وصفه بإعلان حرب.. الجيش الليبي: ليس للسيسي ولا لنظامه أن يحدد لقواتنا الخطوط الحمراء

- ‎فيتقارير

علّق الجيش الليبي التابع لحكومة “الوفاق”، السبت، على تهديدات رئيس عصابة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والتي اعتبر فيها أن “مدينتي سرت والجفرة بليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر”.

وقال المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد طيار محمد قنونو، خلال تصريح صحفي، إن “خطاب السيسي استفزازي لا داعي له ولا شفيع، وليس له ولا لنظامه أن يحدد لقواتنا الخطوط الحمراء داخل بلادنا، وهذه يقررها الشعب الليبي”، معتبرا الخطاب “لا يرتقي لمستوى رئيس لدولة مصر للأسف”، وفق وصفه.

وأشار قنونو إلى أن “السيسي دائما ما يحاول تصدير أزماته، ولا شك أنه يواجه الآن أزمة خانقة مع دولة إثيوبيا بعد وصول مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود، ويذكرنا هذا بما فعله عندما كان يفقد سيناء لصالح تنظيم داعش، فوجه طيرانه لقصف مدينة درنة وقتل أطفالها”.

وتابع قنونو: “كان الأولى بالسيسي أن يراجع مواقفه السابقة مع ليبيا، ويعترف بأنه راهن على الحصان الخاسر حين دعم الانقلابيين، وكان عليه أن يعترف بالهزيمة، ويحاول تدارك ما يمكن تداركه، عبر التواصل مع الحكومة الليبية الشرعية، أما هذا التصعيد فنعتقد جازمين أنه وحده من سيدفع ثمنه”، وفق تصريحاته.

وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم “غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة” بالجيش الليبي العميد الهادي دراه، في بيان نشره بموقع “فيسبوك”: إن “تصريحات السيسي بأن سرت والجفرة خط أحمر حسب وصفه، هو تدخل سافر في شئون بلادنا”.

وأكد دراه أن تهديد السيسي “نعتبره إعلانا واضحا للحرب على ليبيا”، مشددا على أن قوات حكومة الوفاق عازمة على تكملة المشوار وتحرير كامل المنطقة.

بالمقابل، رحبت قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بتصريحات السيسي، وقال مسئول إدارة التوجيه المعنوي بقوات حفتر خالد المحجوب: إن “مصر هي الشريك الحقيقي لتحقيق الأمن في ليبيا”، بحسب تصريحاته لقناة “سكاي نيوز عربية”.

وبحسب المحجوب، فإن “مصر واعية لخطورة التدخلات الخارجية في ليبيا والتهديدات الإرهابية”، وفق تعبيره.

وكان قائد عصابة الانقلاب المدعو عبد الفتاح السيسي قد عاد، اليوم السبت، إلى التلويح بشكل صريح بإمكانية التدخل العسكري في ليبيا، معتبرا أن “مدينتي سرت والجفرة بليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر”، على حد قوله.

وقال السيسي، خلال تفقده لوحدات بالجيش المصري، إن “أي تدخل مباشر من الدولة المصرية بات يتوفر له الشرعية الدولية”، مضيفا أننا “نستهدف الوصول إلى حل سياسي، وسرت والجفرة بالنسبة لنا خط أحمر، ولم نكن أبدا غزاة أو معتدين، ولو كنّا نفكر بهذه الطريقة لكان يمكننا فعل ذلك قبل عام أو عامين أو ثلاثة أو أربعة، لكننا لم نفعل ذلك احتراما لليبيين”.

وتابع السيسي: “هاتوا أبناء القبائل الليبية الوطنية ندربهم ونسلحهم للدفاع عن ليبيا، نحن نتكلم مع شعب ليبيا وليس مع طرف ضد طرف، فلنتوقف على هذا الخط، ونبدأ إجراءات مباحثات وتفاوض للوصول إلى حل للأزمة الليبية، حل سياسي”، وفق قوله.

وتأتي تصريحات قائد عصابة الانقلاب السيسي الجديدة عقب الهزائم التي تعرضت لها قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ما يعيد التساؤل مرة أخرى حول احتمالات تنفيذ هذه التهديدات وتدخل الجيش المصري بشكل مباشر وعلني في ليبيا.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث متابعون ونشطاء عن احتمال تدخل عسكري مصري صريح في ليبيا خاصة بعد هزائم حفتر، ورفض حكومة الوفاق مبادرة السيسي.

ويعتقد البعض أن الإمارات والاحتلال الإسرائيلي قد تضغطان على السيسي، بهدف صناعة حرب طويلة الأمد في ليبيا، لا يستفيد منها سوى الاحتلال.

وأكد المفكر العربي محمد الجوادي، فأجاب: “السيسي لن يتدخل عسكريا، وبشكل مباشر وعلني في ليبيا”.

لكنّ مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عبد الله الأشعل، أكد أن “السيسي متورط بالفعل في الأتون الليبي، وهي حرب بالوكالة، وحفتر لا يملك شيئا، ومن يدعمونه هم مجموعة من المرتزقة والمليشيات”، بحسب تعبيره.

وتوقع الأشعل أن “يواصل السيسي دعمه لحفتر بالقدر اللازم دون دخول حرب مباشرة، وأن يظل قنطرة للدعم الإماراتي السعودي”، مشيرا إلى أن السيسي يعلم جيدا أن من يساعد الوفاق تركيا وقطر، ومن ثم فهو “يحارب أنقرة والدوحة عن طريق حفتر، ودخوله معارك مباشرة يعني حربا مع الدولتين”.

وانتقد الأشعل انحياز السيسي لأحد طرفي الأزمة والتقليل من حجم وقيمة ودور مصر، مرجحا أن “إسرائيل ترغب في توريط مصر بحرب طويلة بليبيا، لأن هناك مخاوف إسرائيلية من انقلاب عسكري ضده لو غضبت جنرالات بالجيش من تدخله المباشر هناك”.

ورأى الأشعل أن “إسرائيل هي من تقود المعركة ضد تركيا بليبيا، ولكن دخول الدوحة على الخط بشكل مباشر، ودعم أمريكا هي وحلف الأطلنطي لحكومة الوفاق ولو نظريا، والتفاهم التركي الروسي بليبيا؛ جميعها تدعم موقف تركيا”، بحسب تقديره.