بعد “فرعنة” إثيوبيا وانبطاح الخائن أمام سد النهضة.. ماذا لو كان الخصم تركيا؟

- ‎فيتقارير

أمام مصر والسودان ثلاثة أشهر تفصل عن موعد المرحلة الثانية من ملء خزان سد النهضة الإثيوبي المقررة في شهر يوليو المقبل، لاتخاذ الإجراءات اللازمة دبلوماسيا أو عسكريا لمنع إثيوبيا من الإقدام على هذه الخطوة التي ستشكل خطرا وجوديا على البلدين.
جميع الحلول والوساطات الدبلوماسية التي قامت بها الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي، والاتحاد الإفريقي فشلت بسبب الرفض الإثيوبي، وتبين أن حكومة آبي أحمد الحالية تراهن على كسب الوقت، وترفض أي تنازل يحفظ حقوق المصريين التي تنازل عنها السفاح السيسي في اتفاق عام 2015 .
في سبتمبر من عام 2019، ومن على منصة الأمم المتحدة أعلن السفاح السيسي أمام العالم أن "نهر النيل يمثل بالنسبة لمصر مسألة حياة أو موت"، بينما يمثل سد النهضة قضية تنمية لإثيوبيا، أما ما حدث قبل وبعد هذا التاريخ فانبطاح بالكامل، ما يطرح تساؤلا حول أسرار ذلك الاستسلام للإرادة الإثيوبية التي نفذت ما وعدت به حرفيا.

تركيا نموذجا
"علينا أن نكون أقوياء ليس اقتصاديا وسياسيا فحسب؛ بل في المجالين العسكري والدفاعي أيضا"، هكذا يخط الرئيس "المنتخب" رجب أردوغان طريقا لتركيا، موضحا أن تركيا لا تملك خيارا في امتلاك قوة بحرية ضاربة، من أجل حماية مواطنيها ومواطني جمهورية قبرص التركية وحقوق أصدقائها في المنطقة.
وخلافا لانبطاح السفاح السيسي أمام إثيوبيا، قال أردوغان بنبرة حاسمة إن هناك بعض الأطراف التي تعتقد أن تركيا ما تزال تلك الدولة الضعيفة كما في الماضي، وتتوهم أنها قادرة على فرض هيمنتها عليها مجددا.
وشدد على أن تركيا باتت دولة تتمتع بالقوة، وذات بنية تحتية متطورة في كافة المجالات، وتمتلك الإرادة فيما يتعلق باستخدام حقوقها السيادية، وتدرك مدى قوتها وحجم إمكاناتها.
وبينما يعتدي السفاح السيسي على سيادة جارته ليبيا لإجهاض الثورة، جدد أردوغان تأكيده عدم وجود أطماع لتركيا في حقوق وثروات وأراضي الآخرين، وأن غايتها الوحيدة حماية حقوقها ومصالحها، وتابع: “لن نتردد أبدا في الرد بقوتنا المشروعة النابعة من القانون الدولي على من يواجهوننا بالإملاءات”.
من جهته يقول الدكتور عماد الوكيل :"سيبك من موضوع إنك بتكره أو بتحب أردوغان بالله عليك لو إثيوبيا عملت سد على تركيا كان زمان أردوغان عمل إيه في السد و في أتخن شنب في إثيوبيا"؟
مضيفا: "أقسم بالله كان زمان الطيران التركي بيهبد في السد و بيدوروا على أبي احمد مش لاقينه تحت ركام العاصمة أديس أبابا…".
وتعتبر أديس بابا السيادة على السد خط أحمر، وتؤكد أنها ستمضي قدما في المرحلة الثانية سواء باتفاق أو بدونه، لقد فقدت مصر بخيانة عصابة الانقلاب شريان الحياة واصبح التهديد بالفناء امر واقع وحكومة الانقلاب الفاشلة تبحث عن بدائل لنهر النيل وهي تعلم يقينا أن لا بديل للنيل.

خطة الفشلة
إجراءات السفاح السيسي التي أعلنها الفشلة تتمثل في ترشيد استخدام المياه تبدأ برفع سعرها مع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي والزراعي والتوسع في تحلية مياة البحر، وكلها حلول مكلفة ولن تغني عن مياه النيل؛ فحجم مياه الشرب المستخدمة في مصر تقدر بـ 5 مليار متر مكعب، لن تستطيع الدولة توفيرها بالتحلية لأن عمليات التحلية مكلفة ماليا ولا توجد لدى الدولة وفرة في العملة الصعبة لاستيراد المواد الخاصة بالتحلية.
أما الحديث عن تبطين الترع لتقليل الفاقد في المياه ليس حلا لنقص المياه الواردة لمصر كما أنها تتكلف أكثر من 50 مليار جنيه كحد أدنى لتبطين 20 ألف كيلو متر كما قال قائد الانقلاب.
وتتبع حكومة الانقلاب أسلوب الهروب من مواجهة الأزمة وتعلن حربها علي المواطن، فلا رفع الأسعار ولا تبطين الترع ولا العقوبات التي توعدت بها الشعب ستكون حلا ناجزا للأزمة أو بديلا لمياه النيل.
وتتمسك عصابة الانقلاب بالتفاوض وإعلانه ذلك في أكثر من لقاء أنه لا يملك إلا التفاوض والتفاوض قد أعطي إثيوبيا مزيدا من القوة والتحكم في مسار التفاوض، لأنها تأكدت أنها أمام نظام وضع حدا أقصي للتعامل مع الكارثة وهو التفاوض.
الخنوع والخصوع التام أمام إثيوبيا خلال السنوات الماضية يعد جريمة مكتملة الجوانب من جانب السفاح السيسي وعصابته ، وحديثه للشعب قائلا :"عارف نكم قلقين لكن بقولكم لا تقلقوا اطمأنوا تماما. هو أنا ضيعتكم قبل كده عشان أضيعكم تاني اطمأنوا كل الخير إن شاء الله".
أسلوب المسكنات واللعب علي المشاعر لم يعد يجدي نفعا فمصير أكثر من 100 مليون مصري مهددين بالجوع والعطش أصبح أمرا واقعا، فمن تسبب في الكارثة عليه إيجاد الحل.