دولة الفشل و”الطرف المجهول” … 36 قتيلا و84 مصابا بسبب إصرار السيسي على “القطار المكهرب” !

- ‎فيأخبار

من جديد يسقط شهداء على الطرق، ومن جديد يتكرر الإنكار الإعلامي والتلكؤ في نقل الحقيقة للناس، ومن جديد يستمر عدم محاسبة المسؤول الحقيقي عن الكوارث التي تتكرر بالكربون كل فترة ويتم التضحية بموظفين صغار لا يملكون من أمرهم شيئا وتجاهل المجرم الحقيقي الذي يعرفه الجميع ويفاجئوا بأنه شخصيا يخرج ليتوعد المتسببين بالويل والثبور وعظائم الأمور.

نهار الجمعة، وفيما يتابع المصريون الكارثة التي حدثت في قناة السويس والفشل في انتشال السفينة الجانحة منذ صباح الثلاثاء الماضي واستمرار نزيف الخسائر، التي قدرتها بعض الجهات بأنها 40 مليون دولار في الساعة، انتشرت الاستغاثات والصور والأنباء عن حادث تصادم قطارين بالمراغة في سوهاج، وانتشر فيديو يستغيث فيه أحد الشباب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهي نفس الاستغاثة التي سبق أن استمع إليها المصريون في وسائل التواصل الاجتماعي كثيرا في السنوات الأخيرة، وتكررت بألفاظ مختلفة، إلا أن المشترك بينها جميعا كان "الحقونا بنموت".

استغاثة أطلقتها جماهير الزمالك حين تم حشرهم في صناديق حديدية، ومعتقلو سيارة الترحيلات التي أطلقت عليهم قنبلة غاز فاحترقوا داخل السيارة، كما أطلقها مواطنون تم هدم منازلهم وإلقائهم في الشارع دون مأوى لإقامة كوبري، أو مرضى الحسينية الذين صرخوا من انتهاء اسطوانات الأكسجين وماتوا اختناقا.. وغيرها آلاف الاستغاثات والصرخات التي لم تجد إلا التجاهل.

وسريعا استدعى نشطاء تصريح السيسي مؤتمر سابق حين قال: تقولي هنصرف 10 مليار عشان تطوير السكك الحديد والميكنة وجرارات القطارات؟ الـ10 مليار دول لو حطيتهم في البنك هاخد عليهم فايدة مليار جنيه".

https://www.youtube.com/watch?v=teP_10NoXE0

وما تلى ذلك من الإعلان عن خطوط القطارات السريعة، والمكهربة التي لا تخدم إلا نحو 1% من المصريين. ما أدى بالتالي إلى مقتل 36 مصريا وإصابة 84 حتى الآن. وسط نقل المصابين إلى مستشفى المراغة، ضعيفة الإمكانات التي لا تتحمل هذا العدد من القتلى والمصابين، لأنها ، ببساطة، مثل المستشفيات العامة التي لا تتوفر بها إمكانات مواجهة أي كارثة، وبالفعل أطلق الأطباء استغاثات لإمداد المستشفى بالشاش والقطن!

وبالطبع كما تعود المصريون منذ عشرات السنين بأنهم من ينقذون أنفسهم وسط غياب الإسعاف والجيش والشرطة، فقد بادر الركاب وأهالي المنطقة إلى إنقاذ الضحايا قدر جهدهم، وعق أحد رواد التواصل الاجتماعي موجها حديثه للسيسي قائلا: "هتروح تنام ازاي و تمارس حياتك الطبيعية وانت مسؤول عن ٣٥ روح ماتت؟ من بينهم أطفال و ناس كبيرة و ستات و رجالة.

قطار سريع ب ٥٠٠ مليار يخدم اقل من ١% واصحاب البلد بيموتوا فى القطارات لأنك ما ينفعش تدفع لهم ١٠ مليار من فلوس "…".

ويلخص أحد الناجين من الحادث ما تم في كلمات قصيرة قائلا:

(حتى الموتة استرخصتوها فينا! .. عشان احنا فقرا

لقيت رجل صاحبي ومش لاقي باقي جسمه.. وصاحبي لقيت بدلته وجسمه مش لاقيه

احنا الرخاص في البلد..

اللهم تغمد من مات فيهم برحمتك وأنزله منزلة الشهداء واشف مصابهم واربط على قلب ذويهم وانتقم من كل مسؤول فاسد

أقيموا صلاة الغائب على أرواح المتوفين من إخوانكم وادعوا لمصابهم وأهاليهم.

 وإنا لله وإنا إليه راجعون.