شكوك طبية في اللقاح الصيني.. لا تجارب وفاعليته محدودة

- ‎فيأخبار

أعرب عدد من الأطباء والمهنيين الطبيين عن تخوفهم إزاء استخدام لقاح فيروس كورونا الصيني الذي من المقرر أن يكون أول لقاح يُعطى للمصريين؛ بسبب غياب الشفافية بشأن اللقاح الجديد، بحسب ما أفاد موقع "مدى مصر".
وتسلمت سلطات الانقلاب، الخميس، من دولة الإمارات العربية المتحدة أول شحنة من 50 ألف جرعة من اللقاح الذي طورته شركة "سيوفارم" الصينية العملاقة للأدوية، وعقدت وزيرة الصحة بحكومة الانقلاب هالة زايد مؤتمرا صحفيا في مطار القاهرة الدولي مع دبلوماسيين إماراتيين وصينيين، أعلنت فيه تعهد حكومة الانقلاب بإعطاء اللقاح مجانا، مع منح الأولوية للكوادر الطبية في الخطوط الأمامية في المستشفيات المعزولة والحمى والصدرية والأشخاص ذوي الفئات العالية الخطورة، مثل المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي والسرطان، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
وكانت الإمارات، التي قدمت 50 ألف جرعة لمصر هدية، أعلنت الأسبوع الماضي أن لقاح "سينوبارم" فعال بنسبة 86% مشيرة إلى تحليل داخلي للتجارب السريرية في المراحل المتأخرة، شاركت مصر في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاحين من لقاحي سينوفارم بين سبتمبر ونوفمبر.
قلق من التجارب

ومع ذلك، يشعر الأطباء بالقلق من أن نتائج التجارب لم يتم الإعلان عنها، كما أشاروا إلى العدد المحدود من الجرعات التي تلقتها مصر حتى الآن.
وذكرت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب أن اللقاح سيعطى على جرعتين بفارق 21 يوما ، ومن ثم فإن الـ50 ألف جرعة كافية لتطعيم 25 ألف شخص فقط.
وقال مدير مستشفى الحميات، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنه لن يتسرع في الحصول على اللقاح في ظل غياب الشفافية بشأن التجارب، وأشار إلى أن غالبية الأطباء في مستشفاه قد تعافوا بالفعل من الفيروس وأن العديد منهم قد يكون لديهم بالفعل أجسام مضادة ويكونون محصنين، مما سيسمح له بالانتظار للحصول على لقاح أكثر فعالية وموثوقية، وأضاف المصدر أن وزارة الصحة لم تقدم أي توجيهات رسمية لحمى المستشفيات حول موعد إتاحة لقاح سينوفارم.
واتفق معه في الرأي طبيب آخر يعمل في مستشفى عزل طلب عدم الكشف عن هويته، قائلا إن الوزارة لم تقدم معلومات كافية عن اللقاح وأنه سينتظر لقاحا آخر أكثر فاعلية، لأن العدد المحدود من جرعات لقاح سينوفارم المقدم لمصر حتى الآن يعني أنه ربما مرت أشهر قبل أن يتم توفيره في مستشفاه.
وقالت وزيرة الصحة بحكومة الانقلاب هالة زايد في مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة إن المصريين الراغبين في أخذ اللقاح يمكنهم التسجيل عبر موقع رسمي على شبكة الإنترنت ستطلقه الوزارة الأسبوع المقبل، وأضافت أن الشحنة الإماراتية ستتبعها شحنات أخرى من اللقاح الصيني، بالإضافة إلى لقاحات أخرى، على الرغم من أنها لم تحدد أيهما.

