السيسي يقتل الصعايدة برفضه تطوير إشارات القطارات.. وغلاء التذاكر لم يمنع الكوارث

- ‎فيتقارير

لاينسى المصريون وهم يشاهدون كوارث حوادث القطارات، وأحدثها في سوهاج، رفض قائد عصابة الانقلاب عبد الفتاح السيسي تخصيص مبلغ  100 مليار لكهربة الإشارات بسكك حديد مصر لمنع تكرار الحوادث، رغم أن وزارة النقل قامت بالفعل بتحصيل تلك الملبارات من جيوب المصريين من خلال رفع أسعار التذاكر واستحداث رسوم جديدة لصالح ضحايا الجيش والشرطة، وسط تجاهل ضحايا السكة الحديد أنفسهم.

القطارات الدامية
وتشهد مصر العديد من حوادث القطارات الدامية خلال العقود الأخيرة سقط فيها مئات القتلى وأرجعها مسؤولون ومراقبون إلى قدم القاطرات والعربات والإهمال في صيانتها وتشغيلها.
وفي فبراير 2018، نشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام قطار بصدادة حديدية؛ ما أدى لخروجه عن القضبان، وأسفر عن مصرع 28 شخصا وإصابة 50 آخرين. وجاء الحادث وسط سلسلة من الزيادات في أسعار التذاكر التي يجري تسويقها على أنها من أجل التطوير والارتقاء بمستوى الخدمة.

ففي سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة النقل  بحكومة الانقلاب فرض رسوم مالية على متعلقات ركاب قطارات السكك الحديدية التي يزيد وزنها عن 12 كيلوجراما، بدعوى تعظيم إيراداتها وتعويض جزء من خسائرها.
وأشارت الهيئة، في بيان، إلى أن قرارها بمنع ركوب القطارات من دون تذكرة وفرض غرامات على المخالفين ساهم في زيادة إيرادات الهيئة بمبلغ يراوح بين 30 و40 مليون جنيه شهريا.
ولفتت الهيئة الى ان قيمة الخدمة تراوح بين 10 جنيهات و140 جنيها.
وفي 30 يوليو الماضي، أعلن وزير النقل بحكومة الانقلاب "الفريق" كامل الوزير رفع أسعار تذاكر القطارات قبل الاحتفال بعيد الأضحى بيوم واحد، بنسب زيادة تراوح بين 25% و40%.
وأشار إلى زيادة أسعار تذاكر قطار القاهرة الإسكندرية إلى 125 جنيها للدرجة الأولى بدلا من 100 جنيه بنسبة زيادة 25%، والثانية مكيفة إلى 100 جنيه بدلا من 70 جنيها بنسبة زيادة 30%.
وفي نفس السياق وفي يونيو الماضي، أعلنت هيئة السكة الحديد زيادة أسعار تذاكر جميع القطارت بنسب تتراوح بين 25% و150%.

وكشف القرار أن الدرجة الأولى في قطارات VIP زادت بنسبة 25%، والدرجة الثانية 40%. ، بينما زادت الدرجة الأولى في القطارات الإسباني والفرنساوي بنسبة 30% والدرجة الثانية بنسبة 83%، أما بالنسبة للقطارت المطورة والمميزة فقد زادت بنسبة 150%.
الفساد يحاصر الهيئة
ويثير إنفاق الأموال التي تم حشدها في مشاريع السكك الحديدية شهية الفاسدين وما أكثرهم في الكثير من الإدارات الحكومية ومن بينها إدارات شبكة السكك الحديدية، بحسب الإذاعة الألمانية "دويتشه فيلة".
ويخشى مراقبون، أن قسما كبيرا من الأموال سيجد طريقه إلى جيوب الفاسدين وأعوانهم عن طريق صفقات شراء مستلزمات المشاريع بنوعية رديئة وتنفيذ العقود بشروط لا تلبي المواصفات المطلوبة.
وإضافة إلى الفساد تعاني هذه الإدارات من التسيب وغياب ثقافة الانضباط في العمل.
ويعاني مرفق السكك الحديدية تدهورا كبيرا ظهرت ملامحه في آثار الحريق المأساوي الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات جراء انفجار جرار قطار بمحطة مصر.
الصعايدة يدفعون الثمن

ويبقى الصعايدة الضحية الأكبر لكوارث السكك الحديدية بمصر، وتتسبب الحوادث التي غالبا ما تقع في مناطق الصعيد في مقتل العشرات منهم كل فترة، وقبل شهور شن نظام السيسي هجوما كاسحا على الصعايدة ، عبر قرارات استهدفت منعهم من الوصول إلى قلب القاهرة بالقطارات، واقترحت القرارات إنهاء سير قطارات الصعيد عند مناطق المنيب أو بشتيل بالجيزة، بدلا من رمسيس، بحجة أنهم يتسببون في الزحام بوسط القاهرة، وهو ما قوبل بغضب كبير من أهالي الصعيد.