3 خطوات لو قام بها السيسي لصدقه أهل غزة.. هل يفعلها قائد الانقلاب؟

- ‎فيتقارير

قبل أن يخصص السفاح عبد الفتاح السيسي 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة وفق شروط خاصة، أقل ما يُقال فيها “إنها مشبوهة”، عليه أن يتوقف عن خنق قطاع غزة وليوقف بناء الجدار الفاصل بين رفح وغزة، وليفتح لهم الحدود إلى العالم.
وأعلن السفاح السيسي الذي تحاصر قواته قطاع، عن تقديم عصابة الانقلاب بمصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع اشتراطه اختراق مخابراته للقطاع بغية التجسس على المقاومة، تحت ستار قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.

الجدار الفاصل
وشرعت سلطات الانقلاب منتصف فبراير 2020، في بناء جدار حدودي فاصل مع غزة يمتد على 16 كلم تقريبا، بارتفاع ستة أمتار وبعمق ثلاثة إلى خمسة أمتار تحت سطح الأرض.
يقول صاحب حساب “المراقب الشرعي” في تغريدة على موقع تويتر:” الشركات السيساوية التي دخلت غزة لتدير المساعدات المصرية سيكون هدفها مخابراتي بحت نفس هدف الهلال الأحمر الإماراتي المفضوح” .
ويقول المحلل الإقتصادي الدكتور عصام عبد الشافي :” سؤال بمنتهى العقلانية نظام يقوم منذ انقلابه العسكري عام 2013 على القروض والمعونات والديون والمساعدات ولا يمر شهر تقريبا إلا ويتم الإعلان عن قرض جديد وتجاوزت ديونه الخارجية 130 مليار دولار كيف يُعلن عن دعم لإعادة إعمار غزة بنصف مليار دولار؟”.
ويقول الكاتب اصحفي وائل قنديل :” المساعدات مقابل وقف أعمال المقاومة..ذلك هو منظور معظم الأنظمة العربية في علاقتها بفلسطين الآن منظور صهيوني بامتياز”.
ويأتي هذا الجدار على الرغم من تأسيس عصابة الانقلاب منطقة عازلة في مدينة رفح في شمال سيناء بعمق 500 متر، سرعان ما توسّعت ثلاثة أضعاف، أي إلى 1500 متر على طول الحدود المصرية مع القطاع، مع الانتباه إلى أن المنطقة الممتدة حتى مدينة العريش في شمال سيناء، أي بعمق 40 كلم، باتت مدمّرة أو شبه مدمرة، مع اتباع عصابة الانقلاب سياسة الأرض المحروقة بحق البشر والحجر، بذريعة محاربة داعش.
وتبدو خطوة السفاح السيسي مفاجئة، ولو من حيث الشكل فقط، قياسا إلى تحسّن العلاقة مع حركة حماس، وحفظ سلطة غزة الأمن على الحدود، ومنع أي تنقل للمسلحين عبرها، مع إشادة عصابة الانقلاب بجهود الحركة وسلطتها وتأثيرها، على الرغم من حيادها الإيجابي في المعركة ضد “داعش” في سيناء، إلا أنه في الجوهر، ونظراً لطبيعة العصابة السيساوية البوليسية الاستبدادية، المتحالفة مع إسرائيل، لا شيء مفاجئا أو مستغربا.
ورأى محللان سياسيان فلسطينيان؛ أن رفض عصابة الانقلاب بمصر فك الحصار عن غزة يأتي لأن فك الحصار يمثل “هزيمة” للسفاح السيسي الذي يسعى للقضاء على الإخوان المسلمين، كما يعني ذلك خسارة عصابة الانقلاب في مصر آخر “ورقة ضغط” لها في غزة.
وكانت الإذاعة الصهيونية قد كشفت أن ممثلين عن السفاح السيسي أبلغوا الاحتلال الصهيوني رفضهم رفع الحصار عن قطاع غزة، خاصة إذا كان لتركيا دور في ذلك، حيث تشترط الأخيرة رفع الحصار عن غزة مقابل عودة العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”.

