عوار “السيسي” في الكشف عن الصاروح الشبح…ليبيا وليس إثيوبيا!

- ‎فيعربي ودولي

في ختام المناورات العسكرية التي جرت بين فرنسا ومصر في مياه المتوسط، كشف جيش المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى، عن امتلاك قواته الجوية صاروخا أوروبيا شبحيا مخصصا لضرب الأهداف الحيوية والإستراتيجية العالية القيمة الواقعة في عمق أراضي العدو.
وتتمثل تلك الأهداف في المطارات والقواعد الجوية ومحطات الإنذار المبكر ومراكز القيادة والسيطرة، وبطاريات الدفاع الجوي، ومراكز القيادة والتحصينات.
وأظهرت لقطات نشرتها وزارة الدفاع صاروخ كروز بعيد المدى SCALP EG ضمن تسليح مقاتلات "رافال". وظهر الصاروخ خلف قادة القوات الجوية المصرية والفرنسية في إحدى القواعد الجوية المصرية للمرة الأولى رسميا، وهو صاروخ جوال يطلق عليه STORM SHADOW SCALP EG. ويبلغ طول الصاروخ 5.1 متر وقطره 0.48 متر ووزنه 1.3 طن، وتزن الرأس الحربية له 450 كجم. وتبلغ سرعته القصوى 1000 كيلومتر/ساعة ما يعادل 0.8 ماخ، ويتراوح مداه بين 250 و560 كيلومترا حسب ارتفاع المقاتلة عند الإطلاق.
وكان صاروخ "SCALP EG"، قد عطل عام 2018 حصول مصر على دفعة ثانية من مقاتلات "رافال" الفرنسية، لعجز باريس عن تزويد الطائرات المتفق عليها بهذه الصواريخ بسبب الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن سرعان ما تم حل الأزمة.
وعقب الإعلان عن الصاروخ، تناولت العديد من التحليلات أهداف الإعلان وتوقيته، وهل هو موجه نحو إثيوبيا التي تتمسك بالملء الثاني لسد النهضة دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، وهو ما يمثل أكبر تهديد للكيان الدولة المصرية، إلا أن مجريات الواقع تأبى التسليم بأن السيسي سيدافع عن مصالح مصر الإستراتيجية في مياه النيل في إثيوبيا… وذلك نظرا لعدة أسباب:
أولها: التعاون الإستراتيجي المصري الفرنسي والتصعيد ضد تركيا، حيث اختتمت، مؤخرا، مصر وفرنسا فعاليات تدريب جوى مشترك، تم تنفيذه على مدار عدة أيام، بإحدى القواعد الجوية المصرية. وقال بيان المتحدث العسكري إن "هذه التدريبات تأتي في إطار تنمية العلاقات العسكرية والتعاون المشترك للقوات الجوية مع نظيرتها من الدول الشقيقة والصديقة". وأظهرت الصور مشاركة طائرات "ميج 29" الروسية التي تمتلكها مصر في المناورات القتالية. وخلال السنوات الماضية، كثفت مصر من إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع فرنسا، ومثلت صفقات التسليح العسكري "رأس الحربة" في العلاقات المصرية الفرنسية. وباتت باريس، أحد أهم مصادر التسليح المصري، بجانب الولايات المتحدة وروسيا.
وفي السياق نفسه شاركت طائرات مصرية مع روسيا تدريبا عسكريا في البحر الأسود بالقرب من تركيا..وهي رسائل ضمنية استهدفت تركيا التي تتقدم بخطى ثابتة في منطقة شرق المتوسط وفي ليبيا، حيث قلبت تركيا بتدخلها الوازن في الملف الليبي معادلات العدوان ومخططات السيسي وبن زايد في ليبيا.
ثانيا: إصرار السيسي على الحلول السلمية مع إثيوبيا، فعلى الرغم من الانتهاكات الإثيوبية لكافة المواثيق المنظمة لمياه النيل مع مصر إلا أن إصرار السيسي على الحلول السلمية، يؤكد أن السيسي لن يلجأ إلى الحلول العسكرية التي باتت مستحيلة مع نشر إثيوبيا التي تعد حليفا إستراتيجيا للصين وروسيا، وهو ما مكنها من نشر أنظمة دفاع جوي في نطاق سد النهضة.
كما أن مدى الصاروخ الجديد لا يصل إلى إثيوبيا التي تبعد عن مصر نحو 1000 كلم. ومن ثم فإن الإعلان عن الصاروخ بمثابة رسالة ليست لإثيوبيا التي تهدد أمن مصر القومي، وإنما موجهة إلى تركيا في البحر المتوسط، خاصة وأنها جاءت في إطار ختام التدريبات بين فرنسا ومصر. إلا إذا كان السيسي يخوض حربا دعائية لجذب شرعية في الأوساط المصرية التي باتت أشد لفظا لنظامه وسياساته الداخلية والخارجية.