بعد انتصار المقاومة.. هل تبدلت قواعد تعامل الغرب مع حماس؟

- ‎فيعربي ودولي

قال مسؤول أوروبي رفيع إن الاتحاد الأوروبي معني بالتواصل مع حركة حماس بشكل أو بآخر في إطار الجهود الرامية لتثبيت التهدئة في المنطقة والبحث عن تسوية للصراع وهي نفس الأهداف التي قالت الخارجية الأمريكية إن أنتوني بلينكن سيقوم بجولة شرق أوسطية لتحقيقها.

"ما قبل المواجهة الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل ليس كما بعدها"، خلاصة كبرى بدت واسعة التداول بين المعنيين بالتصعيد الذي شهده الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة على وقع الأداء الميداني الذي قدمته المقاومة الفلسطينية مجسدة في ذلك تطورا نوعيا في تسليحها وخططها والمجال الذي بلغته نيرانها وهو المعطى الذي يبقى السؤال بشأن انعكاسه على الحراك الدبلوماسي الامريكي والغربي المتعلق بالمنطقة وهو يتحدث عن ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار والجهود الرامية لإيجاد حل للصراع الدائر هناك.

وأكد المسؤول الأوروبي الرفيع من جانبه أن الاتحاد الأوروبي سيحتاج من الناحية الواقعية للتعامل مع حركة حماس بشكل أو بآخر لأنها جزء من الحل للصراع مع إسرائيل

وقال المصدر إن التعامل مع حماس مشروط بتحقيق المصالحة الفلسطينية أولا موضحا أنه بعد ذلك يمكن للاتحاد الأوروبي أن ينخرط في اتصالات غير مباشرة مع الحركة

ولفت المسؤول إلى أن هذه الاتصالات يمكن أن تتم عبر طرف ثالث مؤكدا في هذا السياق أن الطرف الذي يمكن من خلاله الاتصال بشكل غير مباشر مع حماس هو قطر ومصر.

موقف يتزامن وجولة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة قالت واشنطن إن الهدف منها ليس للتحدث عما حدث خلال 11 يوما الماضية فحسب بل للتركيز على المضي قدما وبحث كيفية البناء بشكل أفضل للفلسطينيين وبناء حياة أفضل للإسرائيليين.

ومع ما عززته المواجهة الأخيرة من مكانة المقاومة  الفلسطينية عموما وحركة حماس على وجه الخصوص زاد الحديث عن موقعها من أي تسوية مقبلة.

واستبق الرئيس الأمريكي جوبايدن جولة بلينكن الشرق أوسطية بالقول إن تصنيف الولايات المتحدة حركة حماس منظمة إرهابية لا يعني عدم إعادة بناء قطاع غزة من أجل الأبرياء المتضررين.

مارتن أندك المبعوث الأمريكي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، إن اإدارة الأمريكية تركز حاليا على محاولة تهدئة الأمور وإعادة بناء مصداقية السلطة الفلسطينية وإعادة بناء غزة ومحاولة التعامل مع القضايا الموجودة في القدس حتى لا تصبح بؤر اشتعال مرة أخرى.

وأضاف اندك في حواره مع برنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة، أن الولايات المتحدة تتعامل مع حماس عن طريق وسطاء في مصر وقطر وهو ما تم خلال التصعيد الأخير، مضيفا أنه طالما ظلت حماس مصرة على موقفها من عدم الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والالتزام بالاتفاقيات المبرمة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال فلن تغير واشنطن موقفها من اعتبار حماس منظمة إرهابية.

بدوره قال الدكتور جونترمولاك مدير المعهد الألماني للدراسات الشرقية، إن تصريحات الاتحاد الأوروبي حول إمكانية التعامل مع حركة حماس والتي جاءت على لسان المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تأتي استباقا للانتخابات المزمع عقدها في ألمانيا بعد 4 أشهر.

وأضاف انه يجب أن يكون هناك تواصل مع حماس لإنجاح أي اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأنها تسيطر على قطاع غزة .

من جانبه قال الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة حققت نتائج ملموسة على الأرض، وأسفرت عن فشل عسكري كبير للكيان الصهيوني وإطلاق انتفاضة شعبية كبيرة في كل فلسطين وإيجاد حالة من الوحدة بين مكونات الشعب الفلسطيني وإحداث تحول عالمي كبير لصالح القضية الفلسطينية.

وأضاف أن من أهم نتائج المواجهة الأخيرة أنه لا عودة للنفق الماضي (نفق أوسلو) وقد جربنا هذا النفق عقب الانتفاضة الأولى ما أضاع مكاسبنا وبعد 30 عاما من المفاوضات كانت النتيجة فقط زيادة عدد المستوطنين من 110 آلاف غلى 750 ألف مستوطن ولم يحدث أي تقدم نحو السلام وسط صمت الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الأوروبية.

وأوضح أنه قبل الحديث عن مفاوضات يجب أولا إنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي المحتلة وفي مقدمتها القدس وإنهاء نظام التمييز والفصل العنصري في كل فلسطين، مشددا على أنه لا يجوز لأحد تقسيم الفلسطينيين.

مضيفا أن من يصنفون حماس إرهابية هم من يصنفون منظمة التحرير الفلسطينية تحت اسم الإرهاب، داعيا إلى تشكيل قيادة فلسطينية موحدة لإبطال أي محاولة لتقسيم الشعب الفلسطيني .

     https://www.youtube.com/watch?v=NfdVSDNElO8