رابطة ليهود الخليج.. محاولات صهيونية لتسويق التطبيع الشعبي بعد فشل تطبيع الحكام

- ‎فيعربي ودولي

لم يفلح الصهاينة عقب تطبيعهم العلاقات مع مصر والأردن في اختراق المجتمعات العربية. ولا يزال الشعب المصري يعتبر الدولة الصهيونية "عدوا"، لهذا سعى الصهاينة للتعلم من التطبيع الأخير مع 4 دول عربية بالسعي لاختراق المجتمعات العربية بتطبيع شعبي.

ضمن هذا المخطط أسست دولة الاحتلال الصهيونية "رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية" (AGJC)، التي تجمع ما قالت إنهم يهود دول مجلس التعاون الخليجي، في أعقاب تطبيع العلاقات مع دولتين خليجيتين (الإمارات والبحرين) والسعي لتطبيعها مع باق الدول الرافضة.

ويقول الصهاينة إن هذه الرابطة التي سيقودها كبير حاخامات المجلس اليهودي الإماراتي الدكتور إيلي عبادي، وإبراهيم نونو، وهو رئيس الجالية اليهودية في البحرين، من أهدافها "نمو وازدهار الحياة اليهودية في دول الخليج" وتقديم خدمات ليهود الخليج.

وزعمت وسائل الإعلام الصهيونية أن "الغرض من الرابطة الجامعة  تقديم الخدمات الدينية (فتاوى وطعام كوشير ودفن وغيره) لليهود الذين يأتون إلى البلدان المعنية في الخليج، سواء للاستقرار أو السياحة بعدما وقعت الإمارات والبحرين العام الماضي اتفاقيات تطبيع".

وأن الرابطة ستؤسس محكمة يهودية لقضايا النزاعات المدنية  والأحوال الشخصية، والطقوس اليهودية، إضافة إلى تسوية المنازعات التجارية، وفقا لما قاله موقع الرابطة عبر الإنترنت، ووكالة لاعتماد الطعام الحلال (الكوشر) في جميع أنحاء دول الخليج الست، بعدما بدأت مطاعم إماراتية تقدم فروعا للطعام اليهودي يشرف عليه حاخامات يهود.

التدخل اليهودي بالخليج

وقد فضحهم الدكتور عبد الله النفيسي المفكر الكويتي قائلا: "ليس هناك جاليات يهودية في الخليج Jewish Communities) وهم يعلمون ذلك ولكن يوجد "تسويق marketing ) وهذا المصطلح واستقراره في الوجدان الإعلامي الخليجي يمهّد لتدخلاتهم المستقبلية في الخليج فلينتبه الغنم ".

وأضاف، في تغريدات علي حسابه علي تويتر 16 فبراير 2021 "نقول للغنم الذين طبّعوا مع الصهاينة أن التطبيع هو بعث أدبي واعتباري لبني قُريظة وبني النضير وبني قينقاع (يهود المدينة) وإعلان قيام (رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية Association of Gulf Jewish Communities) هو بداية الحصاد المرّ للتطبيع".

https://twitter.com/DrAlnefisi/status/1361506686398259203

ويؤكد نشطاء عرب أن الغرض من هذه الرابطة هو الاختراق الصهيوني للمجتمعات الخليجية، مدللين على هذا بتسميتها رابطة لـ "المجتمعات" وليس "الجاليات" اليهودية.

وهو ما اعترف به "إيلي عبادي" رئيس الرابطة لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قائلا إنها "فرصة لأن تنفتح هذه المنطقة على وجود المجتمع اليهودي"، و"سنحاول الحصول على البنية التحتية اللازمة للمجتمع اليهودي في دول الخليج".

وأشار إلى أن نظام الإمارات كان داعما لفكرة إنشاء رابطة للمجتمع اليهودي، موضحا: "أخبروني أنهم مستعدين للدعم بكل ما أحتاجه".

لذلك حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، من خطورة تأسيس حكومة الاحتلال الصهيوني، ما يسمى "رابطة المجتمعات اليهودية في دول الخليج"، واعتبرته إختراقا صهيونيا وتكريسا للحضور في المجتمعات الخليجية.

وقالت في بيان: "الخطوة (الإسرائيلية) تهدف إلى تكريس الحضور في منطقة الخليج ويؤدي الى مزيد من التخريب الأمني والاجتماعي".

وشددت حماس علي أن "المصوغات التي أعطيت لعمل الرابطة "تبريرات مخادعة لا تخفي حقيقة الدور الصهيوني التخريبي في المنطقة".

30 يهودي سري في الخليج

اعترف رئيس الجالية اليهودية الجديد بالخليج "إبراهيم النونو" في تصريح لصحيفة جيروزاليم بوست أنه: "لا توجد جاليات حقيقية في السعودية أو الكويت، ولكن هناك أشخاص يهود يمكننا تقديم جميع أنواع الخدمات لهم".

