للتجسس واختراق الخصوصية.. شيطان العرب يتسلل إلى “تليجرام”

- ‎فيتقارير

بعد استحواذها على العديد من منصات وتطبيقات التراسل عبر الهواتف الذكية وتحويلها إلى محتوى يخضع للرقابة والتجسس، توصلت شركتان تابعتان لشيطان العرب ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، هما “مبادلة” وصندوق “أبوظبي كاتاليست بارتنرز” إلى استثمار 150 مليون دولار مناصفة بينهما في منصة "تليجرام"، لتلغي أبرز ميزاتها في توفير محتوى ذا خصوصية.
وبحسب مراقبين أنهت الصفقة ميزة الخصوصية التي كانت تتميز بها منصة "تليجرام" إلى حد ما عن غيرها من منصات التواصل الاجتماعي على الأٌقل عربيا، لاسيما للناشطين السياسيين. وأضاف المراقبون أن المنصات المستقلة التي تحافظ على الخصوصية، لا تزال متوفرة رغم ادعاء شركات أبوظبي أن هدف "الشراكة"؛ خلق فرص للتعاون ودعم وتعزيز المنظومة المتكاملة من شركات الابتكار والتكنولوجيا في أبوظبي.
وأشاروا إلى أن تصريح رئيس برنامج الاستثمار في روسيا ورابطة الدول المستقلة التابع لشركة “مبادلة”، فارس سهيل المزروعي، ألمح إلى هذا الهدف عندما ثمنّ تركيز تليجرام على تجربة المستخدم والخصوصية، زاعما أن الشراكة من شأنها جذب مواهب ومهارات متقدمة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، وتحديدا في مجال التكنولوجيا.
جيمس مونس رئيس الشؤون المالية ورئيس العمليات لدى صندوق "أبوظبي كاتاليست بارتنرز"، -لا تمتلك منصة فاعلة على فيسبوك- ادعى أن اختيار الصندوق وقع على تليجرام باعتبارها فرصة استثمارية جذابة، معتبرا أنها شراكة واعدة تتميز بآفاق نمو قوية على مستوى العالم، خصوصا بعد النمو الذي أظهرته شركة تليجرام خلال الأعوام السابقة.

تليجرام وتويتر
وفي الوقت الذي تحظر فيه الإمارات تطبيق "كلوب هاوس" نظرا لنطاق الحرية الذي لا تسمح به مطلقا، حظرت أيضا تطبيقات التواصل واكتفت بما يحقق لها رقابة المحتوى مثل "ماسنجر" على فيسبوك وياهو وسكايب. واحتوت منصة تليجرام على أنشطة فاعلة -باعتبارها توفر الخصوصية- منذ إطلاقها في عام 2013، ويدرك الأخوان بافيل ونيكولاي دوروف، أصحابها أن اتفاقهم مع أبوظبي سيدفع العديد من مستخدميها إلى الاستغناء عنها بعدما كانت خلال سنوات تطبيقا آمنا -كما كان يعتقد- يحافظ على خصوصية مستخدميه، حتى وصل في ظل انهيار الخصوصية لدى "تويتر" و"فيسبوك- ماسينجر" و"واتساب" إلى إعلان جذبه أكثر من 500 مليون مستخدم نشط شهريا.
وقال مراقبون إن "تليجرام" بعد أن أعلنت عن وصولها إلى هذا الرقم من المستخدمين قررت مع بداية العام الجاري 2021، إلى إطلاق خدماتها المدفوعة لتمويل نموها، ومن المتوقع أن تبدأ الشركة في تحقيق أرباح اعتبارا من هذا العام.

هواتف بلاك بيري
ونفى مراقبون أن يكون هدف الصفقة مع تليجرام مجرد نشاط استثماري؛ فالنظام الحاكم في الإمارات يحظر الحريات عبر الإنترنت بما في ذلك منع التواصل والمكالمات المجانية المنتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
وسبق أن أوقفت شركة "اتصالات" الإماراتية عن إيقاف جميع خدمات BlackBerry في الدولة والتي تشمل خدمات التراسل (الماسنجر)، وخدمة تبادل رقم التعريف الشخصـي Pin to Pin، وخدمة إنترنت بلاك بيري، وخدمات بلاك بيري للبريد الإلكتروني، وذلك اعتبارا من 10مارس 2020، بعد أن كانت أوقفت تعاملها في وقت سابق مع الحكومة الكندية التي رفضت أن تخضع شركة بلاك بيري للسيطرة الأمنية بفك شفرات الرسائل التي يتميز بها الهاتف.
وكانت "وول ستريت جورنال" عنونت "منجم ذهب الإنترنت الجديد: أسرارك"، ولهذا خاصمت الإمارات كندا في 2010 وشنت الصحف الإماراتية هجوما على الحكومة الكندية وأصدرت الحكومة الإماراتية قرارات للتضييق على المواطنين الكنديين في الإمارات أو الزائرين لها، والسبب كان عدم ضغط كندا على شركة «ريسيرش إن موشن» المالكة لهاتف «بلاك بيري»- عدد مستخدمي هواتف بلاك بيري في الإمارات حينها حوالي نصف مليون مستخدم- وعدم إخضاع خدمات الجهاز للمراقبة والتجسس الأمني دون مراعاة الخصوصية.