الجنرال الإرهابي
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني عبد الستار قاسم أن “ارتباط النظام المصري الحالي بإسرائيل وأمريكا، يحول دون إقدام السيسي على رفع الحصار عن قطاع غزة”، معتبرا أن ما يقوم به السفاح السيسي هو “ممارسة صريحة للإرهاب ضد قطاع غزة؛ لأن الحصار يفرض بالقوة ضد المدنيين من أجل تحقيق أهداف سياسية”.
وأكد قاسم أن “السيسي المنقلب على الديمقراطية في بلاده؛ لا يستطيع أن يتمرد على إسرائيل أو أمريكا”، وقال إن الدول العربية بما فيها مصر “لا تريد مقاومة قوية، وتسعى من أجل أن يثور الناس في غزة ضد حركة حماس التي تتبنى خيار المقاومة ضد الاحتلال”، كما قال.
وأضاف: “وجود مقاومة قوية يعرقل الحلول الاستسلامية”، معبرا عن اعتقاده بأن الاحتلال الإسرائيلي “لا يستطيع أن يعقد اتفاقا مع السلطة الفلسطينية، ما دام هناك جزء من الشعب الفلسطيني يقاوم، لأن إسرائيل تريد حلا كاملا، والمقاومة بدروها تعرقل هذه الحلول”.
وشدد قاسم على أن “الهدف في النهاية القضاء على المقاومة الفلسطينية”، وقال إن “رفع الحصار عن غزة مرهون بانتهاء المقاومة”، بحسب تعبيره.
لكن قاسم يرى أن سعي الاحتلال والسفاح السيسي لدفع الشعب الفلسطيني في غزة لكي يثور على حركة حماس “سيفشل؛ لأن أهل غزة متمسكون بالمقاومة، وصمدوا عبر الزمن وتدبروا أمورهم المعيشية”، مضيفا: “السلطة الفلسطينية والدول العربية راهنت على الأمر ذاته وفشلت، حتى أنهم استعانوا بالاحتلال لشن الحروب على غزة كي تنهي حكم “حماس” في غزة، وفشلوا”.
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، أن رفع الحصار عن قطاع غزة “يعني إسقاط مصر لورقة ضغط سياسية هامة لها في القضية الفلسطينية؛ وهي التي لم يبق لها أي تأثير في الشرق الأوسط إلا من خلال القضية الفلسطينية وإغلاق معبر رفح البري”، وفق تقديره.
وأضاف أن السفاح السيسي “لا يريد لغزة أن تعبر عبر البحر بعيدا عنه، لأن ذلك يعزز المقاومة ويرسخ من وجود حماس”، لافتا إلى أن عصابة الانقلاب بمصر تنظر لحماس على أنها “امتداد لحركة الإخوان المسلمين، وأي انتصار تحققه بفك الحصار عن غزة هو هزيمة لمنهج السيسي في القضاء على الإخوان المسلمين”.
ولفت أبو شمالة إلى أن “مصر اليوم لها مصالح استراتيجية مع إسرائيل، وأي خلل من قطاع غزة يضعف علاقة مصر مع الإسرائيليين ويفقدها مصالحها”.
ورأى أبو شمالة أن “مصر السيسي حاليا تقف بقوة إلى جانب السلطة الفلسطينية؛ لأن فك الحصار عن غزة عبر توافق تركيا مع الاحتلال يعني إضعاف السلطة الفلسطينية وشلا لحركتها في قطاع غزة، وهذا ما لا تقبله مصر”.
موضحا أن الاحتلال الإسرائيلي “مفاوض جيد، فهو يسعى لاستغلال الموقف المصري من أجل الضغط على تركيا للحصول على المزيد من التنازلات بشأن العلاقات الدبلوماسية، وهو ما قد يدفع بالاحتلال لرفع الحصار عن غزة”. وأضاف: “الاحتلال يقدم مصالحه الاستراتيجية على التكتيكية في العلاقات الدبلوماسية مع الدول”.