تصريحات “شكري” حول فشل المفاوضات والتمسك بها.. تهرب من المسئولية أم تعبير عن العجز؟

- ‎فيأخبار

تصريح وراء تصريح يتوالى خلال الأيام الأخيرة من قبل أقطاب نظام الطاغية عبدالفتاح السيسي، زعيم الانقلاب العسكري، عن فشل مفاوضات سد النهضة، من وزير الري إلى وزير الخارجية، صاحب معارك ميكرفون الجزيرة. والإثنين 15 فبراير 2021م في اتصال هاتفي مع نظيره الفنلندي، يؤكد سامح شكري، وزير خارجية الانقلاب، أن مصر كانت تأمل في نجاح مساعي الاتحاد الإفريقي في إدارة ملف سد النهضة، إلا أن المفاوضات لم تثمر عن شيء ملموس ولم تأتِ بالنتائج المرجوة.
التصريح كارثي، ويعبر عن عجز النظام عن إيجاد مخرج للأزمة التي لا تهدد الأمن القومي المصري فحسب بل تهدد الوجود المصري ذاته؛ ولو كانت مصرية دولة محترمة حقيقية لجرى محاسبة رأس النظام والحكومة على هذا الفشل الذريع الذي وضع مصر وشعبها على مذبح الإثيوبيين ليقدمونا قربانا للقوى الدولية والإقليمية التي تسعى إلى إضعاف مصر وإنهاكها حتى تبقى عاجزة تستجدي الآخرين.
ولا ينسى المصريون أن توقيع السيسي على اتفاق المبادئ في مارس 2015، هو الذي قدم لأثيوبيا ما لم تكن تحلم به منذ عهد السادات ثم مبارك والرئيس محمد مرسي، إلى أن قدم السيسي الإنقاذ لمشروع سد القرن في إثيوبيا، بل وسلسلة سدود أخرى على النيل الأزرق ليحرم مصر في يوليو المقبل، من نحو 25 مليار متر مكعب من حصتها البالغة 55 مليار متر مكعب.
ورغم الجهود الإفريقية والضغوط الأمريكية “الشكلية” والمطالبات المصرية لأديس أبابا بوقف خطة إثيوبيا للملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل”2021″ ودون اتفاق مع مصر، وهو ما يمثل كارثة لمصر تهدد بجفاف نحو مليون فدان في دلتا النيل.
والسبت الماضي، قال سامح شكري، إن مصر لديها “سيناريوهات كثيرة” للتعامل مع أزمة سد النهضة حال إصرار إثيوبيا على موقفها بالاستمرار في الملء الثاني للسد. وأكد “شكري” في تصريحات مع الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية عمرو أديب، إصرار مصر على التوصل إلى اتفاق بخصوص السد الإثيوبي، مشيرا إلى أنه من الأفضل عدم التكهن بشيء سلبي فيما يخص بالملء الثاني للسد. وقال إن عدم التكهن بالسلبيات “لا يعني أن مؤسسات الدولة المصرية غير مدركة لهذا الاحتمال، وأنها تضع أسلوبا للتعامل مع هذه الفرضية”. وتابع: “لدينا سيناريوهات كثيرة في إطار التعامل، لكن كل وضع وله رد الفعل المناسب له”.
وهي تصريجات للاستهلاك المحلي ولتطمين الشارع المصري القلق من احتمالات انهيار منسوب النيل وتعرضهم للجفاف والتصحر، وسط عجز النظام العسكري. وقبل نحو أسبوع، قال سفير مصر لدى إثيوبيا “أسامة عبدالخالق”، إن بلاده تمارس نوعا من الصبر الإستراتيجي في التعامل مع أزمة سد النهضة. والأربعاء، قال وزير الخارجية الإثيوبي “جيدو أندارجاشيو”، إنه لا بديل عن الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل.
ومنذ سنوات، تخوض مصر والسودان وإثيوبيا مفاوضات متعثرة حول السد، حيث تصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم. فيما تصر مصر والسودان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثرهما سلبا، خاصة على صعيد حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
وتتبادل الدول الثلاث الاتهامات بخصوص تعثر المفاوضات حول السد. وتعد تصريحات المتتالية لنظام السيسي عن فشل المفوضات شهادة فشل للسيسي ونظامه وقراراته الكارثية التي ستتجرع بسببها مصر وملايين المصريين أنواع العذاب والجفاف والعطش والتصحر المترتب على ملء سد النهضة وحرمات مصر من حقوقها التاريخية في مياه النيل.