تفريعة جديدة لقناة السويس بعد 5 سنوات من “الممر”.. إهدار للأموال ودليل غياب الرؤية

- ‎فيأخبار
epa09101181 A handout satellite image made available by MAXAR Technologies shows multiple tug boats positioned alongside the 'Ever Given' and dredging operations in progress, in the Suez Canal, Egypt, 27 March 2021. The large container ship Ever Given ran aground in the Suez Canal on 23 March, blocking passage of other ships and causing a traffic jam for cargo vessels. The head of the Suez Canal Authority announced on 25 March that 'the navigation through the Suez Canal is temporarily suspended' until the floatation of the Ever Given is completed. Its floatation is being carried out by eight large tugboats that are towing and pushing the grounding vessel. EPA-EFE/MAXAR TECHNOLOGIES HANDOUT -- MANDATORY CREDIT: SATELLITE IMAGE 2020 MAXAR TECHNOLOGIES -- the watermark may not be removed/cropped -- HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES

يعود السيسي لما قاله الخبراء قبل سنوات حين بدا في فنكوشه "قناة السويس الجديدة"، إلا أنه أصر على إهدار المليارات ، وكشفت أزمة السفينة اليابانية إيفرجيفن" التي جنحت في ممر قناة السويس وعطلت الملاحة لأسبوع محققة خسائر مصرية كبيرة وعالمية ، نحو تعالي مشاريع بديلة في المنطقة كاسرائيل وروسيا والصين..
ومؤخرا وفي حضور قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، كشف رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع عن مشروع توسيع وتعميق الجزء الجنوبي من الممر المائي الذي علقت فيه سفينة الحاويات "إيفر جيفن" في مارس.
وعلى عادته لم يمهل السيسي لربيع شرح المدى الزمني لمشروع التوسعة الجديدة، حيث أمر السيسي بضرورة إتمام هذا المشروع في غضون 24 شهرا على أقصى تقدير.
وقال "ربيع" إن خطة هيئة القناة تقضي بتوسيع مسافة 30 كيلومترا من القناة، تمتد من مدينة السويس حتى البحيرة المرة الكبرى بمقدار 40 مترا شرقا.
كما تعتزم الهيئة تعميق الممر المائي ليصل الغاطس إلى 72 قدما بدلا من 66 قدما.
وأضاف أن القناة الموازية (التفريعة الجديدة) التي افتتحت في 2015 شمالي البحيرة المرة الكبرى تتيح المرور في اتجاهين، وسيتم تمديدها مسافة 10 كيلومترات ليصل الطول الإجمالي إلى 82 كيلومترا بما يسمح بمرور المزيد من السفن.
وزعم "السيسي" أن مصر كانت تنظر في أمر توسيع القناة، غير أن جنوح السفينة "إيفر جيفن" التي يبلغ طولها 440 مترا في 23 مارس الماضي عجّل بهذه الخطط.
ولا تزال السفينة المحملة بآلاف الحاويات محتجزة في البحيرة المرة الكبرى، وسط نزاع على طلب التعويض الذي قدمته هيئة القناة لشركة شوي كيسن اليابانية مالكة السفينة.
وقال نادي الحماية والتعويض البريطاني، إحدى جهات التأمين على "إيفر جيفن"، إن نحو 600 مليون دولار تطلبها السلطات المصرية تعويضا من أجل الإفراج عن السفينة وخسائر ذات صلة ما زالت "أكبر من المعتاد" حتى بعد خفضها.
وكانت هيئة قناة السويس تريد 916 مليون دولار، لكنها خفضت المبلغ في مسعى للتوصل إلى تسوية خارج المحكمة، حسب ما قاله رئيس الهيئة مؤخرا.
وتعبر واقعة مشروع التوسعة الحديدة إلى أي مدى يحري إهدار أموال المصريين، إذ أن التفكير الإستراتيجي يقضي بأن المشاريع التي انجزت في 2015 – على حد تقدير السيسي آنذاك- كان يقتضي أن تسبقها كافة التوسعات والإمدادات المطلوبة مستقبلا، إلا أن السيسي، بحد وصفه، كان يريد المشروع لرفع الروح المعنوية للشعب المصري، مهدرا أكثر من 100 مليار جنيه من جيوب المصريين، مضاعفا التكلفة إثر إصراره على التعجيل بشق التفريعة الجديدة خلال عام واحد بدلا من ثلاثة أعوام، وهو ما اضطر القائمين على المشروع لاستئجار المعدات الكبيرة والعملاقة من دول العالم بتكلفة مضاعفة، وهو ما فاقم تكلفة المشروع.
ولم تحقق التوسعة الجديدة فوائد اقتصادية ملموسة لمصر؛ حيث لم تزد أرقام الدخل المحققة في القناة عما كانت قبل ذلك، إثر تراجع مستويات حركة التجارة العالمية، بجانب اكتشاف طرق بديلة عدة لقناة السويس على الصعيد البحري والبري والنقل بخطوط السكك الحديد الجديدة بين آسيا وأوروبا وخطوط التجارة البرية بين الصين وأوروبا بجانب ذوبان الجليد في منطقة القطب الجنوبي وخلق ممرات مائية بين روسيا والصين…وغيرها من الطرق كالمشاريع الإسرائيلية البديلة عن قناة السويس التي تخطط لها مع الإمارات.