تطبيق توتوك
وشهد "توتوك" رواجا سريعا في الشرق الأوسط حيث تفرض عدة دول، قيودا أو حتى تمنع، غالبية خدمات الاتصال عبر تطبيقات مثل واتساب، وشركته الصينية اشترتها أبوظبي لتضمه إلى وسائل التجسس الالكترونية التي تراقب محتواها بقوة. وأشار مراقبون إلى أن منصّتي "آبل" و"جوجل" أزالتا التطبيق بعد نشر صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرا يتهم أجهزة الاستخبارات الإماراتية بإمكان الوصول المباشر إلى الرسائل والمحادثات عبر الفيديو أو حتى إلى البيانات المتعلقة بالموقع الجغرافي لحامل الهاتف، بالإضافة إلى النفاذ لكاميرات الهواتف والميكروفونات.
وفي يناير الماضي، أعلن القيّمون على التطبيق إدراجه مجددا على “جوجل بلاي ستور” بعد سلسلة من “التحديثات” الخاصة بالتطبيق، بالأخص آلية أكثر وضوحا تتيح للمستخدمين السماح بنفاذ التطبيق إلى بياناتهم ولوائح الأرقام الهاتفية. إلا أن جوجل عادت وحذفت التطبيق ما يثبت إدانته بالتجسس، فيما لا يزال “توتوك” غير متوافر على آبل ستور، وهي بحسب "بيل مارزاك" الباحث في مختبر سيتزن لاب المتخصص في الأمن السيبراني، أكثر "احتراما لخصوصية العملاء"، محذرا في الوقت نفسه من أن "توتوك" تطبيق للمراسلة تم تطويره من قبل جهة استخباراتية.
وأضاف أن الإمارات قد تتجه نحو ما وصفه بـ "النموذج الصيني" من التسلط الرقمي المتمثل في الرغبة لأن تصبح قوة في مجال التكنولوجيا ولكن تستخدمها أيضا كأداة للمراقبة والسيطرة. وتحظر لوائح الاتصالات في الإمارات الاختراق غير القانوني والمراقبة الجماعية، بأي شكل من الأشكال، لكن النظام الحاكم يخرق ذلك بشكل علني، ويفرض قيودا مشددة على المحتوى المنشور على الإنترنت.

تصنيف دولي
وتتعامل الإمارات مع شركة «équipe hacking» المتخصصة باختراق الشبكات كما أنها تقوم بتوريد أجهزة خاصة للاختراق إلى داخل الإمارات. وصنفت منظمة "فريدوم هاوس" غير الحكومية الأمريكية الإنترنت في الإمارات بغير الحر، مشيرة إلى وجود قيود ورقابة ومراقبة على الإنترنت بسبب روابط وثيقة بين الحكومة وشركات الاتصالات. ويحظر القانون الإماراتي استخدام الإنترنت بهدف التخطيط أو التنظيم أو الترويج أو الدعوة لمظاهرات أو مسيرات أوالتحريض على الدخول إلى غير دين الإسلام، أو الدعوة إلى اعتناق أو ترويج المبادئ الهدامة مثل المثلية الجنسية أو الشذوذ الجنسي.

رقابة وحظر
وتحظر الإمارات العديد من المواقع العربية المتضامنة مع الربيع العربي، ومنها موقع بوابة "الحرية والعدالة" إضافة إلى موقع "الخليج الجديد"، و"الإمارات للدراسات" و"جريدة السبيل"، وموقع "وطن" و"أسرار عربية"، و"القاهرة بورتال" وأخيرا موقع "الجمهور".
كما تستهدف الإمارات النشطاء ومستخدمي المواقع العاديين، مثل موقع تويتر الذي يحاولون تجنيد هاشتاجاته الآن، وبرنامج الفيبر والواتس آب، وبرنامج المحادثة الشهير سكايب. وتستضيف دبي المكاتب الإقليمية لعدد من مجموعات الإنترنت العملاقة مثل "جوجل" و"يوتيوب" و"تويتر" وغيرهم، ويمكن الوصول إلى معظم الخدمات العامة عبر الإنترنت. وتستضيف الإمارات على أرضها القيادة المركزية للقوات الأمريكية بالمنطقة، وقواعد عسكرية فرنسية وغيرهما، وتقود حربا بالوكالة ضد انتمائها الإسلامي والعربي، مدعية أن حربها إنما هي على الإرهاب، وليس على الحقوق والحريات، مستنهضة بتوظيف المصطلح دعم الصهاينة ومن ثم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما ما تقريرا عيانا بيانا بدورها في جولة التطبيع التي انطلقت في 13 أغسطس الماضي.