استضافة مصر مباراة الوداد و”كايزر تشيفز”.. السيسي يجلب سلالة كورونا القاتلة

- ‎فيأخبار

رغم الانتشار المتصاعد لفيروس كورونا، والتقارير الحكومية المتوقعة بزيادة تفشي كورونا خلال الفترة المقبلة، يمارس نظام الطاغية عبدالفتاح السيسي، رئيس الانقلاب العسكري، سياسات الاستهتار بحق الشعب المصري، بقرارات عشوائية أقرب للاستعراض والإستربتيز السياسي، بإعلان استضافة مصر لمباراة الوداد المغربي وفريق كايزر تشيفز الجنوب إفريقي، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم في مصر.
وكانت المباراة مقررة السبت على ملعب محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء، إلا أن السلطات المغربية رفضت السماح لكايزر تشيفز بدخول أراضيها جراء القيود الصارمة المفروضة على الرحلات الجوية القادمة من جنوب إفريقيا، بسبب تفشي السلالة الجديدة لفيروس كورونا.
انتحار شعبي

وأوضح الاتحاد المغربي في بيانه: "وجهت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رسالة إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بعد توصلها إلى اتفاق مع نظيرتها المصرية، تؤكد فيها استعدادها لاستضافة مباراة الوداد وكايزر تشيفز". وبحسب البيان "جاء ذلك بعد اتصالات مكثفة قامت بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رغم المدة القصيرة التي حددها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم". وشكر الاتحاد المغربي نظيره المصري "الذي لم يتوان عن الترحيب باستضافة المباراة تماشيا مع العلاقات الوطيدة التي تجمع بين الطرفين وباقي الاتحادات الأفريقية".
وكان الاتحاد الأفريقي "كاف" قد طالب الجهات المغربية بضرورة تحديد مكان وتاريخ وتوقيت إجراء المواجهة المذكورة في مهلة لا تتجاوز 24 ساعة، مع تحديده إعادة برمجة المباراة بين الفريقين بين 16 و20 فبراير الجاري في بلد محايد. وكانت مباريات المجموعة قد افتتحت السبت، حيث تغلب حورويا كوناكري الغيني على ضيفه بترو أتلتيكو الأنغولي 2-0.
وبحسب مراقبين، فان القرار المصري يمثل انتحارا شعبيا في ظل الإجراءات الصحية المنهارة والإمكانات الضعيفة التي يشكو منها المواطنون في المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية؛ وهو ما يهدد بتفشي السلاة الجديدة للوباء والتي تعتبر الأكثر خطورة والمنتشرة في جنوب إفريقيا وبريطانيا.
ارتفاع الإصابات