ومع هذا يروج الصهاينة لوجود مئات اليهود في الخليج، في حين تشير تقديرات خليجية إلى أن كل يهود الخليج الحاليين عددهم لا يزيد علي 30 شخصا في الدول الستة (في مصر حاليا باق 8 يهود فقط)، وأنهم يخفون هويتهم اليهودية، وبعضهم من العاملين هناك.

وقد زعمت صحيفة جيروزاليم بوست 15 فبراير 2021 أن الجاليات اليهودية في البحرين والإمارات هي الأكبر في المنطقة، ولكنها اعترفت بأنهم موظفين وعمال يهود في شركات أجنبية تعمل في هذه الدول الخليجية، ونقلت عن عضو بالكنيست (الإسرائيلي) أنه كان يوجد في عمان 40 يهوديا، ويوجد الآن 19 فقط.

وتحدث عضو الكنيست عن "قلة من اليهود" في الكويت والمملكة العربية السعودية وقطر "حتي أنهم يجدوا صعوبة في تعريف أنفسهم كيهود علانية"، بحسب قوله.

وسبق أن زعم حساب "إسرائيل في الخليج"، الافتراضي لسفارة صهيونية في الخليج على تويتر عام 2019 أن عدد اليهود الذين يعيشون في الدول العربية والإسلامية بلغ 27 ألفا، مقارنة بعدد يهود العالم كله، وهم 14 مليون و700 ألف نسمة.

وقالت دولة الاحتلال في وقت سابق، إن 130 ألف (إسرائيلي) زاروا الإمارات، منذ التوقيع على اتفاق التطبيع في سبتمبر 2020.

وخلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كان الخليج العربي مقصدا  لجاليات يهودية فرّت من مناطق مجاورة بسبب سوء معاملة بعض الحكام، أو من كوارث طبيعية وقعت حيث تقيم، أو رغبة منها في تحسين أحوالها المعيشية.

وبحسب مراجع تتحدث عن يهود الخليج، استضافت البحرين في النصف الثاني من القرن الثامن عشر مجموعة من يهود اليمن والهند تراوح عدد أفرادها بين تسعة وعشرة آلاف، وبنوا معبدا صغيرا.

كما هاجر يهود من العراق إلى عمان في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وكذلك خلال العقد الثالث من القرن التاسع عشر، بسبب الشدة التي استخدمها معهم والي بغداد داوود باشا، وتلتها هجرات أخرى عام 1830 بسبب تفشي مرض الطاعون، وعام 1831 بسبب فيضان نهر دجلة.

وتشير إحصائية ذكرها المستشرق الفرنسي فيتال كينيه في أحد كتبه، لوجود نحو 50 يهوديا من أصل 20 ألف نسمة في الكويت في عام 1890، ويقدر عددهم بما يقارب 100 عائلة حاليا.

وبحسب أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الكويت ومؤلف كتاب اليهود في الخليج د. يوسف المطيري، فقد بلغت أعداد اليهود في الكويت أثناء الحرب العالمية الأولى نحو 200 أسرة، أي بين 800 إلى ألف فرد، هاجم أغلبهم لاحقا عامي 1930 و1947، فيما قدرت أعدادهم في البحرين بين 600 إلى800 فرد.

ابنة رئيس الجالية سفيرة للبحرين

وسبق أن نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مقالا أوائل أكتوبر 2019 حول دور "هدى عزرا نونو" ابنه رئيس هذه الرابطة اليهودية وهي السفيرة اليهودية البحرينية السابقة في واشنطن ودورها في تقريب العلاقات بين المنامة وتل أبيب.

وزعم الكاتب (الإسرائيلي) خلال بحثه عن تاريخ اللقاءات والعلاقة بين هدي عزرا وخالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية للبحرين، ودورهما في تعميق العلاقات البحرينية الصهيونية، أن هناك علاقة ودية أو غرامية قديمة بينهما.

وزاد الجدل وصف مجلة "الأوديسا" the odyssey لـ " هدى عزرا إبراهيم نونو" بأنها تمثل: "عودة روح إستير"، وهي ملكة يهودية، يجري تدريس سيرتها في كتب الصغار والكبار في المدارس الصهيونية وتوصف بأنها مخلصة الشعب اليهودي ومنقذته.

وكتب "فرانسيس ريدز" 8 أكتوبر 2019 يكرر نفس المعلومات ويقول أن: "هدى عزرا نونو، سفيرة البحرين السابقة في واشنطن، كانت مصدر خدمة كبيرة للمصالح (الإسرائيلية)، واستخدمت علاقاتها الوثيقة مع وزير خارجية البحرين الحالي لخدمة رفاقها (الإسرائيليين)".