إغواء إماراتي ..حرب مفتوحة على تركيا مقابل الدعم ضد إثيوبيا

- ‎فيعربي ودولي

يمارس ولي عهد أبوظبي محمد زايد عروض الغواية على قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وعرض عليه صفقة تقوم على دعم واسع لمصر في ملف سد النهضة والذي بات يمثل أكبر خطورة على الأمن القومي المصري مع بدء أديس أبابا حجز المياه منذ 15 يوليو الجاري، مقابل توجيه الجيش المصري ضربة لأهداف تركية في ليبيا ومواجهة ما تسميه أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر خاصة لم تسمها وصفتها بالمطلعة على ملف الأزمة الليبية أن مشاورات مصرية إماراتية رفيعة المستوى جرت أخيراً مع تصاعد عمليات التحشيد حول مدينة سرت، عرض خلالها الجانب الإماراتي اتخاذ موقف "حاسم" إلى جانب مصر بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، في حال بادرت القاهرة بتوجيه ضربة ضد تركيا في ليبيا، ومواجهة أطماعها هناك، على حد تعبير المصادر.
وقالت المصادر إن "ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، يدفع السيسي دفعاً لتفجير حرب واسعة ضد تركيا في ليبيا بدعم أيضاً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يتبنى موقفاً عدائياً من تركيا، الحليف الرئيس لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في غرب ليبيا".

ويستهدف بن زايد وبن سلمان توريط تركيا في حرب مفتوحة وشاملة على الأراضي الليبية والسورية من أجل استنزاف الجيش التركي وإيقاع أكبر قدر من الخسائر بين صفوف ضباطه وجنوده ثم توظيف هذه الخسائر ضد أردوغان في الداخل عبر المعارضة العلمانية من أجل إسقاطه بالانتخابات بعدما فشلت محاولات إسقاطه بانقلاب عسكري في منتصف يوليو 2016م.

العرض الإماراتي السعودي
العرض الإماراتي السعودي جاء بعد عدم ترحيب القاهرة التورط في ليبيا عسكريا بشكل مباشر وعدم المغامرة باندلاع معركة عسكرية في ظل تعرُّض القاهرة لأزمات مع أكثر من جهة على رأسها إثيوبيا ومحاولات جر أديس أبابا القاهرة لسيناريو تصادمي.
وحول ماهية وطبيعة التدخل الإماراتي في أزمة سد النهضة، ومدى تأثيره على موقف إثيوبيا، اكتفت المصادر بالقول إن "أبوظبي شددت على أن تدخلها سيكون حاسماً"، موضحة في الوقت ذاته أن القاهرة أكدت أنها لن تبادر باتخاذ أي خطوات عسكرية مباشرة طالما أنه لم يتم المساس بـ"الخط الأحمر" الذي أعلنه السيسي في يونيو الماضي، خلال تفقده قوات المنطقة الغربية في قاعدة سيدي براني العسكرية.

وبحسب مصادر غربية في القاهرة فإن اقتناع القاهرة وموسكو بالوقوف عن خط "سرت ــ الجفرة" لا يلبي أطماع الإمارات التي ترغب في السيطرة على مناطق غرب ليبيا مجددا وإعداد حملة عسكرية مدعومة بشكل مباشر من القاهرة ومرتزقة شركة "فاجنر" الروسية ومليشيات حفتر لغزو طرابلس والسيطرة عليها. لكن العقبة التي تواجه الأطماع الإماراتية هي توقف طموحات كافة حلفاء أبو ظبي وداعمي مليشيات حفتر عند خطر "سرت ــ الجفرة" والموانئ النفطية مع ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي يضمن إعادة ضخ النفط، ووقف العمليات العسكرية عند هذا الحد، والشروع في اتفاق سياسي شامل يراعي مصالح كافة الأطراف المحلية والخارجية.

أما الموقف المصري فتعكس المؤشرات اقتناع القاهرة بالوقوف عند التدخل العسكري المحدود والذي يقف عند حدود دعم حفتر بالسلاح والعتاد والمعلومات الاستخباراتية وتدريب شباب القبائل الموالية له في شرق ليبيا وقد جرى بالفعل تحديد معسكر "أجدابيا" ليكون مقرا لتدريب شباب القبائل لمد مليشيات حفتر بما تحتاج إليه من جنود.

تحرير سرت
في المقابل، دفع الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً السبت 18 يوليو 2020، بتعزيزات عسكرية جديدة بمحاور القتال غرب مدينة سرت التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية بالبلاد، وتقول الحكومة إنها تخطط لتحريرها من ميليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر.
وتنقل صحيفة "عربي بوست" عن شهود وقادة عسكريين في الجيش الليبي قولهم إن رتلاً من نحو 200 مركبة تحرك شرقاً من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت. مقاطع فيديو بثتها قناة "فبراير" الليبية الخاصة تظهر أن غرفة عمليات "سرت الجفرة" التابعة للجيش الليبي دفعت بأرتال عسكرية إلى محاور القتال بسرت. وفي تصريح للقناة ذاتها، قال العميد الهادي سالم، الناطق باسم غرفة عمليات تحرير وتأمين سرت، التابعة للجيش الليبي: "اليوم السبت شهد وصول عدد كبير جداً من الآليات العسكرية ضمن الدعم اللوجيستي والعسكري من قبل الجيش الليبي لتحرير سرت". مؤكدا أن القوات التي وصلت، جاءت من كل مناطق ليبيا مثل زوارة والزنتان والزاوية، وغيرها،"وأصبحنا الآن في قمة الاستعداد، وننتظر شارة التحرير فقط".

https://www.youtube.com/watch?v=Z_CdgD8evRQ

YouTube

تعزيزات عسكرية لتحرير سرت والجفرة