الإسكان الاجتماعى والإسكان المتوسط كان يمثل حلما للمواطنين الغلابة من أجل الحصول على شقة يسكن فيها المواطن الفقير أو متوسط الدخل مع أسرته تحميه من الإيجارات المرتفعة التى لا يستطيع دفعها فى ظل تراجع الدخول وعدم قدرته على توفير الاحتياجات اليومية لأبنائه. لكن نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي الذى أفسد كل جوانب الحياة ودمر كل شيء جميل فى مصر حول حلم الغلابة إلى كابوس، وكلف شركات مقاولات لبناء هذه العقارات تمارس نوعا من البلطجة والاحتيال على المواطنين الذين يفاجئون بمجرد استلام الشقق بعد عناء وانتظار سنوات بسوء تشطيبات الوحدات والخدمات والمرافق، ورفض هذه الشركات تلبية مطالب أصحاب الوحدات وإصلاح العيوب المسجلة بمحاضر الاستلام.
كما تتهرب بعض الشركات من تسليم الوحدات السكنية لمستحقيها في المواعيد المحددة، وهو ما وصفه أصحاب الوحدات بـ«بلطجة شركات المقاولات» منتقدين حالة الصمت غير المبرر من جانب أجهزة تلك المدن المسئولة عن الإشراف على تسليم الوحدات لمستحقيها.
فى مدينة 6 أكتوبر الجديدة، شهد مشروع الإسكان الاجتماعي بمنطقة الـ800 فدان، تهرب شركات المقاولات من تسليم الوحدات المدرجة في جداول التسليم لمستحقيها في المواعيد المقررة، فضلًا عن امتناع جهاز المدينة عن تنفيذ أعمال الزراعة والمسطحات الخضراء في قطاعات المشروع؛ مما تسبب في حالة من الغضب والسخط بين أصحاب الوحدات. وقال رمضان أحمد، أحد الملاك بالمشروع: وزارة الإسكان بحكومة الانقلاب خصصت لي الشقة رقم 22 بالعمارة رقم 390 بقطاع د بمنطقة الـ 800 فدان، وعندما ذهبت لاستلام الوحدة من شركة "النهضة" المسئولة عن الموقع تبين لي وجود ملاحظات على التشطيب. وأضاف: قمت بمقابلة المهندسين المسئولين عن التسليم بالشركة، وذكرت لهم الملاحظات، لكن لم يتم تنفيذ تلك الملاحظات أو إصلاح عيوب التشطيب. وأكد أنه قام بالاتصال بهم عشرات المرات لكنهم لا يردون، وهو على هذا الحال منذ شهر كامل، ولم يتمكن من استلام الوحدة حتى الآن.
وقال عبد اللاه ناصر، أحد ملاك المشروع، إنه تم تخصيص وحدة سكنية له بمنطقة الـ800 فدان قطاع د ، ضمن العمارات التابعة لشركة الجيزة للمقاولات، ورغم أن العمارات تم إدراجها بجدول التسليم في شهر 12 لسنة 2020 إلا أن الشركة لم تسلمها لمستحقيها حتى الآن. وطالب ناصر رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر الجديدة بضرورة تحري المصداقية والشفافية قبل إعلان مواعيد تسليم العمارات؛ مؤكدا أن الشركات لم تلتزم بهذه المواعيد.
وفى مدينة 15 مايو، تتكرر نفس الشكاوى؛ حيث يقول عماد هيبة، أحد الملاك بمشروع الإسكان الاجتماعي بالمدينة، إنه تم تخصيص وحدة سكنية له بمشروع الـ290 فدانًا وبالتحديد العمارة رقم (9) والتى تتولى تنفيذها شركة البدري للمقاولات. وأشار إلى أنه حصل على محضر استلام الشقة من جهاز المدينة منذ حوالي شهر ونصف، ومع ذلك لم تقم الشركة بتسليمه الوحدة المخصصة له رغم أنها ضمن جدول التسليم بجهاز المدينة.
وأكد أنه عند ذهابه لاستلام الشقة لم يقابله سوى خفير الموقع، ووجد أن الوحدة السكنية لا تصلح للعيش، حيث تبين وجود كسور في سيراميك الأرضية، بالإضافة إلى أن سيراميك حوائط الحمام والمطبخ لم يركب بشكل جيد، فضلًا عن رداءة الأبواب والنوافذ، لافتا الى أنه سجل ملاحظات بالعيوب التي يجب إصلاحها بالوحدة السكنية وسلمها لخفير الموقع، ومنذ ذلك الوقت لم يتمكن من مقابلة مهندسي الشركة المسئولين عن التسليم، ولا من استلام وحدته.
وفي مدينة العبور الجديد، تحول مشروع «سكن مصر» للإسكان المتوسط، إلى كابوس؛ بسبب سوء تشطيبات الوحدات، وتأخر التسليم عن المواعيد المقررة. وفي هذا الصدد، قال ربيع القنيط، أحد الملاك بالمشروع: لا أفهم معنى أن يكون هناك مشروع مثل "سكن مصر" به من الإهمال ما به ولا يشعر أي مسئول من مسئولى الانقلاب بما يحدث، ولا أعني هنا جهاز المدينة أو هيئة المجتمعات العمرانية فهما يعرفان كل شيء.
وأضاف: هذا المشروع وضع فيه الكثير من الحاجزين كل مدخراتهم من أجل امتلاك شقة، ولا تندرج هذه الشقق تحت مسمى إسكان اجتماعي؛ لأن تكلفتها تزيد عن شقق القطاع الخاص الممتازة، مؤكدا أنه رغم ذلك إلا أن العيوب بالمشروع كثيرة وظاهرة. وطالب مسئولى الانقلاب، بزيارة الموقع والاستماع لمن سكن هذا المكان ومن ينتظر، للتأكد من حجم الكوارث الموجودة في جودة البناء والتشطيب، بل والمحيط الكامل بالمكان والطرق، معربا عن أسفه لأنه لا شيء هناك يوحي بأمل في مكان كان الجميع يحلم به وفق كراسة الشروط التي على أساسها تم الشراء، ناهيك عن التأخر عن مواعيد الاستلام.