جدارا شرم الشيخ والعاصمة الإدارية.. تكريس الفصل العنصري بين المصريين

- ‎فيتقارير

أعلنت محافظة جنوب سيناء أن شرم الشيخ، المنتجع الأكثر شعبية في شبه جزيرة سيناء وعلى البحر الأحمر، قد تم إحاطته بالكامل بسياج الأسلاك. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات في نوفمبر 2019 بأن حكومة الانقلاب تخطط لبناء جدار فولاذي ارتفاعه 7 أمتار (23 قدما) حول العاصمة الإدارية الجديدة، التي يبنيها الجنرال الطاغية عبدالفتاح السيسي، الذي اغتصب حكم مصر بانقلاب عسكري منتصف 2013م، لكن سرعان ما نفت حكومة الانقلاب هذه الشائعة، ومع ذلك، انتهى الأمر بحكومة السيسي إلى إقامة حاجز آخر حول منتجع شرم الشيخ، في محافظة جنوب سيناء، يتكون من جدار خرساني وسياج من الأسلاك.
وفي 9 فبراير، أصدر صهر المنقلب السيسى محافظ الانقلاب بجنوب شبه جزيرة سيناء خالد فودة، بيانا صحفيا أعلن فيه أن شرم الشيخ، أهم وأشهر منتجع سياحي في جنوب سيناء وعلى البحر الأحمر، قد أحيطت تماما بسياج سلكي يمتد على بعض الأعمدة الخرسانية بطول 36 كلم وارتفاعها 6 أمتار، مشيرا إلى أن الجدار يهدف إلى ضمان أمن وحماية السياح والمقيمين في شرم الشيخ.

ردود فعل غاضبة
وأثارت أنباء الانتهاء من بناء الجدار ردود فعل غاضبة بين بعض المواطنين والمقيمين والعمال في شرم الشيخ، بالإضافة إلى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. وقال محمد فخري، الصحفي في صحيفة "الجمهورية"، على فيسبوك في 11 فبراير: "مع الجدار حول شرم الشيخ، أصبحت مصر أول دولة في العالم تبني جداراً فاصلا داخليا بين مدن دولة واحدة، دون حرب أو احتلال أو تقسيم، لقد هدمت الدول الأوروبية جميع الجدران والحواجز على الحدود بين الدول ونحن نبنيها داخل نفس الدولة بين المدن والمحافظات".
واعتبرت العديد من المشاركات والتقارير التلفزيونية للقنوات المعارضة، أن الجدار يكرس الفصل العنصري بين أبناء سيناء، وخاصة الفقراء، والمنتجع السياحي، مؤكدة أن حكومة السيسي تسعى لاستخدام الجدار لصالح فئات معينة من المجتمع المصري والأجانب.

تعزيز الأمن والحماية
وزعم أحمد الشرقاوي، نائب رئيس نقابة العاملين في السياحة والفنادق السابق، لـ"المونيتور" أن الجدار لا يهدف إلى عزل أو خلق أي فصل عنصري، كما يدعي البعض، لأنه يوفر عنصر حرية الحركة من وإلى المدينة، حيث إن لديه أربع بوابات تسمح للناس بالدخول أو المغادرة بتدابير أمنية معتدلة وغير معقدة ، تماما كما التدابير المتخذة قبل دخول أي مركز تجاري.
وأضاف أن ما قصده فودة – عندما قال إن الجدار يهدف إلى تعزيز الأمن والحماية للسياح في شرم الشيخ – هو أنه سيعزز الخصوصية التي تهم جميع السياح. وأوضح "سواء كنت سائحا مصريا أو أجنبيا، غنيا ومقيما في فندق فخم، أو مقيما في شقة أو فندق متواضع، أو عامل، أو موظف كبير، سيكون لك الحق في دخول شرم الشيخ، فالسور موجود فقط لمنع المتسللين من مضايقة السياح والمقيمين، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي".
ومع تفشي وباء الفيروس التاجي وتراجع السياحة حول العالم، بلغت نسبة الإشغال في فنادق شرم الشيخ نحو 35٪ من إجمالي طاقتها السياحية، وفقا لجمعية مستثمري جنوب سيناء.

عديم الفائدة
وكانت كيلي ولمسلي، مديرة منتجع ريكسوس في شرم الشيخ، قد أبلغت الصحافة في فبراير 2019 بأن أمن وخصوصية السياح كانت مصانة بالفعل من خلال نقاط التفتيش على طول الطرق المؤدية إلى شرم الشيخ، ناهيك عن كاميرات المراقبة على جميع طرق المدينة؛ مما يعني أن المدينة لم تكن بحاجة إلى السياج لتوفير المزيد من الأمن والخصوصية للسياح أو السكان.
وشددت محافظة جنوب سيناء الإجراءات الأمنية في شرم الشيخ، خاصة بعد تدمير رحلة "متروجيت" الروسية رقم 9268 في سماء سيناء في أكتوبر 2015، مما أسفر عن مقتل 217 سائحا وسبعة من أفراد الطاقم، وتصر السلطات الروسية على أنه كان هجوما إرهابيا، في حين أن التحقيقات المصرية في الحادث لا تزال جارية. وبما أن السلطات الروسية تعتقد أن الحادث وقع نتيجة عمل إرهابي، فإن موسكو حظرت الرحلات الجوية من وإلى مطار شرم الشيخ، بدعوى التأكد من أن المطار يتبع جميع التدابير الأمنية المطلوبة، قبل أن تقرر استئناف الرحلات إليه مؤخرا.
https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2021/02/sharm-el-sheikh-egypt-wall-wire-tourism-security.html