من “عبدالناصر” لـ”السيسي”.. “الزيادة السكانية” شماعة العسكر لتبرير الفشل المتواصل

- ‎فيتقارير

منذ انقلاب العسكر الأول فى 23 يوليو 1952 وشماعة الزيادة السكانية حاضرة لدى العساكر لتبرير فشلهم الاقتصادى الذريع، وصار على دربهم نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، حيث يزعم أن الزيادة السكانية هى أم المشاكل فى مصر، وأنها هى السبب فى تعطيل مسيرة الإنجازات (الفنكوشية) التى لا يتوقف عن الإعلان عنها ويجبر المطبلاتية على التصفيق لها والمدح فيها، والزعم بأن هذه الإنجازات الفنكوشية لم تشهدها مصر فى تاريخها كله!.
ورغم هذا التطبيل يفاجئ السيسي وعصابته المصريين باتهامهم بأنهم السبب فى فشل التنمية وتراجع الإنجازات بسبب إصرارهم على كثرة الإنجاب؛ فيما يبدو أنه مخطط سيساوى جديد لقطع خلفة المصريين بإملاء من صندوق النقد الدولى، يستهدف به إرضاء النظام العالمى الذى تقوده الولايات المتحدة؛ وبالتالى الحصول على قروض جديدة وتوريط المصريين فى الحاضر والمستقبل فى دوامة الديون، ورهن القرار السيادى المصرى بالدائنين الأجانب، كما جرى في عهد الخديو إسماعيل وتوفيق والذي أدى إلى الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1881م.
هذه الاتهامات تكشف أن الأزمة السكانية المزعومة ستظل هى شماعة العسكر لتعليق فشلهم وفسادهم، وذلك تكرر بنفس العبارات منذ زعيم الانقلابيين جمال عبدالناصر وحتى السفاح عبدالفتاح السيسي.
السيسى نفسه تحدث عن فشله بحجة الزيادة السكانية وخاطب المصريين قائلا : "بتحملوا أنفسكم والدولة فوق طاقتها"، بحسب تعبيره. وزعم أن موضوع النمو السكانى مهم جدا، ومن فضلكم ساعدونا فيه، ونفهمه كويس أوى، وأهلنا في الريف والحضر، وأهلنا في كل مكان، صدقنى أكثر من طفلين مشكلة كبيرة جدا. بحسب تصريحاته.
وأضاف: "هو أنتم في 2011 عملتوا ثورة، وخرجتوا علشان تحسنوا من أحوالكم، كان المفروض إن الناس تعرف إن الأحوال مبتتحسنش، إلا إذا كان معدل نمو السكان يتناسب مع قدراتنا، لو إحنا 100 مليون نسمة النهاردة، أنا بقولكم الرقم المناسب تريليون دولار يعنى 16 تريليون بالجنيه المصري، ده الرقم اللى يتناسب مع عدد سكاننا، ولو الرقم مش موجود يبقى لازم تعرفوا إن هذا الوضع هيؤثر على كل القطاعات بشكل سلبى ولن تجدوا ما تتمنوه". وفق زعمه.
وزعم السيسي ان النمو السكانى أمن قومى، اللى هو في الآخر بيخلى الناس تبقى مش راضية، وبالتالي يكون مُستفز، ومن الممكن أن يعبث أحد بعقله، وأن ما هو فيه هو عيب دولة وعيب حكومة، ولكن اللى إحنا فيه هو ظروف حالتنا، أنا أجيب ولادى أرميهم في الدنيا يضيعوا منى لا عارف آكل ولا أشرب ولا أهتم ولا عارف هيشتغلوا إزاى بعد كدة، ونلاقى بلدنا 50% منها عشوائيات، وبنبنى على أرض زراعية عشان نسكن ولادنا معانا، ونأكل الأرض اللي بناكل منها، والله انتوا بتحملوا نفسكم وأولادكم والدولة أمر فوق طاقتها، وبالتالي تثوروا وتخرجوا للشوارع تهدوا بلادكم ويفضل المسلسل شغال خراب في خراب" وفق تعبيره.

