تدمير الآثار الإسلامية والاحتفاء بالفراعنة.. خطوة لتغيير الهوية وتكريم للاستبداد؟

- ‎فيتقارير

يرى بعض الباحثين والمراقبين أن سؤال الهوية بات مطروحا أكثر من ذي قبل، بعد استدعاء السيسي تقدير الفراعنة مع إهمال وتدمير للآثار الإسلامية دون اعتبار لقيمتها الأثرية أو التاريخية في سبيل إقامة طريق أو كوبري فضلا عن الإهمال الذي تتعرض له الآثار الإسلامية خلال السنوات الأخيرة.

ودلل المراقبون بالموكب الأكثر بذخا لتكريم توابيت الفراعنة وترميم مقابر اليهود ومعابدهم، في مقابل هدم مقابر المماليك التي تضم رفات علماء وحكام من العصر المملوكي.


واعتبر المراقبون أن مواكب الفراعنة جاءت لترسيخ نموذج الاستبداد والاستعباد الذي فرضه فرعون وهامان وجنودهما، كما أنه بالنسبة للسيسي يتوافق مع حربه الشعواء على الهوية الإسلامية التي أشار في أكثر من مناسبة أنه يحاربها.

مواكب الاستبداد

واعتبر البعض أن الموكب الفرعوني بإخراج سينمائي جاء ليشبه في كثير من صفاته مواكب هتلر وموسيليني الفاشية في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. وأنه استهدف تمجيد الدولة وحكامها العسكريين المستبدين عبر التاريخ، بحسب الدكتورة مها عزام.

أما المخرج حسام الغمري فقال: "يا من تظن أنك ستغير الهوية بحفل استخدمت فيه الإضاءة بحدود الإبهار ونظمت حركة المجاميع بإخراج جيد أقولك لك لقد حاول الفاطميون فعل ما هو أكثر من ذلك لقرنين من الزمان وانتهى الأمر بخطبة جمعة"!

واضاف أحمد ماهر العكيدي أن "اختبار الهوية" هو سلاح للسيسي الفرعون ولكن السؤال للمعجبين به هو سؤال ماذا في جيبك؟ "جرب بقي يا شعب ياذا الهوية الكيميتية يبقى حسابك فاضي في البنك وتروح للمكنة وتعرفها بهويتك العظيمة اللي بتفتخر بيها والعالم كله بيحسدك عليها، هتقولك يلا يا علچ من هنا"!

مذبحة المماليك الجديدة

إزالة مقابر "جبانة المماليك" لتنفيذ "محور الفردوس" في يوليو الماضي، كشف عن جريمة عبد الفتاح السيسي فى حق الشعب المصرى وتاريخه ومعالمه الاثارية والحضارية. وبحسب الخبراء فإن هدم التراث الإسلامي الحديث -500 سنة إلى عصرنا القريب- لن تكون آخر نتائج الهجوم على هذه الاثار حيث بدأ الهدم باقتلاع مقابر الليث وسيدى عقبة، ثم حفائر المطرية.

ويستعيد السيسي منهج مبارك في التعدي على الآثار الاسلامية والاحتفاء بالفرعونية؛ حيث سمح مبارك ببناء أبراج نصير بارتفاع ١٢٠ مترا أمام قلعة محمد على، بحجة إنشاء بورصة جديدة.

وتحتوي المنطقة التي هدمها السيسي على الكثير من القباب التاريخية، وتضم صحراء المماليك عددا من المساجد الأثرية النادرة تزيد عن ٣٠ مسجدا معظمها من الطراز الضخم الجميل ومنها مسجد وخانقاه فرج بن برقوق ومسجد وخانقاه السلطان الأشرف برسباي ومسجد السلطان قايتباي وملحقاته، وأبرز هذه المساجد مسجد السلطان المملوكي (الأشرف قايتباي) المرسوم على الجنيه المصرى والذي يتجاوز عمره ٧٠٠ عام.

وتم اتخاذ قرار بإزالة نحو ١٠٠ من مقابر المماليك لإنشاء طريق، ومن أبرز من تم هدم مقابرهم الشيخ "جلال الدين السيوطى"، كما أهمل مقبرة الشيخ العز بن عبدالسلام حتى صارت أطلالا.

وتخالف إجراءات الهدم قانون الاثار المصرية الذي يعتبر أن كل ما مر على إنشائه أكثر من ١٠٠ عام يعتبر أثرا. 

.