تطوير الشيخ زويد.. خيانة السيسي التالية في “صفقة القرن”

- ‎فيأخبار

ما بين الإرهاب ومكافحة العناصر المسلحة والتطوير وإنشاء محاور جديدة تسير مخططات النظام العسكري الذي يقوده الطاغية عبدالفتاح السيسي للتهجير وإخلاء سيناء من سكانها وتسليمها للصهاينة من أجل تصفية القضية الفلسطينية تماما، وحل أزمات (إسرائيل) عبر أكبر عملية ترانسفير وأبارتهيد بخنق فلسطيني الداخل والضفة الغربية إلى سيناء في مناطق يجري إعدادها بتمويل دولي يقدر بنحو 10 مليار دولار خصصها مؤتمر البحرين الاقتصادي، الذي شاركت فيه مصر مع إسرائيل ودول عربية وممولين دوليين بترتيب من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر.
مؤخرا وبعد مرور أيام قليلة على زيارة رئيس أركان الجيش، الفريق محمد فريد، إلى مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، أعلنت الجهات المسؤولة في المحافظة عن توجيهات رئاسية بتطوير المدينة على الأصعدة كافة خلال الفترة المقبلة.
التطوير الذي يعتبر سلاحا جديدا وستارا لتمرير المخططات، يتم بمشاركة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإنشاء مجمع عمراني جديد يحمل اسم مدينة الشيخ زويد، ليكون بديلاً عن المدينة الحالية التي ستجرف بالكامل، كما حصل في مدينة رفح، ضمن خطة مبهمة تقوم السلطات بتنفيذها في محافظة شمال سيناء، لتشمل مدن رفح والشيخ زويد وكذلك العريش، وبعض قرى بئر العبد، من خلال تهجير السكان بحجة الإرهاب أو مكافحته، وحالياً بحجة التطوير والتنمية.
فيما أفاد الموقع الرسمي لمحافظة شمال سيناء، بأنّ محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، قرر تشكيل لجنة لإعداد مخطط كامل لتطوير مدينة الشيخ زويد. وأضاف الموقع أنّ المحافظ عقب اجتماع عُقد برئاسته وبحضور السكرتير العام المساعد للمحافظة عبد العال البدري، ورئيس مركز ومدينة الشيخ زويد طارق محمد عابد، والسكرتير العام لمركز ومدينة الشيخ زويد إيهاب بكير، ورؤساء قطاعات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ومديري مديريات الخدمات والأجهزة المعنية، إلى جانب المدير العام للتخطيط العمراني بالمحافظة المهندس حسام الشريف، قال إن اللجنة معنية بتفقد المدينة للوقوف على مرافق الخدمات والإمكانات الموجودة ودراسة إمكانيات تطويرها لتحقيق أكبر استفادة منها بالتنسيق مع مشايخ وعقلاء ورموز وأهالي المدينة.

إعادة تجربة التهجير برفح
وأعلن المحافظ أنّ مشروع التطوير جاء "طبقاً لتوجيهات السيسي لتعويض أهالي الشيخ زويد وتوفير الخدمات والمرافق كافة اللازمة لهم"، بينما كشفت مصادر حكومية مطلعة -دون الإفصاح عن هويتها- لوسائل إعلام عربية، أن المخطط الجديد الذي يقال إنه جاء بتوجيهات من السيسي بعد زيارة رئيس أركان الجيش قبل أيام لمدينة الشيخ زويد "سيكون بمثابة إعادة تجربة مدينة رفح، من خلال تهجير السكان من منازلهم وأراضيهم، ونقلهم إلى المدينة الجديدة التي من المتوقع أن تبنى على أرض حي الزهور، شمال الشيخ زويد، وبالشكل نفسه الذي بنيت به مدينة رفح الجديدة، التي قصدها أيضاً الفريق محمد فريد خلال زيارته الأخيرة، والتي تعد الأولى لرئيس أركان لمدينتي رفح الجديدة والشيخ زويد منذ عام 2013". وأوضح المصدر أنّ "المخطط الجديد المُراد للمدينة، يرتبط بمخططات كبرى يجري التحضير لها في شمال سيناء، تتعلق ببناء موانئ جديدة، وطرق دولية من شأنها أن تربط ساحل البحر بمطار العريش، وكذلك ربطها بمشروع السكة الحديدية الذي بدأ العمل به في شرق قناة السويس منذ أشهر، ومن المتوقع أن يصل إلى مناطق شمال سيناء كافة خلال المرحلة المقبلة".
يشار إلى أن مدينة رفح الجديدة تقع إلى جنوب الطريق الدولي (رفح- العريش)، في حين كانت مدينة رفح المهجرة تقع إلى شمال الطريق الدولي. أما بالنسبة لمدينة الشيخ زويد الجديدة، فإنه من المقرر بناؤها إلى شمال المدينة الحالية، وهي منطقة حي الزهور، التي تقع إلى الشرق من مدينة العريش.
وكانت سلطات الانقلاب قد بدأت بالفعل في تحضير المكان والمخططات لإنشاء ميناء تجاري ضخم على ساحل مدينة الشيخ زويد، ليكون رديفاً لميناء العريش، كما تم البدء بالعمل على شق طريق واسع يصل بحر الشيخ زويد بمطار العريش العسكري، لكن العاملين به تعرضوا إلى هجمات متكررة أدت لمقتل وإصابة عدد منهم على يد تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لـ"داعش" خلال الأشهر الماضية.
وبحسب شيوخ القبائل في الشيخ زويد، "أهالي المدينة ينتظرون مشاريع وقرارات من شأنها تعزيز صمودهم على أرضهم، بعد مرور أكثر من سبع سنوات على تحمّلهم الظروف الأمنية والاقتصادية السيئة، لا أن تأتي قرارات مشبوهة ومبهمة قد تؤدي بنا إلى خارج ديارنا مرة أخرى، كما حصل مع أشقائنا في مدينة رفح قبل سنوات، والذين فقدوا الأمل في عودتهم، في ظل مسح المدينة عن بكرة أبيها، وصرف تعويضات لغالبية المتضررين، وبناء مدينة جديدة لا يعرف سكانها حتى اللحظة".

يشار إلى أن الشيخ زويد كانت في مقدمة المناطق المتضررة من من عمليات الجيش ضد تنظيم ولاية سيناء بدعوى مكافحة الإرهاب؛ إذ اضطر آلاف السكان للنزوح وخسارة منازلهم ومصادر رزقهم، فيما القلق يساور كل مواطن في سيناء من نهاية المخطط الذي يجري تنفيذه على أرض الواقع منذ عام 2013م.
وبحسب الأهالي، فإنه من المستغرب الحديث عن مشاريع استراتيجية في مدينة الشيخ زويد، في حين أن المواطن أقصى طموحه أن تصل خطوط الكهرباء والاتصالات والمياه بشكل دائم، وكذلك وصول المواد الغذائية والفواكه والخضار بلا تنسيق أمني، وتوفير بيئة صحية وتعليمية نظيفة للمواطنين.