التأكد أولا

وقال إبراهيم الزيات، عضو مجلس إدارة نقابة الأطباء، إن النقابة تعتزم الاتصال رسميا بوزارة الصحة للاستفسار عن نتائج تجارب لقاح "سينوفارم" والإجراءات اللوجستية للحصول على جرعة فور إعلان الوزارة عن موعد للبدء في إعطاء اللقاح.
وأضاف الزيات أن أي شخص يتلقى اللقاح يجب أن يخضع أولا لاختبار PCR قبل تلقي كل جرعة للتأكد من عدم إصابته بـ COVID-19، الأمر الذي سيشكل تحديا نظرا لسياسات الاختبار المحدودة في مصر، مضيفا أن النقابة لم تتلق بعد أي معلومات عن اللقاح الصيني من أجل إجراء تقييم مستنير بشأنه.
وكانت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب قد أعلنت في سبتمبر عن تجنيد 6000 متطوع مصري للمشاركة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاحين اللذين تنتجهما شركة سينوفارم، وشارك في التجارب 45 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، حيث بدأت شركة G42 الإماراتية تجارب في المنطقة وتزود مرضى آخرين من الإمارات والبحرين والأردن.
وفي أواخر نوفمبر ، أعلنت صحة الانقلاب أن التجارب في مصر قد وصلت إلى نهايتها بعد مشاركة 3000 متطوع فقط. ولم تنشر أي نتائج للتجارب.
وقد تمت الموافقة على استخدام لقاح سينوفارم في حالات الطوارئ في عدد قليل من البلدان، ولا تزال الشركة تجري تجارب سريرية في المراحل المتأخرة في 10 دول، وقد استخدم اللقاح بالفعل على حوالى مليون شخص فى الصين فى برنامج طوارئ.
منتج سينوفارم هو لقاح ميت، على غرار تلك المستخدمة للتحصين ضد شلل الأطفال، اللقاحات التي يتم تطويرها من قبل شركات غربية مثل فايزر وشريكها الألماني BioNTech ، هي لقاحات مخلقة من الحمض النووي للفيروس ، وتستهدف سلاسل البروتين في الفيروس التاجي، وقد بدأت المملكة المتحدة بالفعل تطعيم الناس بلقاح فايزر.
وتشير تقارير فايزر إلى ارتفاع كفاءة اللقاح إلى 95٪ ، في حين يقال أن لقاح مودرنا فعال بنسبة 94.5٪. ويقال إن لقاحا ثالثا من جامعة أكسفورد واسترازينيكا فعال بنسبة 70%.
وفي 4 ديسمبر، وقّعت هالة زايد ووزير مالية الانقلاب محمد معيط اتفاقا مع التحالف العالمي للقاحات واللقاحات في جنيف لتأمين 20 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا في مصر، مضيفا أنه من المرجح أن يكون لقاح أكسفورد/استرازينيكا.

شكوك في الأرقام

وقالت زايد يوم الجمعة إنها اتصلت بالسفير البريطاني قبل يومين، وكذلك مسؤولي شركة استرا زينيكا، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لتقديمه في مصر.
من جهة أخرى أعلنت "زايد" يوم الجمعة أن حكومة الانقلاب أوقفت محادثات مع شركة صينية أخرى هى شركة سينوفاتش للتكنولوجيا الحيوية لتصنيع لقاح آخر .
شهدت مصر زيادة في حالات العدوى المؤكدة بالفيروس التاجي في الأسابيع الأخيرة مع إعلان حكومة السيسي عن ظهور موجة ثانية من الوباء، وسجلت مصر 464 حالة جديدة من حالات "كوفيد-19" يوم السبت و23 حالة وفاة، ليصل العدد الإجمالي للحالات في البلاد إلى 120,611 حالة، مع 6,877 حالة وفاة.
ومع ذلك، يفترض أن عدد الحالات في البلد أعلى من الحصيلة الرسمية، وقال مدير الطوارئ الصحية الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان يوم الثلاثاء إن عدد الحالات اليومية التي تسجلها وزارة الصحة بحكومة الانقلاب "لا يعكس العدد الفعلي للإصابات في البلاد" وأن مصر "قررت تركيز اختباراتها على مجموعة معينة من المواطنين الذين يعانون من أمراض معقدة أو في حالة حرجة".

رابط التقرير:
https://www.madamasr.com/en/2020/12/13/feature/politics/doctors-in-egypt-voice-concerns-over-chinese-vaccine-citing-lack-of-transparency/?__cf_chl_jschl_tk__=24acda98c98afb8343d0b76cd6469cadc61f216b-1607873111-0-AUaen_TpCJLViKvh99h1eryn9s6d0rZcy_c6hNkX9aRR0HiYn82hSiHa8OrUSreXgrh8gwx1SNY4M1znHIn8-WEHu9FJDlbfs0wTk9p02zm8odrCE8id-5oFf6c8LITNUfZxBbEcNdLFHu8TZ49tutBibLyMUPivuZzSYVKzi4Indx0WUNk2hNoi9RHePpxYHXuSzaYBgEmpN1dcgwEiRPqG6ZjWLtS9GK998E3SG8vu9vUtPPo9cZ7uncm4LivPmFbPPKQU0XEmonVr5aMX2smzSCVP2rQYK0guTdxxIMuiB0u5yGCoDXOPmiMCE_wmzFf97U2iDUHNOCCt7gHn4TYkyTAzwrX4HZJ-VOtmbg4e4euWzpRj34qEmVQfOqqy9EL96e1c3PL1LxW-Qw8LlJca1GToZZmW8UUVN_75E9QjcBBdarZJh7qbfUACKfJLSVrG_KmNh1HWQctu1XA1CX8