أيمن عبيد: جماعة الإخوان لعبت دورا كبير في حماية الشباب من التطرف والانحراف الفكري

- ‎فيأخبار

استعرض أيمن عبيد، مسؤول الدراسات والتكوين لشباب حركة النهضة التونسية بالخارج، دور الإخوان التربوي والأخلاقي كما تطرق إلى المنطلقات التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين في علاقة بدورها في حماية الشباب من التطرف والانحراف الفكري.
وأضاف "عبيد"، خلال كلمته بالمؤتمر الدولي "الإخوان المسلمون حقائق ومنطلقات"، أن الانحراف لغة الخروج عن الجادة وفي علم الاجتماع الخروج عن المألوف وفي الجغرافيا ميل عن خط الاستواء وفي علم النفس هو تحول إحدى الوظائف عن غايتها الطبيعية وإذا نحي هذا الانحراف إلى حدوده القصوى فيتحول إلى تطرف. موضحا أن رصد الانحرافات الفكرية فضلا عن تقويمها يقتضي بداية معرفة الوظيفة الطبيعية، وهل نحن وسطيون أم متطرفون وإلى أي مدى نحن منحرفون. 

وأشار "عبيد" إلى أن التمييز بين حقيقة الإسلام النصية والحقيقة التراثية المشوبة بكثير من الانحرافات مثل التعبد على القبور وغير ذلك كانت هاجسا يجمع كل تعبيرات الحركة الإصلاحيةـ إلا أن ما يحسب للجماعة أنها كانت الترجمة الحركية التي نقلت هذا الوعي من المساحات النخبوية إلى الساحة الجماهيرية حيث قامت بدور تاريخي رائد في تعميم استخدام ما أنتجته مخابر الحركة الإصلاحية في هيئاتها ومؤتمراتها ومؤلفاتها من بوصلة فكرية تجديدية دالة على الأصل، وهذه البوصلة نقلتها الجماعة إلى المقاهي والمصانع والأسواق وهذا المعنى جميل وأجلى من أن يدلل عليه.
واستشهد بقول الدكتور عبدالله النفيسي :"دعوة البنا تقوم على العلم والتعليم ومحاربة البدع والخرافات والانتصار للكتاب والسنة والتحرز من التأويلات الفاسدة والشطحات الضارة، بل إن أول ما أسسه البنا مع إخوانه الستة في الإسماعيلية كان مدرسة أسماها "مدرسة التهذيب" وهذا دليل قطعي على ما يعتمر روح الجماعة منذ تأسيسها من هاجس تهذيب الفرد وإزالة ما لحق فطرته من نتوء وشوائب".
واختتم قائلا: "جماعة الإخوان شقت طريقها وسط قرني التطرف؛ فقادت فكرا تحديثيا من صلب المنظومة الإسلامية لا يرفض الحداثة بل ينزلها في إطار ثقافي إسلامي ويتعامل معها على قاعدة أن "الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها"، فكانت الجماعة تعيد الإسلام إلى محور الحياة الإنسانية بتصور يشمل كل جوانبها.