المطبلاتية
كلمات السيسي تلقفها المطبلاتية، وقاموا بحملة لجلد الشعب المصرى واتهامه بأنه السبب فى فشل التنمية، لدرجة أن الإعلامى الانقلابى تامر أمين، تطاول على الصعايدة واتهمهم باتهامات غير لائقة وتسيء لكل المصريين.
وفى هذا الإطار زعم محمد مختار جمعة، وزير أوقاف الانقلاب أن تنظيم النسل في واقعنا الراهن ضرورة شرعية، وأنه يدخل في عمق مفهوم الأخذ بالأسباب الشرعية!
وخصص وزير الأوقاف الانقلابى خطبة الجمعة الماضية بمسجد عصمت السادات بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، والتي قبلها، لهذا الموضوع تحت عنوان: "تنظيم النسل قضية أخذ بالأسباب الشرعية"، مدعيا أن حكم تنظيم النسل ليس ثابتا، ففى الدول التى بها مساحات كبيرة وتحتاج نسلا كثير فهو ليس بالضرورة تنظيم النسل. أما إذا كان فى دول بها أعداد كثيرة فهو ضرورة أن يطبق فى تلك الدول حفاظا عليها وفق تعبيره.

الحد من النسل
مفتى العسكر شوقى علام والذى لا يفوت فرصة للتطبيل للسيسي زعم أنه لا مانع من اتخاذ دولة العسكر ما تراه من وسائل وتدابير لتنظيم النسل، فى إشارة واضحة لإباحته فرض عقوبات على كل من ينجب أكثر من طفلين.
وزعمت دار الإفتاء أنه ‏من الخطأ الاستدلال بقوله تعالى "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ" كحُجة على تحريم تنظيم النسل"، زاعمة أن ‏تنظيم النسل لا حرج فيه قياسًا على «العزل» الذي كان معمولًا به في العهد النبوي وما بعده"، و‏الكثرة من غير قوة داخلة في الكثرة غير المطلوبة والتي هي كغثاء السيل وفق تعبيرها.
وقالت: باستقراء آيات القرآن يتضح أنه لم يرد فيه نصٌّ يُحرّم منع الحمل أو الإقلال من النسل، وإنما ورد فى سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما يفيد ظاهرُهُ المنعَ، ويظهر ذلك جليًّا من مطالعة أقوال فقهاء المذاهب وكتب السنة الشريفة في شأن جواز العزل.
وزعمت دار الإفتاء أن العزل كوسيلةٍ من وسائل منع الحمل جائزٌ، وأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعزلون عن نسائهم وجواريهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ذلك بَلَغَهُ ولَمْ يَنْهَ عنهُ؛ وإذا كان الأمر كذلك فإن جواز تنظيم النسل أمرٌ لا تأباه نصوص السنة الشريفة؛ قياسًا على جواز العزل في عهد الرسول صلوات الله عليه وسلم. وتتجاهل دار الإفتاء الفروض بين تنظيم النسل باعتباره أمرا جائزا والحد من النسل وتحديده باعتباره أمرا غير جائز، بالتالي يجري استخدام المصطلح الأول " تنظيم النسل الجائز" للتسويق للأمر الثاني غير الجائز وهو "تحديد النسل".

خطر كبير
وفى سياق التطبيل، زعم فخري الفقي، مستشار صندوق النقد الدولي السابق، أن الزيادة السكانية خطر كبير يهدد مستقبل النمو الاقتصادى، مشيرا إلى أن مصر تسعى إلى ستغلال النمو السكاني وتحويله إلى نعمة وليس نقمة، خاصة وأن النمو السكاني يلتهم أي نمو اقتصادي وفق تعبيره. وأضاف الفقى فى تصريحات صحفية، أن دولة العسكر تقوم حاليا باستغلال النمو السكاني في إعادة إعمار مصر، خاصة وأن هناك أكثر من 93% من مساحة مصر غير مستغل، مشيرا إلى أن دولة العسكر تتجه لإنشاء 20 مدينة جديدة ، لتوفير مساكن للشباب والأجيال القادمة، حيث تستهدف استغلال نحو 5% من مساحة مصر غير المؤهولة بالسكان خلال الـ10 سنوات المقبلة بحسب زعمه.كما زعم أن دعم دولة العسكر للقطاع الخاص أصبح قويا في ظل اعتماد القطاع الخاص على ملايين الشباب في تشغيل المصانع والقيام بالوظائف المختلفة، موضحا أن البنك المركزي أصدر عددا من المبادرات لدعم القطاع الخاص والحفاظ على كافة العاملين بهذا القطاع وفق تعبيره.