“الاختيار 2”.. محاولة جديدة لطمس جرائم العسكر وتزييف وعي المصريين

- ‎فيأخبار

سربت وسائل الإعلام الداعمة للانقلاب لقطات من مسلسل "الاختيار2، المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل. وفي اللقطات المسربة يظهر الفنان أحمد مكي في زي ضابط شرطة إلى جوار كريم عبدالعزيز. وهي الصور التي تسببت في حالة من الغضب الشديد نحو "مكي" الذي اعتبر كثيرون أنه قضى على تاريخه الفني بالموافقة على المشاركة في تزييف وعي المصريين وتبرير جريمة العسكر في رابعة والنهضة التي يتطرق إليها المسلسل المخابراتي.

وتصدر هاشتاج (مكي عميل العسكر) مواقع التواصل التي تعتبر المؤشر للرأي العام في مصر بعد تغييب كافة وسائل الإعلام التي يمكن أن تنقل الحقيقة وردود الأفعال إلى الناس.

ويهدف الانقلاب العسكري من المسلسل إلى غسل يديه من دماء شهداء رابعة والنهضة والذين ارتقوا في ميادين مصر، وفيما يؤكد متابعون أنه لا يمكن أن يتم تزييف وعي الناس بهذه البساطة وأن المسلسل سينضم إلى أمثاله في مزبلة الفن الموجه؛ يشير آخرون إلى خطورة تلك الأعمال الفنية في تشكيل العقل الجمعي للشعب المصري الذي تعتمد نسبة كبيرة منه على الفن "القوة الناعمة" في تشكيل وعيه واستيعابه للأحداث، بالإضافة إلى دور مثل تلك الأعمال الفنية في تضليل الشباب الأصغر سنا الذين لم يدركوا ما حدث في مذابح العسكر بسبب سنهم الصغير فضلا عن الأجيال المقبلة التي يمكن أن يكون المسلسل مصدرهم الوحيد في التعرف على تلك الأحداث في ظل غياب أي أعمال فنية تعرض الصورة الحقيقية لما حدث.

تزييف الوعي

ويراهن السيسي على امتلاك قطاع من المصريين ذاكرة السمك، ويعتقد أن مشاهد تجريف جثث الشهداء واستشهاد حبيبة وأسماء وصراخ الطفل رمضان على أمه "اصحي يا ماما" سوف تندثر بفعل الزمن، ولن يبقى إلى صورة الضابط اللطيف الذي يهدي ورودا للمتظاهرين "الأشرار" الذين ردوا على الوردة بالرشاش فأصابوا الشرطة في مقتل ولم يستجيبوا لتوسلات رجال الأمن بالعودة إلى بيوتهم وحقن الدماء. 

ويشير الفنان وجدي العربي إلى أن سيطرة العسكر على الإنتاج الفني وتسخيره لتحسين صورته ليس جديدا؛ فمنذ انقلاب 1952 استغل العسكر الفن للمساهمة في تثبيت أقدامهم في الحكم من خلال الترويج لمقولة أن "مصر لن يديرها بشكل جيد إلا الضباط"، وأنها تحتاج إلى إدارة عسكرية، بدعوى قربها من العدو الصهيوني.  كما سعى إلى تثبيت البيادة العسكرية على السلطة، ولم تجرؤ شخصية فنية على رفض التجنيد والانصياع لأوامر العسكر، متوقعا أنه تم ممارسة ضغوط على الفنانين أحمد مكي وكريم عبدالعزيز للمشاركة في مسلسل تلميع العسكر.

التغطية على الجرائم

وأضاف العربي في حديثه على تليفزيون "وطن" أن فقدان الفنانين لأيديولوجياتهم وثقافاتهم، ساهم بشكل كبير في تسطيح الفن واستخدامه كأداة لتبييض وجه النظام العسكري، والتغطية على جرائمه بحق الشعب المصري طوال السنوات الماضية. موضحا أن "مكي" و"عبد العزيز" من النماذج الفنية الجيدة ومشاركتهما في هذا المسلسل سقطة أخلاقية لهما، وأن النظام العسكري بدأ يبحث عن وجوه جديدة لتجنيدها بعد أن احترقت الوجوه القديمة التي كان يستخدمها للسيطرة على عقول المصريين.

ولفت إلى أن الانقلاب العسكري قسم الشعب المصري إلى 3 فئات، الأولى رافضة للانقلاب العسكري، والثانية منتفعة من الانقلاب تدافع عنه خوفا على أنفسهم لأن سقوطه يعني زوالهم، والثالثة هي غالبية الشعب التي يتم تضليلها وتزييف وعيها.

وتابع: "هناك مواهب حقيقية كثيرة هربت من مصر واستقرت في قطر وتركيا وماليزيا وإفريقيا، وهناك العديد من المخرجين الموهوبين موجودين خارج البلاد يمكن الاستفادة من جهودهم. لافتا إلى أنه بدأ مؤخرا تصوير فيلم "الغائب" لتوثيق جرائم العسكر، لكن للأسف ضعف التمويل يقف عائقا أمام تكرار التجربة في أعمال أخرى.

وأردف: "العسكر يملك كل الأدوات لتغييب وتزييف وعي الشعب، وقد نجح خلال الفترة الماضية في إيهام الشعب أن قطر وتركيا هما العدو وأن الكيان الصهيوني هو الصديق، وفي ظل انتشار جائحة كورونا وتطبيق الإجراءات الاحترازية بالبقاء في المنزل وجد العسكر الفرصة سانحة لغسل أدمغة الشعب من خلال مسلسل جديد".

 

https://www.youtube.com/watch?v=sz7l9tMScUI