة، إن عجز الموازنة الحكومية قد يتسع إلى 15% من الناتج الاقتصادي، وبلغ العجز المالي 4.5% في العام الماضي بعد أن بلغ ذروته عند ما يزيد قليلاً على 17% في عام 2016، وفقاً لصندوق النقد الدولي.

وعلى الرغم من التوقعات القاتمة، يشعر العديد من السعوديين بالامتنان لاستجابة المسئولين السريعة للوباء، ويقول رجال الأعمال إن حزمة التحفيز الحكومية أنقذتهم من الانهيار قبل بضعة أسابيع،

وقال فيصل الصقر- الذي يعمل فيه أكثر من 1500 شخص في شركة توفر مراكز الاتصال وحلول خدمة العملاء- إنه كان على وشك تسريح العمال مع تراجع العملاء، ولكن عندما أعلنت الحكومة أنها ستغطي 60% من رواتب بعض السعوديين في القطاع الخاص، أوقفت شركته “اتصالات إنترناشيونال” تسريح العمال.

وأضاف أن “مثل هذه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ستساعدنا على الأقل على البقاء على قيد الحياة”.

وحتى الآن، يقول المسئولون إنهم يخططون لاقتراض المزيد لسد الفجوة الآخذة في الاتساع في الميزانية، ولم يعلنوا سوى عن تخفيضات طفيفة في الإنفاق.

وقال فواز الفواز، المستشار الاقتصادي السعودي، إن الحكومة لديها احتياطيات كبيرة ونسبة منخفضة من الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالاقتصاديات الكبيرة الأخرى، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعيش فيها المملكة العربية السعودية في أزمة انهيار نفطي.

وقال الفواز: إن “الدورة الدورية لصناعة النفط ليست جديدة على صناع القرار السعوديين”، “لقد شاهدوا هذه الدراما من قبل، لذلك لديهم خبرة”.

رابط التقرير:

https://www.arabianbusiness.com/politics-economics/445440-coronavirus-oil-crash-impact-turns-back-the-economic-clock-for-saudi-arabia