إلى متى الصمت يا أمة المليارين؟!

- ‎فيمقالات

في الوقت الذي تهافت فيه عدد من سفراء أنظمة الانبطاح والتطبيع على مائدة وزير الخارجية الصهيوني "جابي أشكنازي"، من الأردن ومصر والإمارات والمغرب، وخلال مائدة الدم .. خاطب وزير الخارجية الصهيوني سفراء التطبيع قائلاً : "إن شهر رمضان هو شهر السلام ، ولقد أحضر معه هذه السنة نقطة ضوء للسلام في الشرق الأوسط ، وأنه يحدوه  أمل خلال السنوات المقبلة أن (ينبطح) المزيد من الدول أمام نصب التطبيع" .
هذا المشهد المقزز أثار الشعب الأردني الرافض للتطبيع مثله مثل بقية الشعوب الأبية، فكتب "أحمد عكور" في موقع "جو24" تحت عنوان "الأردن الرسمي يشبع كيان الاحتلال شتما .. وسفيرنا يحضر إفطاراً رمضانيا لرئيسهم "رؤوبين ريفين" 
" فبينما كان وزير الخارجية أيمن الصفدي يمطر دولة الاحتلال بعبارات الإدانة والاستنكار المكرورة والفاقدة لمعناها ودلالتها ، تنديداً بالعدوان الصهيوني على المصلين في المسجد الأقصى .. كان سفير الأردن "غسان المجالي" في الكيان الصهيوني المحتل يتناول الطعام على مائدة  رئيس كيانهم الطارئ "رؤوبين ريفين".
إذن فوزير الخارجية الأردني _ أو للدقة_ الموقف الرسمي الأردني يشبع دولة الاحتلال الصهيوني شتما.. في حين أننا نجد ممثل الأردن (دولة الوصاية على المقدسات) يجلس على طاولة طعام واحدة مع رئيس الكيان المحتل !! ، في الوقت الذي تمعن فيه ماكينة الاحتلال العسكرية في قتل واعتقال الفلسطينيين المرابطين للدفاع عن المقدسات في مدينة القدس، وفي الوقت الذي يخرق فيه كيان الاحتلال كل الاتفاقيات الموقعة مع الأردن، وينتهك كل الأعراف والمواثيق الدولية جهارا نهارا .
فماذا يمكن أن نفهم من هذا التناقض؟ أليس هذا استخفافا بعقول الأردنيين وكل العرب والمسلمين ؟!!".
بينما نجد في المقابل.. المغني البريطاني الشهير "روجر ووترز" عضو فرقة الروك "بينك فلويد" ينتقد الإخلاء القسري للفلسطينيين الذين يعيشون في حي الشيخ جراح بالقدس من قبل المستوطنين اليهود ! ، واصفا الاحتلال بأنه "دولة فصل عنصري".
وقد نشر مقطع فيديو بعنوان (إسرائيل دولة فصل عنصري) عبر حسابه على "تويتر " يتضامن فيه مع أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وأن طرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح يتم بطريقة تشبه ممارسات الإبادة الجماعية، وأنه تلقى رسائل من أصدقائه الذين يعيشون في بلدان مختلفة من أمريكا الجنوبية، أخبروه فيها أنهم سيذهبون إلى حي "الشيخ جراح".
كما هاجم الرئيس الأمريكي الذي أعرب عن دعمه للكيان الغاصب "في جميع الظروف" ، فخاطبه قائلاً : "أنتم تدعمون إخلاء الناس من منازلهم بطريقة مثل الإبادة الجماعية، ما هو شعورك يا جو .. أن تكون جالسا في منزلك الذي تعيش فيه عائلتك لمئات السنين.. ثم يأتي بعض الأشخاص القذرين ليستولوا عليه؟؟! ".
ودعا ووترز الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" إلى عدم السماح للكيان الصهيوني بالمشاركة في المنافسات الكروية .
أيها المسلمون: المسجد الأقصى يصرخ فيكم اليوم، ولكن لايجيبه إلا أقل القليل . 
من منكم سيرد على رسالة الأقصى التي بعث بها إلى صلاح الدين قبل قرابة ألف سنة قائلاً فيها : 
يا أيها الملك الذي  لمعالم الصلبان نكس

 جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس

 كل المساجد طهرت  وأنا على شرفي أنجس

فبعد هذه الرسالة قام صلاح الدين بإعداد حملة لتحرير بيت المقدس، وشحذ الهمم، فمنع المزاح في جيشه، ومنع الضحك، وهيأ الأمة لاسترداد المسجد الأقصى الأسير من أيدى الصليبيين يوم ذاك .
 ولكن الصليبيين بعد وفاة صلاح الدين عادوا فاحتلوا المسجد الأقصى وذهبوا إلى قبر صلاح الدين وركلوه بأقدامهم قائلين : ها قد عدنا يا صلاح الدين ، ها قد عدنا يا صلاح الدين . 
الأمة اليوم  عاجزة، لا تغضب، ولا تثور؛ برغم تدنيس مقدساتها، بل تهرول للتطبيع مع الصهاينة !! .
وما أقوى وأوقع ما قال الشيخ "محمد الغزالي" رحمه الله :
 "الويل لأمة يقودها التافهون، ويُخزى فيها القادرون. إن زوال "الكيان الصهيوني" لابد وأن يسبقه زوال أنظمة عربية عاشت تضحك على شعوبها ، ودمار مجتمعات عربية فرضت على نفسها الوهم والوهن" . 
ونقولها للعرب اليوم بصوت عال : إن فلسطين لن يحررها إلا جيش مسلم، أما تجمع العرب بلا دين فلن يحرر جحر نملة !!
ويجب أن يكون ولاؤنا للإسلام جادا متقدما على كل ولاء آخر للتراب أو للدم .
وليس هناك أغرب من أمة تهتاج لهزيمة رياضية، ولا تهتز لها شعرة لهزائمها الحضارية والصناعية والاجتماعية !! 
وإني لأعجب اليوم من أمة المليار وهى تثور عبر صفحات التواصل الاجتماعي (التى يتحكم فيها الصهاينة وأتباعهم فتقوم بإيقاف أي نشاط يسلط الضوء على فلسطين أو القدس والمسجد الأقصى) .
فماذا تنتظر الأمة  والمسجد الأقصى يتم اقتحامه تحت سمع وبصر الأمة الإسلامية كلها ؟؟؟ . 
حتى الشجب والاستنكار الذي كان يصدر سابقا من المسئولين.. تحول اليوم إلى انبطاح وتطبييع وذلة ومهانة .
لكن _ ولحسن الحظ _ فإن المقدسيين (رجالا ونساءا شيبا وشبانا وأطفالا) لم يعودوا يعولون كثيرا على أمتهم التى خذلتهم، فقاموا بالرباط في المسجد الأقصى والدفاع عنه بصدورهم العارية وأيديهم الفتية .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك" قالوا : يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعجل بتحرير بيت المقدس من دنس الصهاينة المعتدين، وأن يرزقنا صلاة فيه .