ويشكو عاملون بوزارة الصحة من رتفاع أعداد الإصابات اليومية المسجلة بفيروس كورونا، وتجاوزها 600 حالة يومياً، رغم انخفاض توافد المصابين إلى المستشفيات. ويُظهر تقرير للجنة الأزمة ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الإقبال على المطاعم والملاهي والمحال التجارية والمقاهي ودور السينما وكورنيش النيل بنسبة 40% ، مقارنةً بما كانت عليه الأوضاع حتى منتصف يناير الماضي.
وبحسب التقرير، لم تتغير نسبة إقبال المواطنين على أسواق الخضار والفاكهة، في وقت تراجع فيه استخدام وسائل النقل العام بنسبة 20% بسبب إغلاق الجامعات والمعاهد، عدا عن فترات العطلة. وكشف تقرير سابق أنّ الإقبال على الأماكن السياحية والشواطئ والفنادق شهد تراجعاً أكثر من 90% مقارنةً بالعام الماضي. وسجل التقرير الحالي زيادة بسبب السياحة الداخلية، حيث استقر الانخفاض عند 77%.
وبناءً على تلك النتائج، بات من الواضح أن ارتفاع أعداد الإصابات قد يمثل بداية لموجة إصابات جديدة. وتقول المصادر إن الإدارات المختصة في وزارة الصحة والسكان تتوقع ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات خلال شهر إبريل المقبل، بناء على عدد من المعطيات، أولها عودة الدراسة خلال مارس المقبل، وانتهاء فترة التحصين من الإصابة المقدرة علميا بمتوسط ثلاثة أشهر للنسبة الأكبر من المصابين حتى الآن، سواء المسجلون أو غير ذلك، وكذلك بسبب انتشار الإصابة بشكل أكبر في فترات التغير المناخي، معتبرة أن هذه التوقعات "كارثية" لتزامن الارتفاع المتوقع مع شهر رمضان وبعض الامتحانات.
وسجّلت مصر ارتفاعا بعدد الاصابات بحسب الأرقام الرسمية، وقد تجاوز عدد الاصابات إلى 171390، وعدد الوفيات 9804، في وقت وصل فيه عدد المتعافين إلى نحو 133331 شخصا، وهي الأرقام المشكوك في صحتها في ظل تصريحات لمسئولين بحكومة الانقلاب تؤكد أن الأرقام الحقيقية قد تصل إلى عشرة أضعاف هذه الأرقام الرسمية.
ومن جملة المآسي التي يعايشها المصريون مع حكم العسكر، استمرار فتح مصر لمطاراتها واستقبال الطائرات والسياحة من كل دول العالم، بل وتخفيض أسعار تذاكر شركة مصر للطيران بنسبة تجاوزت 55% لتشجيع السياحة وزيارة مصر، فيما تغلق دول العالم مطاراتها وتفرض إجراءات مشددة على حركة الطيران والدخول إليها كإجراء احترازي، وهو ما تطبقه دولة كالسعودية ترفض دخول أي أحد إليها سوى الأطقم الطبية وأبناء السعودية فقط بالخارج.

ولعل ما تسبب في كوارث كورونا بمصر وارتفاع نسب الوفيات بها، في أول موجة هو استمرار استقبال مصر للطيران والسياح من الصين ومن كل دول العالم، حتى بعد الإعلان عن إصابة الصينيين بمصر بالفيروس، حيث استمرت الوفود المصابة بكورونا في استكمال برامجها السياحية في الأقصر وأسوان وفي شرم الشيخ.

مخاطر بالجملة
ومؤخرا، توصل خبراء بجنوب إفريقيا، إلى أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا، والتي أدت إلى حدوث طفرة في أعداد حالات الإصابة في البلاد، أكثر قابلية للعدوى من السلالات السابقة. هذه السلالة باتت موجودة في 20 دولة وإقليما ومنطقة.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء يوم الثلاثاء (19 يناير 2021) عن سالم عبد الكريم، وهو رئيس مشارك للجنة الاستشارية الوزارية لشؤون مرض "كوفيد-19" بجنوب إفريقيا، أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي تحمل اسم "501 – في2" وتم التعرف عليها في ديسمبر الماضي، "يمكنها الالتصاق بالخلايا البشرية بصورة أكثر كفاءة" عن سابقاتها من السلالات، وهذا يساعد في تفسير ما يبدو أنه انتشار أسرع للمرض بنحو 50 %.
وكانت حالات الإصابة بمرض "كوفيد-19" الناتج عن الإصابة بالفيروس، بدأت تتسارع بجنوب إفريقيا، في نوفمبر الماضي. وفي الشهر التالي أعلن العلماء اكتشاف السلالة الجديدة. وكانت هذه السلالة القوة الدافعة الرئيسية للموجة الثانية من إصابات كوفيد-19 على مستوى البلاد والتي رفعت معدل الإصابات اليومي إلى ذروة جديدة زادت عن 21 ألف حالة في يناير الماضي.
وهذه السلالة واحدة من عدد من السلالات الجديدة التي تم اكتشافها في الشهور ألأخيرة ومن بينها سلالتان أخريان في إنجلترا والبرازيل يخشى العلماء أن تكونا وراء زيادة سرعة انتشار كوفيد-19.
تلك المخاطر المحتمل توطينها بمصر عبر استضافة المباريات أو الوفود السياحية من جنوب إفريقيا، تؤكد عنجهية السيسي واستهتاره في التعامل مع قضايا عموم المصريين، وجلبه المخاطر لهم لكي يتخلص من أكبر عدد منهم بالأوبئة والأمراض المعدية.