حول المصريين لفئران تجارب.. لهذه الأسباب السيسي يختار لقاحا صينيا لمواجهة كورونا

- ‎فيتقارير

يحاول نظام الانقلاب العسكري خداع المصريين البسطاء من خلال ترديد مزاعم عن مكافحة فيروس كورونا، والادعاء بأنه خصص 100 مليار جنيه لمكافحة الفيروس خلال الموجة الأولى، وأنه بدأ رصد ميزانية كافية للموجة الثانية.
كان من بين المزاعم التى يرددها مطبلاتية العسكر استيراد لقاح كورونا لعلاج المصابين وتطعيم المصريين، رغم أن كل ما تلقته وزارة الصحة بحكومة الانقلاب، حتى الآن، لا يزيد عن 20 ألف لقاح، عبارة عن مقابل المشاركة في التجارب السريرية "فئران تجارب" بجانب مزاعم انقلابية عن التعاقد على 20 مليون لقاح ستصل إلى مصر قريبا على حد تعبير وزارة الصحة بحكومة الانقلاب.
نظام السيسي لجأ إلى اللقاح الصينى «سينوفارم» رغم أنه لقاح تقليدي وإمكاناته في مواجهة الفيروس والقضاء عليه ضعيفة، وهو لقاح رخيص الثمن؛ لأنه مازال في مرحلة الاختبار، ولن تقره منظمة الصحة العالمية إلا بعد انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب. كما أن الصين نفسها أعلنت عن نيتها استيراد 100 مليون جرعة من اللقاح الأمريكي الألماني «فايزر بيونتيك» العام المقبل تكفي لتحصين 50 مليون من سكانها، وهو اللقاح الذي اعتمدته في الآونة الأخيرة هيئتا الدواء البريطانية والأمريكية وهو لقاح فعال وغالى الثمن.
كانت منظمة الصحة العالمية قد كشفت عن اعتماد لقاح "سينوفارم" على طريقة تقليدية تتمثل في حقن فيروس غير نشط (يحتوي على جزيئات فيروسية ميتة تُخلق في المختبر قبل أن تقتل وهي غير معدية)، وفى المقابل قالت المنظمة إن لقاح "فايزر بيونتيك" اعتمد على تقنية أحدث تعتمد على استخدام الشفرة النووية للفيروس حتى تحفز الجسم لإنتاج أجسام مضادة.
"فايزر بيونتيك"
من جانبه، قال الدكتور أمجد الخولي، استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، إن الفارق التقني بين اللقاحين الصينى والأمريكى لا يعني أن أحدهما أفضل من الآخر؛ موضحا أن نسبة فاعلية لقاح "فايزر بيونتيك" تصل إلى 95 في المائة بحسب تصريحات الشركة المصنعة، بينما تصل نسبة فاعلية لقاح "سينوفارم" إلى 86 في المائة بحسب تصريحات وزارة الصحة الإماراتية بعد انتهاء التجارب السريرية فيها. كما أن لقاح "فايزربيونتيك" يجب أن يُحفظ في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر بينما يمكن حفظ لقاح سينوفارم في ثلاجات عادية.
وأكد الخولي فى تصريحات صحفية، أن اختيار الدول بين اللقاحين يعتمد على أكثر من عامل من بينها العامل الاقتصادي وتوفر المنتج، مشيرا إلى أنه لن يستطيع منتج واحد تغطية احتياجات العالم كله، وبالتالي يمكن أن تلجأ الدول لأكثر من مورد طالما أن النتائج الأولية مبشرة وتؤكد سلامة اللقاح. وأضاف: "هناك متطلبات لوجستية، فعلى سبيل المثال لقاح "فايزر" يتطلب أن يُحفظ في درجة حرارة شديدة، وهو ما يحتاج إلى إجراءات وبنية تحتية مختلفة نسبيا، ولن تلجأ بعض الدول إليه من أجل الجدوى اللوجستية؛ وبالتالي قد تلجأ للقاح آخر لا يتطلب مثل هذه اللوجستيات. اللقاح الصيني يتميز بهذه الخاصية.
مبادرة كوفاكس
وأشار الخولى إلى أن هناك أسبابا تتعلق بسلوكيات الدول الأغنى التي سارع بعضها لاعتماد وشراء كميات كبيرة من اللقاح الأمريكي الألماني. وكشف ان 11 دولة في المنطقة العربية ستحتاج لدعم كلي أو جزئي من مبادرة كوفاكس، من بينها مصر وسوريا والسودان وموريتانيا، بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية، موضحا أنه في ظل التسابق على الشراء من قبل الدول الأغنى، هناك شكوك بشأن إمكانية تحقيق ذلك خلال الأشهر المقبلة. وأوضح الخولى أن منظمة الصحة العالمية في نهاية المطاف هي هيئة استشارية بحتة، وبالتالي قد لا تكون لديها القدرة على تنفيذ تلك الوعود، خاصة أن بعض الدول عقدت بالفعل اتفاقات ثنائية للحصول على كميات كبيرة. ولفت إلى أن مبادرة كوفاكس بالطبع أفضل من لا شيء ولكنها لم تمنع الدول من عقد اتفاقيات ثنائية مع الشركات المنتجة، وبالتالي الدول الأغنى ستستحوذ على كميات كبيرة في وقت مبكر والدول الأفقر ستنتظر دورها في النهاية، على سبيل المثال تصريحات حكومة الانقلاب تشير إلى بدء استلام الجرعات في إطار مبادرة كوفاكس في يونيو القادم.
قلة حيلة

وأكد أحمد عزب، باحث في ملف الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن بعض الدول النامية قد تكون مجبرة على اللجوء للقاح الصيني من باب قلة الحيلة، مشيرا إلى أن دولا عدة -لديها القدرة الشرائية- تعاقدت بالفعل منذ أشهر مع الشركات المنتجة للقاحات مثل "فايزر بيونتيك" للحصول على اللقاح بسرعة بكميات تفي احتياجاتها، وبالتالي الكميات التي لم تنتج بعد هي بالفعل محجوزة لتلك الدول. وقال عزب فى تصريحات صحفية، "لو وجدت اختيارات مختلفة من اللقاحات ربما يغير ذلك الصورة، موضحا أنه رغم أن اللقاح الصيني قد يوفر بديلا جيدا لبعض الدول، إلا أن هناك فجوة معلوماتية.. فنظريا يجب أن ننتظر انتهاء المرحلة الثالثة في التجارب السريرية ونشر نتائجها ثم تقديم ملف اللقاح. وللسلطات الصحية التي تقرر أن تعتمد اللقاح أم لا. وكشف أن المشكلة في اللقاح الصيني أنه استبق هاتين الخطوتين، وليست لدينا معلومات كافية عن اعتماده إلا من خلال بيان وزارة الصحة الإماراتية التي رخصته بشكل طارئ، لافتا الى أن الإمارات أهدت نظام الانقلاب 50 ألف جرعة تكفي لـ 25 ألف شخص. وأشار عزب إلى أن منظمة الصحة العالمية تراجع حاليا لقاح "فايزر بيونتيك" الأمريكي الألماني من أجل اعتماده – نظرا لإنهائه جميع المراحل واعتماده في بعض الدول، موضحا أن اعتماد منظمة الصحة العالمية يظل غير إلزامي ولا يمنع سماح المنظمة لأي دولة من اعتماد اللقاحات مسبقا لكن اعتماد المنظمة قد يعجل من توزيع اللقاح عالميا في إطار مبادرة كوفاكس.